[x] اغلاق
ليس كل ما يلمع ذهباً
5/3/2020 9:52

ليس كل ما يلمع ذهباً

الإعلامي أحمد حازم

انتهت الإنتخابات. انتهى الصياح  ورفع الشعارات. الذين يصوتون للكنيست في المجتمع العربي، يفتخرون بأن القائمة المشتركة حصلت على 15 مقعداً  من حقهم أن يفعلوا ما يشاءوا، ومن حق الغير أيضاً أن يتساءل ماذا بعد الـ الحصول على 15؟ فليس كل ما يلمع ذهباً.  

تعالوا نتحدث بكل صراحة: حتى لو حصلت المشتركة على عشرين مقعداً فماذا تستطيع فعله للمجتمع العربي؟ هل تستطيع مثلاً وقف عمليات هدم البيوت؟ هل تستطيع توسيع مسطحات المدن والقرى العربية؟ هل تستطيع وقف مصادرة الأراضي؟ هل تستطيع وضع برامج لوقف العنف؟ هل تستطيع نأسيس جامعة عربية يعدون المجتمع العربي بها منذ سنوات ظويلة؟ وهل تستطيع بناء مدينة عربية نموذجية نسمع عنها من سنين؟ أسئلة مشروعة بحاجة إلى أجوبة

عدنا للمربع الأول. من يستطيع تشكيل الحكومة؟  الواضح للعيان أن نتنياهو لا يملك الأغلبية لتشكيلها وغانتس لا يستطيع تشكيلها. في الإنتخابات الأخيرة الماضية، أوصت القائمة المشتركة بتكليف الجنرال غانتس  زعيم حزب "أزرق أبيض" يتشكيل الحكومة بحجة إسقاط نتنياهو. ورفض "التجمع" التوصية وغرد خارج سرب المشتركة على اعتبار أن غانتس أسوأ من نتنساهو. وجاء في بيان للتجمع وقتها  أنه رفض الجنرال بيني غانتس بسبب “أيديولوجيته الصهيونية، ومواقفه اليمينية التي لا تختلف كثيرا عن الليكود، وتاريخه العسكري الدموي والعدواني”. لكن تبين فيما بعد أن هذه كانت خدعة من المشتركة. وقد اعترف أيمن عودة بهذه "الألعوبة"  بقوله: " أن إعلان حزبه بأن 10 فقط من بين أعضاء الكنيست الـ 13 في قائمته يوصون ببيني غانتس رئيسا للحكومة كان في جزء منه خطوة تكتيكية تم تنفيذها بناء على طلب من غانتس، وكان الهدف منها هو ضمان حصول زعيم حزب “أزرق أبيض” على الفرصة الثانية في بناء إئتلاف حكومي". فهل يعيد التاريخ نفسه ويخرج علينا أيمن عودة بألعوبة أو خدعة جديدة خصوصاً أن الوضع الحالي لتشكيل الحكومة هو نفس الوضع الذي عاشه المواطن العربي بعد اانتخابات أيلول الماضية.

بيني غانتس زعيم حزب "كحول لافان"المنافس الرئيسي لحزب الليكود، قالها صراحة مؤخراً أي لعد فرز أكثر من 99 بالمائة من الأصوات أن أي حكومة يقودها حزبه لن تعتمد على القائمة المشتركة بعد أن حاول الليكود تشويهها خلال الحملة من خلال ربطها بالأعضاء العرب في الكنيست. ومن يدري إذا كان هذا الكلام أيضاً مراوغة أو تمويه كما غل أيمن عودة في المرة الماضية. وإذا كانت السياسة لدى البعض أخلاق فهي لدى البعض الآخر مصالح شخصية ليس أكثر.

 

قرأت خبراً جاء فيه: " لأول مرة تدخل محجبة الكنيست كعضو". ولست أدري ما المقصود من كلمة "محجبة" ولا أعرف أين تكمن الأهمية في ذلك. أعضاء الكنيست السابقات غير المحجبات لم يستطعن فعل أي شيء  للمواطنة العربية محجبة كانت أم غير محجبة، فما الذي تستطيع فعله هذه "المحجبة"؟ لكن حسب رأيي فإن وجود هذه المحجبة داخل الكنيست  يعتبر خدمة للنظام الرسمي الإسرائيلي، الذي سيظهر  للعالم بأنه يؤمن بالديمقراطية وأنه ليس ضد الإسلام بدليل وجود محجبة في الكنيست. برافو عليكو.

على كل حال، الصورة الواضحة الآن بعد فرز كل الأصوات، تدل على أن نتنياهو لن يستطيع تشكيل حكومة يمين حتى مع الأحزاب اليمينية الأخرى المؤيدة له، لأنهم جميعاً لن يشكلوا العدد المطلوب لتشكيل حكومة أي 61 عضواً. في هذه الحالة توجد أمام نتنياهو ثلاث إمكانيات: الأولى تشكيل حكومة وحدة وطنية مع تحالف "أزرق أبيض" برئاسة نتنياهو، والثانية إقناع ليبرمان بالإنضمام لنتنياهو، والإمكانية الثالثة قيام أعضاء من حزب "أزرق أبيض" بدعم نتنياهو مقابل إغراءات معينة، 

وليس أمامنا سوى انتظار ما ستحمله لنا الأيام القادمة