[x] اغلاق
يحذرون من التدخين ويتجاهلون ضحايا المخدرات والكحول
9/1/2020 13:37

يحذرون من التدخين ويتجاهلون ضحايا المخدرات والكحول

الإعلامي أحمد حازم

منذ تأسيس احتكارات صناعة السجائر، نقرأ دائماً عن المطالبة بوقف التدخين بسبب الأضرار المنوعة بالصحة والناجمة عن "الملعونة" السيجارة، وبالرغم من أن وسائل الإعلام العالمية بما فيها العربية، كانت تستفيد مادياً من الدعايات لمختلف أنواع السجائر، إلا أنه تم اتخاذ قرار أممي بوقف كافة أنواع الدعايات للسجائر في محاولة لإبعاد السجائر عن المواطن، على الأقل في وسائل الإعلام بهدف التقليل من مضار التدخين. وتطور الأمر بعد ذلك إلى إجبار شركات صناعة السجائر على كتابة جملة "التدخين يضر بصحتك" على كل علبة دخان. لكن عدد المدخنين لم يتضاءل.

بعد ذلك تم إجبار شركات السجائر على كتابة" "التدخين ينجم عنه سرطان الرئة" ولم يتغير شيء. ومن ثم تم إبلاغ شركات السجائر بوضع صورة مخيفة على كل علبة سجائر في محاولة جديدة  لدفع المواطن على وقف التدخين أو التقليل منه. ولم يجد هذا الإجراء نفعاً. والآن تم إجبار كافة احتكارات السجائر( بما في ذلك الشركات الإسرائيلية) على جعل علبة السجائر بلون أسود بمعنى اعتماد اللون الأسود لكل علبة سجائر في هذا العالم، ولم تعد هناك ألواناً مميزة لشركات صناعة السجائر. على اعتبار أن اللون الأسد هو لون الشؤم. والهدف من هذا الإجراء واضح أيضاً وهو التقليل من التدخين،

كل إنسان عاقل يريد وقف التدخين بل ومنعه أيضاً لو كانت هناك إمكانية. لكن لماذا التركيز فقط على التدخين، بمعنى لماذا هذه الإجراءات الوقائية العديدة على شركات صناعة السجائر فقط، بحجة صحة الإنسان، في ظل وجود احتكارات أخرى تساعد أيضاً على تدمير صحة الإنسان. هناك آلاف شركات صناعة الخمور على مختلف أنواعها  ولا تتعرض لأي ضغوط.وهناك التجارة بالمخدرات المتنوعة والتي تخلف الكثير من الضحايا.

الكحول، كما تقول إحدى الدراسات، لها تأثير كبير على الجهاز العصبي في الدماغ، مما يؤدي إلى تغيير في الوعي، والمس بالقدرات الجسدية وإلى تغييرات سلوكية، كما أن  الشخص تحت تأثير الكحول يكون فاقد السيطرة وفي بعض الأحيان يشكل خطورة على نفسه وعلى الآخرين.

وزارة العمل الإسرائيلية كشفت عن  إحصائيات رسمية  تقول، أن المدمنين الذين يتلقون علاجا بلغت نسبتهم 35%، كذلك المدمنين على "الحشيش" بلغت نسبتهم 32%، فى حين بلغت نسبة المدمنين على الأفيونات مثل الهيروين والمورفين 14%، بينما بلغت نسبة المدمنين على الكوكائين 6%.

وبالرغم من أن تعاطي المخدرات ممنوع قانونيا، إلا أن الجهات الرسمية الإسرائيلية سمحت ببيع وسائل لاستنشاق مادة الكوكايين اسمها Cones فيها ست أنبوبات كل واحدة بطول حوالي عشرة سنتيمترات وتشبه " "المحقان". فكيف يمكن لهذه الجهات أن تسمح بإجراءات للتقليل من التدخين وهي نفسها تسمح ببيع هذه الأنبوبات التي تعرف الجهات أن استعمالها هو لاستنشاق الكوكاكيين؟

 أليس هذا تناقضاً في ممارسات الجهات نفسها؟ فمن جهة تعمل هذه الجهات على التقليل من التدخين ومن جهة أخرى تعمل على تشجيع عملية استنشاق مخدر؟ كيف ذلك؟ ألم تقرأ الجهات الإسرائيية المعنية عن مضار  المخدرات، التي  يتعاكى بها الآلاف من المواطنين؟

إن التعاطي بالكوكايين والإدمان عليه، وحسب المعلومات المتوفرة، يؤدي إلى الهذيان والاضطرابات الذهانية مع الهلاوس والهواجس، واضطرابات المزاج والقلق والضغط الحاد واضطراب الوظيفة الجنسية واضطرابات النوم. كما يؤدي إلى التبلد الوجداني وتغيرات في النشاط الاجتماعي، والحساسية في العلاقات الشخصية المتبادلة، والقلق والتوتر والغضب،

ومن الناحية الصحية، ينجم عته سرعة نبضات القلب واضطراب انتظام حركته، واتساع في حدقة العين، وارتفاع او انخفاض في ضغط الدم و زيادة التعرق و الدوار والقيء ونقصان ظاهر في الوزن، إلى جانب الهياج والتأخر النفسي الحركي، وضعف العضلات وانقباض التنفس وآلام الصدر.

نقطة أخرى لا بد من مساءلة الجهات الإسرائيلية  المختصة حولها: كل من يكون تحت تأثير المخدرات لا يكون بكامل وعيه. فكيف تسمح هذه الجهات للمدمنين بالإحتفاظ برخصة قيادة السيارة ؟ ألا يشكل هذا خطراً على  السائقين في الشوارع وعلى المواطنين  أيضاً خارج الشارع؟ سؤال بحاجة إلى جواب