[x] اغلاق
تصويت شفاعمرو، والسر المفقود!!
5/3/2020 9:51

تصويت شفاعمرو، والسر المفقود!! 

بقلم: زايد خنيفس

وصلت نسبة التصويت في الوسط العربي إلى 64.7%، أما في الوسط اليهودي وصلت النسبة إلى 71%، وفي الواقع يجب أن تكون المعادلة عكسيّة في أجواء التحريض التي تتعرض لها الأقلية العربية، وتُوّجَت في السنوات الأخيرة من خلال سن قوانين عنصرية، مثل قانون القومية، قانون كامينتس وغيرها من القوانين العنصريّة المعروفة، التي قادها اليمين وخاصة ملاحقة القيادات العربية، على سبيل المثال، الشيخ رائد صلاح، وإخراج جمعيات خارج القانون، وممارسة سياسة الهدم من النقب حتى الجليل.

في ظل التوازن بين اليمين واليمين المتطرف، واليسار والمركز، كان هذا الواقع يفرض على الجماهير العربية، أن تكون حكيمة وواقعية وتمارس اللعبة الديموقراطية الانتخابية، كي تفرض نفسها على الخارطة السياسية المحلية، بدون منّة أو حسنة من اليمين واليسار الإسرائيلي.

أفرزت النتائج الأخيرة للانتخابات وحصول المشتركة على 15 مقعدًا، عن بداية إمساك الحبل من طرفه، وفرض واقع جديد في المشهد المحلي الإسرائيلي، وإنجاز المشتركة قطع الطريق على إمكانية تشكيل حكومة يمينية تسعى إلى سن قوانين عنصرية جديدة، تتوّجها صفقة القرن، وسن قوانين تحمي نتنياهو من المحاكمة.

المشهد الشفاعمري ما بعد يوم الانتخابات، جدير بأن نتوقّف عنده، خاصة وأن عدد أصحاب حق الاقتراع هو 29120 مصوّت، صوّت منهم 18678 مصوّتًا، وفي المحصّلة 10000 شفاعمري لم يصلوا إلى الصناديق، ولم يمارسوا حقهم الديموقراطي في التأثير على المشهدين الخاص والعام، الذي تمر به الجماهير العربية.

السؤال المطروح: ماذا منع هؤلاء الآلاف من ممارسة حقّهم الانتخابي؟! هل لا يعنيهم مجتمعهم ويريدون له أن يرزح تحت رحمة القوانين الجائرة، التي لا تُفرّق بين أحد؟! وهل هناك من يحلم بدولة الخلافة ودولة الوهم البعيدة عن الواقع؟! وماذا يعني أن يكون التصويت للبلدية والسلطة المحليّة بنسبة تتجاوز الـ 80%، بينما التصويت للقضايا المصيرية، بالكاد تصل إلى نسبة 60%؟!! هل تحوّلنا إلى مجتمع نفعي تهمه المصالح الخاصة الضيقة؟!

هل فشل دور الأحزاب السياسية في ترسيخ العمل الوطني بين الجمهور، في البيوت والأحياء؟! أم اعتمد هؤلاء على هبّة المشاعر والعواطف التي أتت من صوب اليمين، التي لم تُقنع كل الشرائح؟!! والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم يعقد اجتماعًا جماهيريًّا واحدًا، يجمع تحت سقفه كل المكونات؟!! بينما اكتفوا بالزيارات البيتية التي لم يتعدَّ عدد الحضور فيها العشرون شخصًا!!

قد أفهم بأن هناك طلبة جامعيين موجودين خارج البلاد... وأفهم بأن هناك مرضى يعجزون عن أداء واجبهم الانتخابي، لكن إذا كان مصابو الكورونا قد أدلوا بأصواتهم، فإن عدم وصول 10000 شفاعمري إلى صناديق الاقتراع، هي مادة للدراسة والفحص الجذري، وإعادة فتح صفحات المحاسبة، وعدد بهذا الحجم، في بلدنا، وهناك في بلدات أخرى، كان سيحقق معادلة لن تكرّر ثانية في كل مشهد انتخابي.