[x] اغلاق
انسحابات مشبوهة وصفقات واستحقاقات سياسية في مناقصة مدير المركز الجماهيري
29/1/2010 14:41

الادارة السليمة والنهج الجديد الذي وعدت الادارة الجديدة لبلدية شفاعمرو  ان تطبقه في ادارة شؤون البلدية، تبخرت مع أولى التوظيفات واقصاء العدل في التوافق المتعارف عليه  في هذه المدينة منذ عقود من الزمن، بالاضافة الى احترام  مهنة الصحافة الحرة الجريئة الهادفة، وحق الجمهور في معرفة ادق التفاصيل في مؤسسة البلدية، وكيفية ادارة الامور في السنوات المتبقية للادارة الحالية والرئيس. وحرصا منا على سلامة النهج والبلد كل هذا يدفعنا الى عرض الحقائق الكاملة على المواطن لكي لا تعم الفوضى والمحسوبيات اروقة هذه المؤسسة التي تتلقى دعمها الاساسي من السكان، الذين هم ايضا من قرروا مصير ادارة البلدية في السنوات المقبلة عندما ارسلوا مندوبيهم من منتخبي جمهور لادارة شؤونها ولهم الحق الكامل في المعرفة والمحاسبة.
نحن نؤمن بالاساس في الطرح السليم في قضية التوظيفات وتعيين الانسان المناسب في المكان المناسب، بعيدا كل البعد عن انتمائه الطائفي او العائلي وننبذ التعيين السياسي الخارج عن القانون، كاستحقاق للداعمين ونطالب بالنهج السليم في اي تعيين بعيدا عن هذه  الشبهات، وكل هذا لا يلغي امكانية استحقاق احد الداعمين اية وظيفة وبجدارة، اذا كان  يستحق ذلك.
اما بالنسبة للمناقصة الاخيرة في قضية مدير المركز الجماهيري فقد تحققت "نبوءة" لا بل الحقائق التي نشرتها "السلام" عبر صفحاتها في الاسابيع الاخيرة وتم تنفيذ الخطة باساليب خطيرة من اجل انقاذ ماء الوجه لزياد الحاج وجريس الحنا ومجموعة اعضاء صوريين في لجنة المناقصات لتحقيق رغبة الرئيس. 
المشكلة ليست في شخص الموظف كارم صبح، ولا استخفافا بقدراته او التقليل من قيمة عمله وامكانية نجاحه في هذا المنصب، حيث تربطنا علاقة حميمه معه ولا نكن له غير الاحترام والتقدير، ولكن مشكلتنا في قضية الخداع والتضليل واجراء مناقصة صورية هزيلة، من اجل تتويج معروف مسبقا وضمنا لهذا الشخص لتنفيذ استحقاق سياسي، حيث اننا نطمح لان يرتفع مستوى الجدل الى مصاف المهنية والنهج السليم، وعدم زج اي انتقاد موضوعي في اروقة الطائفية البغيضة واستغلال الطائفة لتحقيق مآرب شخصية وعائلية، اذ ان الطائفية  كفيلة بحرق المتطاولين والمستخدمين لالسنتها النارية حتما والمواطن ذكي جدا ويعرف كيف يفرق بين الغث والسمين.
"السلام" كشفت في صفحاتها في الاسابيع الماضية عن صفقات مشبوهة لتحقيق هذه الغاية، وتملك الصحيفة معلومات دسمة من اعضاء وموظفين داخل البلدية، ولديها تسجيل كامل لوقائع لقاء الرئيس مع قائمة ابناء شفاعمرو، والطلبات التي طرحت والوعود التي قطعت والفترة الزمنية التي حددت، حيث ان الرئيس يعلم علم اليقين ان قيادة القائمة ممثلة بزياد وعلي هي الوحيدة التي يمكنها افشال التعيين، حيث طرحت بديلا "كتهديد" السيد سعيد خطيب وقامت بالضغط عليه لسحب ترشيحه في اللحظة الاخيرة بالرغم انه نال اعلى علامة في امتحان التصنيف، وكان الاجدر للفوز بالوظيفة حيث انه يمتلك شخصية ملائمة وحكيمة ويحمل القابا جامعية مناسبة، ولديه خبرة طويلة في العمل مع الشبيبة والشباب، والاهم انه غير منتمي سياسيا مما يمنحه الافضلية في تحقيق الوحدة المرجوة بين ابناء البلد الواحد، ضمن ادارة هذا المركز الذي من المتوقع ان يشكل موقعا استراتيجيا في عملية تنقية القلوب وتقريب وجهات النظر.
سعيد خطيب من جهته رفض التعقيب على انسحابه في اللحظة الاخيرة من المناقصة، ورفض ان يعقب على قضية الضغوطات التي يفترض ان تكون السبب الاساسي في انسحابه، واكتفى بالقول: انني انسحبت لاسباب شخصية! اما بالنسبة للضغوطات فلا جواب لدي على ذلك. حيث لم ينف ولم يؤكد في حديث موثق مع "السلام" حدوث ضغوطات عليه.
الانسحاب الثاني لم يكن مفاجئا حيث يعرف القاصي والداني ان الحنا لا يجرؤ على مقارعة الخازم، وانه يبحث عن السلامة البحتة" مع قوائم مؤيديه اذ لاعجب ان يعبر عن غضبه عبر اروقة "السلام" عن نشر لخنيفس ويستنكر ذلك في اليوم التالي، حيث اني لا الوم الحنا في هذه الايام التي  فيها يذوق الامرين من ظلم ذوي القربى "ابناء طائفته" الذين يستثنونه من اي اجتماع هام لبحث مواضيع مختلفة، وما بقي له الا ابونا اندراوس ليحمي بعض ما تبقى مما يمكن ان يحميه لصالح الحنا، والثاني هي "السكين " المسلطة على رقبته من قبل ادارة البلدية والرئيس في قضية امكانية "الروتاتسيا" في وظيفة القائم بالاعمال، والتهديد المبطن بان نسيم بالانتظار ازاء الضغط الموجه من قبل بعض اعيان الطائفة على البلدية، باعتبار ان هذه الوظيفة تمثيلية وليست شخصية لذلك كان يتوجب عليه بعد الوعد الذي قطعه للناجي، بالوقوف الى جانبه والتصويت معه ان يرضي الخازم باقناع الناجي عن العدول عن ترشيح نفسه مستعينا بذلك بعضو اللجنة مارون حداد والدكتور كميل عزام المقربين للخازم، والمنفذين لرغباته واقناعه ان لا امل له في التصويت، لان الامر حاصل حيث تم تحديد  الهدف وما بقي الا التصويب، وهكذا يحمي جريس نفسه من امكانية التصويت لكارم لاسباب عديدة ويبرر "زيوغه"من حضور المناقصة ويرضي طموح الرئيس ويفسح المجال لمناقصة "نظيفة"!
النتيجة اننا لم نتوقع من هذه الادارة ان تكون مختلفة عن الادارات السابقة لبلديتنا وغير مختلفة عن اية ادارة في اي مجلس اخر، حيث ان هذا هو حالنا فلا نهج جديد ولا عهد مجيد، وما تبقى الا ان نرتب الشعارات على الرف ونهتم بان نزيل غبار الايام عنها لتتاح لنا فرصة تكرارها في الانتخابات القادمة، حيث ان اي مرشح يعتمد بالاساس على ذاكرة الناس الضعيفة وتضافر المصالح الشصية لبعض القوائم.
وهزي يا نواعم!