[x] اغلاق
فيروس كورونا (كوفيد 19) يتحدى الإنسان...هلع ورعب
19/3/2020 9:51

فيروس كورونا (كوفيد 19) يتحدى الإنسان...هلع ورعب

الإعلامي أحمد حازم

الكاتب والوثائقي الألماني المعروف عالمياً "يان فان هيلسنغ" أشار بوضوح في كتابه "الجمعيات السرية وسلطتها في القرن العشرين" إلى ان الحرب الثالثة في العالم ، ستكون جرثومية وليست نووية. وما يشهده العالم هذه الأيام من انتشار فيروس كورونا، وحرب التصريحات بين الصين والولايات المتحدة حول أسبابه، واتهام الصين علانية لأمريكا بأنها السبب في انتشار هذا الوباء الذي شل حركة العالم في جميع المجالات، يدل بوضوح على صحة ما قاله الكاتب.

منظمة الصحة العالمية (WHO) أطلقت على انتشار فيروس كورونا الجديد ثلاتة أسماء: “الجائحة – Pandemic”، ”الوباء – Epidemic” و”المتوطنة – Endemic”. وصفة (الجائحة) استناداً إلى المفهوم الطبي  تعتبر أعلى درجات الخطورة في وصف أي فيروس، فيما يتعلق بقوة انتشاره وتفشيه في مناطق جغرافية مختلفة وليست محددة. وهذه التسمية تقضي بتعاون  محلي ودولي في مواجهة هذا الفيروس. لكن مصطلح (الوباء) يعني "تفشي مرض بصورة قوية بمنطقة محددة أو بدولة معينة او عدد محدود من الدول، وهو أيضا يحتاج تعاونا بين الدول المحيطة بالمناطق الجغرافية الموبوءة. أما صفة (متوطنة) فتعني "مشكلة صحية خاصة بدولة معينة دون انتشارها في دولة أخرى، وتتطلب مكافحتها جهودا محلية داخل الدولة التي تعاني من تلك المشكلة".

صحيح أن فيروس "كوفيد 19" جلب الهلع والرعب للعالم بأسره لسرعة انتشاره، لكن البشر على وجه الكرة الأرضية يعانون أيضاً من أمراض تقتل الملايين منهم سنوياً. التقارير الدولية تقول ان أمراض القلب والأوعية الدموية من ارتفاع ضغط الدم إلى السكتات الدماغية، هي من أخطر الأمراض في العالم، وقد أدت إلى وفاة نحو 17.8 مليون شخص في عام 2017، أي ثلث عدد الوفيات التي سُجلت في ذلك العام والتي بلغت 56 مليون حالة. كما أن  أمراض السرطان تسببت سنويا في وفاة نحو 9.6 مليون شخص، وأمراض الجهاز التنفسي بوفاة 6.5 مليون شخص، وأمراض السكر تقتل 6.5 مليون شخص، كما تودي أمراض السمنة إلى وفاة 4.7 مليون سنويا.

"كورونا" استحوذت في الوقت الحالي على اهتمام كافة وسائل الإعلام على الصعيد الدولي وعلى اهتمام كل مواقع التواصل الإجتماعي، كونها خطيرة جداً وخطورتها  تكمن في سرعة انتشارها في دول العالم وفي الخسائر التي تلحقها بالإقتصاد العالمي أيضاً لأنها عملت على شل الحركة الإقتصادية، في تقرير لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) تضع المنظمة احتمالية تباطؤ الاقتصاد العالمي إلى أقل من 2% هذا العام ما يكلف نحو تريليون دولار. كما أن المنظمة لم تستبعد إعلان  الإفلاس لبعض الشركات واسع النطاق.

ويرى محللون اقتصاديون أن الرعب من كورونا ترك خسائر وركوداً اقتصادياً ستمتد آثاره إلى سنوات.

وبما اننا شعب لنا عادات وتقاليد وموروثات اجتماعية مميزة حنى في الإستقبال والوداع  والترحيب والتهنئة وحتى في التعزية، فإن "كورونا" أوقفت هذه العادات والتقاليد مؤقتاً.  فهناك مثلاً عادة الأخذ بالأحضان وتقبيل الخدود، وفي مجتمعات عربية مثل دول الخليج توجد عادة "المخاشمة" أي طريقة السلام من خلال تلاقي الأنفين. وهذه العادات تعكس مشاعر الود. لكن بعد هجمة فيروس "كورونا" الجديد على العالم ، لم يعد بالإمكان استخدام أي نوع من أنواع  التعبير عن المشاعر لأن "كورونا" تقف بالمرصاد لهم.

وإذا كانت الصين قد اتهمت الولايات المتحدة بأنها هي السبب في انتشار "كورونا" فإن ألمانيا اتهمت الرئيس الأمريكي شخصياً بمحاولة الإلتفاف على شركة ألمانية للحصول على ضمان اللقاح لبلاده. فقد ذكرت صحيفة "فيلت أم زونتاج" نقلا عن مصادر حكومية في برلين بأن أمريكا عرضت على شركة (كيور فاك) الألمانية الخاصة، الواقعة جنوب شتوتغارت، مبلغ مليار دولار للحصول على الحقوق الحصرية لعقار يتم تطويره حاليا. وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير، رد على ترامب بالقول " ألمانيا ليست للبيع"،

أما  وزير الخارجية الألماني هايكو ماس فقد أفهم الرئيس الأمريكي أن العلماء الألمان يسعون للحصول على نتائج أبحاث حصرية لألمانيا وليس لغيرها. ولا نسمح للآخرين بالحصول على نتائج أبحاثهم حصريا فهل ينجح العلماء قريباً  في قهر هذا الفيروس لإراحة العالم منه، وإعادة الحياة إلى طبيعتها بين البشر؟