[x] اغلاق
بعد واقعة الإهانة..السفير التركي في تل أبيب يطلب إنهاء مهام منصبه
2/2/2010 16:17

سفير أنقرة في تل أبيب طلب من الخارجية التركية إنهاء مهام منصبه ، وذلك على خلفية الإهانة التي تعرض لها من قبل نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون قبل نحو شهر.

ونقلت صحيفة "معاريف" العبرية على موقعها الالكتروني عن مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية:"إن السفير التركي سيعين على ما يبدو سفيرا لبلاده لدى ايطاليا".  ولم توضح وسائل الإعلام العبرية أن كانت تركيا ترغب في إرسال سفير جديد إلى تل أبيب.

وأكد نائب وزير الخارجية داني ايالون الخبر ، معربا عن اسفه لقرار السفير التركي وقال انه يحترم قرار السفير ويأمل في الا يؤدي ذلك الى المساس بالعلاقات بين البلدين ووصف الخطوة بانها مسألة تركية داخلية.

وكانت الأزمة بدأت يناير/كانون الثاني الماضي عندما استدعى ايالون السفير التركي في تل أبيب في أعقاب عرض مسلسل جديد مناهض لإسرائيل في التلفزيون التركي الحكومي.

وذكر موقع صحيفة "هآرتس" الإلكتروني أن ايالون أهان السفير التركي حيث تم تأخير إدخاله إلى مكان الاجتماع ثم إجلاسه على كرسي صغير لا يليق به.

وقال أيالون باللغة العبرية للصحفيين الذين سمح لهم بالتقاط الصور: "لاحظوا أنه يجلس على كرسي منخفض، ونحن على كراسي مرتفعة، وأن هناك علماً إسرائيلياً فقط على الطاولة، وأننا لا نبتسم".

اعتذار اسرائيلي

وفور الواقعة أمهل الرئيس التركي عبدالله جول إسرائيل ساعات محددة لتقديم الاعتذار عن الواقعة أو سحب السفير ، الأمر الذي أجبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتقديم اعتذار رسمي لأنقرة.

وكشف بيان صادر عن مكتب نتنياهو أن الحكومة الإسرائيلية بعثت برسالة خطية لأنقرة تعتذر فيها رسميا عن الإهانة التي تعرض لها السفير التركي ، فيما أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان أن أنقرة تسلمت الرسالة التي كانت تريدها .

ويرى مراقبون أن الإهانة التي تعرض لها السفير التركي لم تكن بسبب مسلسل تليفزيوني ، وإنما تأتي بالأساس في إطار الغضب الإسرائيلي من مواقف أردوجان الداعمة لغزة ، بل وفسرها البعض بأنها قد تكون انتقاما وإن كان متأخرا من واقعة دافوس عندما انسحب أردوجان من المنتدى الاقتصادي العالمي خلال كلمة للرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز .

وبجانب واقعة دافوس ، فقد زادت حدة الغضب الإسرائيلي أيضا بسبب دفاع أردوجان عن برنامج إيران النووي وتقاربه الشديد مع سوريا .

ولعل تصريحات نتنياهو بعد واقعة إهانة السفير التركي تؤكد أن الأمر له أبعاد أخرى أعمق وأخطر مما هو ظاهر على السطح من الغضب من مسلسل تليفزيوني ، حيث أعرب في 12 يناير عن قلق إسرائيل البالغ من تقارب تركيا مع إيران وسوريا .

سياسات وأهداف

ويرجح كثيرون أن العلاقات بين أنقرة وتل أبيب في طريقها لمزيد من التدهور في ضوء حقيقة بسيطة وهى أن تركيا في ظل حكومة حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية تسعى بقوة لاستعادة دورها التاريخي ليس فقط في العالمين العربي والإسلامي وإنما في العالم كله وهذا الأمر بات يزعج إسرائيل بشدة لأنه يقضي على حالة اللاتوازن القائمة لصالحها منذ عقود .

صحيح أن تركيا عضو في حلف الناتو وتستضيف قاعدة انجرليك الأمريكية الجوية على أراضيها وكانت تتمتع في السابق بعلاقات جيدة مع إسرائيل بجانب أن امتلاك طهران لأسلحة نووية قد يرجح كفة النفوذ الإقليمي لصالح إيران على حسابها ، إلا أن المتابع للتطورات الأخيرة في المنطقة يلمس أن أردوجان يريد توصيل رسالة قوية للغرب مفادها أن إسرائيل هى الخطر الأكبر على استقرار المنطقة وليست إيران .

هذا بالإضافة للرسالة الأهم وهى أن تركيا لن تكون الورقة الرابحة التي سيعتمد عليها أوباما ونتنياهو في تنفيذ أية مغامرة عسكرية ضد إيران .

وتبقى الحقيقة المؤكدة من وجهة نظر أردوجان وهى أن أي عمل عسكري ضد إيران لن تسلم منه الجارة تركيا سواء كان ذلك فيما يتعلق بظهور مشكلة لاجئين إيرانيين على أراضيها أو فيما يتعلق بالتأثير السلبي على اقتصادها الذي شهد انتعاشة كبيرة في السنوات الأخيرة.

والخلاصة أن أردوجان يتحرك في دفاعه عن إيران ليس فقط من اعتبارات عاطفية باعتبارها بلدا جارا ومسلما وإنما لإدراكه أيضا أن أطماع إسرائيل في المنطقة ليس لها حدود وتهدد الأمن القومي التركي عاجلا أو آجلا