[x] اغلاق
روس يحتفلون بالغطاس على ضفاف نهرالاردن
19/1/2010 17:54

قضى المسيحي أندريه بوريسوفيتش دهرا قبل أن يتمكن من السير على خطى اسلافه في رحلتهم من روسيا إلى الأراضي المقدسة.

وصل بوريسوفيتش الروسي المتقاعد وهو من مدينة سان بطرسبرج أمس الاثنين إلى هدفه وانضم إلى حشود المسيحيين الارثوذكس على ضفتي نهر الاردن للاحتفال بعيد الغطاس الذي يحيي فيه المسيحيون الشرقيون ذكرى تعميد المسيح والذي يمثل المناسبة الاهم للزوار القادمين من روسيا بعدما زادت أعدادهم في فترة ما بعد الشيوعية.

وقال بوريسوفيتش البالغ من العمر 73 عاما مبتسما رغم السماء الملبدة بالغيوم على غير العادة فوق الكثبان الصحراوية "لطالما أردت المجيء." وحكى بوريسوفيتش قصة جد بعيد له قطع الرحلة التي كانت تستغرق سبعة أشهر من روسيا إلى نهر الاردن في القرن التاسع عشر.

وأضاف بفخر "كان يعمل بالصناعة في مدينة بيرم بجبال الاورال. غيرت الرحلة إلى الأراضي المقدسة حياته. وعندما عاد إلى الوطن أسس مدارس ودارا للايتام."

وأضاف "بالطبع فقد كل هذا قيمته مع الثورة."

وعلى النقيض من أسلافه الذين واجهوا الموت والمرض وقطعوا البحر والبر وصولا إلى القدس مع تداعي الاغلاق الذي كانت تفرضه الامبراطورية العثمانية على منطقة الشرق الاوسط لم يتطلب الأمر من بوريسوفيتش ورفاقه في الرحلة تضحيات كثيرة حيث انتقلوا جوا إلى هناك في إطار رحلة تستمر أسبوعا.

وزيارة نهر الاردن عشية عيد الغطاس في السادس من كانون الثاني وفقا للتقويم الكنسي القديم كافية للتأكد من انتهاء جمود الحياة الروحية للروس والذي استمر فترة طويلة منذ انتصار الثورة البلشفية عام 1917.

قالت أبيس نيكوديما وهي رئيسة دير في ميناء أوديسا الاوكراني المطل على البحر الاسود وتتولى نقل جماعات من الزوار المسيحيين سنويا للمشاركة في طقوس عيد الغطاس على ضفاف نهر الاردن منذ عام 1994 "المجيء إلى هنا مهم بالنسبة لكل مسيحي."

وتشجع إسرائيل التي يسيطر جيشها بشكل واضح على الضفة الغربية لنهر الاردن هذا الاتجاه سعيا لتحقيق مكاسب وزيادة عوائدها من السياحة.

واحتشدت مجموعة نيكوديما المكونة من 30 روسيا وأوكرانيا مع يونانيين ورومانيين بالاضافة إلى مسيحيين فلسطينيين ليروا بشكل أفضل البركة التي يعتقدون أن يوحنا المعمدان غمر فيها المسيح لتعميده.

وقالت نيكوديما "عددنا أقل هذا العام بسبب الركود... لكن تبقى هذه الزيارة مهمة للغاية بالنسبة لنا. فهنا نرى سر التوبة."

وتشير حكايات تعود لعهد القيصر في روسيا إلى فلاحين متحمسين ونبلاء روس متدينين كانوا يتوافدون على القدس خاصة بين عيدي الميلاد والقيامة. وترك النبلاء الروس بصماتهم في القدس ويظهر هذا جليا في القباب الروسية ذات الشكل المميز والايقونات التي تم صقلها عندما أعاد الكرملين اكتشاف الكنيسة الارثوذكسية.

ووصل العشرات إلى النهر أمس قادمين من ناحية الاردن. وحرصت الشرطة الإسرائيلية على إراحة للوافدين من خلال توفير أحواض يغمرون فيها أكفانهم. ورفعت عند الأحواض لافتات كتب عليها "مياه نهر الاردن.. ليست للشرب."

ويطور الاردن أيضا السياحة الدينية المسيحية عند نهر الاردن من جهته حيث تنتشر مواقع البناء والروافع في الصحراء شمالي البحر الميت.

وبالنسبة للزوار المسيحيين فإن مجرد وجودهم عند ضفاف نهر الاردن هو الشيء المهم. ولم يتمكن كثيرون حتى من رؤية بطريريك الكنيسة الارثوذكسية اليونانية في القدس وهو يطلق حمامة السلام في الهواء أو يغمر صليبا في المياه المقدسة بمناسبة عيد الغطاس.

وقالت روسية متقاعدة لم تذكر اسمها "المهم هو الوجود في الاراضي المقدسة... الآن لا يمنعنا أحد من الصلاة" وحركت يديها بإشارة توحي بإطلاق نيران البنادق على المسيحيين أيام الشيوعية.

وأضافت "الطريق إلى الاراضي المقدسة أصبح مفتوحا من جديد."