[x] اغلاق
السينما العربية.. في مهرجان ميونيخ لافلام البحر المتوسط
27/1/2010 21:21

قبل ايام قليلة من انتهاء فعاليات مهرجان ميونيخ السابع لافلام البحر المتوسط في ميونيخ في الفترة من(13 يناير الي 31 يناير 2010)، حقق المهرجان نجاحا ملموسا، تمثل في ذلك الاقبال الكبير من المشاهدين الالمان والعرب علي حد سواء.
  مجموعة الافلام التي عرضت في المهرجان كانت باقة مختارة من افلام عربية مميزة تهتم بقضايا فكرية، واجتماعية تشغل بال تلك المجتمعات ـ وهو الامر الذي اتاح للمشاهد الألماني الإلمام بتلك القضايا الشائكة.
الفيلم المصري "حسن ومرقص" بطولة الفنانين المصريين الشهيرين عادل إمام وعمر الشريف عرض في اول أيام المهرجان، وهو فيلم يسلط الضوء علي قضية الطائفية في مصر التي تشتعل بين حين وآخر بين الأقباط والمسلمين. إمتلأت القاعة بالمشاهدين الألمان الذين أتوا خصيصا لفهم شئ مما يدور بين أقباط ومسلمي مصر، خاصة وان عرض الفيلم واكب تداعيات تلك الاحداث الطائفية التي كان جنوب مصر مسرحا لها مؤخرا.يحكي الفيلم قصة رجلين احدهما مسلم و الآخرمسيحي يتشابهان في الأعتدال الفكري ونبذ العنف المغلف بإطار ديني، لكن حياتهما لا تسيران كما يريدان ففكر "بولس" او رجل الدين المسيحي الذي يمثله الفنان عادل امام لاترضي المتشددين المسيحين، لذلك يحاولون التخلص منه باغتياله، وهي نفس الصورة التي يتعرض لها رجل الفيلم المسلم الذي يقوم بدوره الفنان عمر الشريف، إذ يرفض أن يتولي إدارة جماعة دينية ضالعة في الارهاب، وتصبح حياته في خطر عندما يقابلون رفضه بتفجيرمحل العطارة الذي يمتلكة، عندئذ يجد أمن الدولة المصري حلا لحماية الاثنين وذلك بتغير محل الأقامة والهوية الدينية فيصبح المسلم مسيحي والمسيحي مسلم وهو محور الفيلم الاساسي الذي يأخذنا الي مشاهد ضاحكة من خلال ممارسة كل منهما لطقوس الآخر، وتبدو رسالة الفيلم الداعية الي التسامح واضحة في تلك الفرضية التي نتجت عن أسلمت المسيحي وتنصير المسلم وهي نقطة حاول الفيلم معالجتها في اطار كوميدي يظهر الفوارق بين الجانبين، التي برغمها لايستطيعان التخلي عن بعضهما البعض لانهما نسيج واحد في مجتمع واحد، ويسير الفيلم علي هذا المنوال حتي يصل الي قمته الدرامية عندما تضطرم نيران فتنة طائفية تجعل عادل إمام يهم بإنقاذ زوجة عمر الشريف وابنته..وبدوره يقوم عمر الشريف بإنقاذ زوجة عادل إمام، وهنا تبدو رسالة الفيلم واضحة في تبادل المصالح بين الجانبين وإستحالة العيش بمعزل عن الآخر.

 

القضية الفلسطينية
أما الفيلم الفلسطيني "عجمي" بطولة اسكندر قبطي ويارون شاني فقد سبق وحاز العديد من الجوائز، والفيلم ايضا لاقي قبولا وحضورا من الجماهير الألمانية، تجري احداثه في حارة العجمي الشهيرة في يافا في ظل تقاليد واعراف قبائلية عريقة يتمسك بها اهل الحارة، لكنها تصطدم مع قوانين دولة اسرائيل التي يخضعون لها، وفي نفس الاطار يحاول الفيلم التركيز علي سلبيات المجتمع العربي الأسرائيلي من خلال المكاشفة الصريحة التي تجري في إظهار عدم إحساس الاهالي العرب في هذا الحي بانتمائهم الي مؤسسات الدولة الأسرائيلية ومن ثم إظهار العداء المتبادل بينهم، والاهمال المتعمد لشباب الحي من قبل اسرائيل، وفي سياق آخريتطرق الفيلم الي مخاوف الفلسطينين من ضياع الهوية الفلسطينية عن طريق المشاهد المتعمدة والتي تظهر دخول اللغة العبرية الي أحايث الناس بالتوازي مع لغتهم العربية حتي ان المواطن العربي الاسرائيلي في هذا الحي أصبح يدمج اللغتين معا في أحاديثه ونقاشاته.