[x] اغلاق
البدانة تعزز نشوء السرطان
3/2/2010 15:30

ظهر باحثون بكلية طب جامعة كاليفورنيا بسان دييغو، وبشكل حاسم، أن البدانة تعزز نشوء الأورام الخبيثة، وتوصلوا للدليل على أن هذا التأثير يعتمد على تحفيز التهابات مزمنة منخفضة الدرجة.
 
ووجد الباحثون في الدراسة، التي استخدمت نماذج تأثير البدانة على الفئران، أن البدانة تعزز نشوء سرطان الكبد بتحفيز إنتاج كل من مركب "آي أل-6" معزز نشوء ونمو الأورام وعامل "تي إن أف" مسبب الالتهاب المزمن.
 
وأظهرت الدراسة أن إنتاج هذه الجزيئات، وبمستويات مرتفعة، لدى الفئران البدينة والبشر البدناء، على السواء، يسبب التهاب الكبد وتنشيط عامل آخر معزز للأورام هو بروتين "ستات 3" الذي ينشط أيضا تكوين ونمو سرطان الكبد.
 
ومن المعلوم أن دراسات وبائية قد كشفت سابقا ارتباط زيادة الوزن أو البدانة بزيادة مخاطر الإصابة بالسرطانات. وقد لوحظ الأثر الأبرز للبدانة على مخاطر السرطان في حالة شائعة من سرطان الكبد، تسمى السرطانة الكبدية الخلوية.
 
ويتوقع أن تؤدي هذه النتائج لعلاجات جديدة تمنع نشوء سرطان الكبد لدى البدناء المصابين بأمراض الكبد المزمنة.

مضاعفات مدمرة
ويشار إلى أن الدور الأساسي لعامل "تي إن أف" المسبب للالتهاب المزمن هو تنظيم الخلايا المناعية، لكن عدم انضباط إنتاجه قد يسبب أمراضا كالتهاب المفاصل، والمفارقة أن هذا العامل الذي ثبتت مخبريا قدرته على قتل خلايا السرطان، ثبت أيضا أن انفلات إنتاجه يسبب بالفعل نشوء السرطان.
 
أما مركب"آي أل-6"، فيعرف عنه دوره مسببا لمرض التهاب المفاصل أيضا، لكن بحثا مخبريا سابقا أظهر أنه يسهم أيضا في الالتهاب المزمن المؤدي لسرطان الكبد.
 
وهذا الأخير من المضاعفات المدمرة لأمراض الكبد المزمنة والالتهابات الناجمة عن عوامل الخطر الأخرى، كالتهاب فيروسي الكبد "بي" و"سي" ومرض الكبد الكحولي، ويمثل أغلب حالات سرطان الكبد لدى البشر، وثالث مسبب للوفاة عالميا.
 
وتؤكد الدراسات الوبائية الحديثة على الدور الحاسم لمركب "آي أل-6" في تطور الالتهاب الكبدي الفيروسي إلى سرطان الكبد لدى البشر، لكن ظلت آليات مضاعفة البدانة لمخاطر سرطان الكبد لغزا.
 
ويشير الباحثون في دراستهم التي نشرت نتائجها بدورية "الخلية"، إلى أن الاستجابة الالتهابية المتواصلة التي تحدثها البدانة، وزيادة إنتاج الجسم من مركب "آي أل-6" وعامل "تي إن أف"، قد يزيدان أيضا مخاطر السرطانات الأخرى.
 
سرطانات أخرى
وتتوقف الزيادة الفعلية في مخاطر السرطان على نوع السرطان ومؤشر كتلة الجسم، ويظهر أوضح تأثير لمؤشر كتلة الجسم فوق المستوى المطلوب -وهو 25- في سرطان الكبد، حيث تزيد مخاطر الإصابة به بأربعة أضعاف ونصف لدى الرجال الذين تتراوح مؤشرات كتل أجسامهم بين 35 و40.
 
كذلك، يلفت الباحثون إلى أن تأثير الوزن الزائد يضاعف مخاطر السرطانات الأخرى، فتزيد ضعفا ونصفا لدى الرجال وضعفا وستة أعشار الضعف لدى النساء.
 
فإضافة إلى سرطان الكبد، تزيد البدانة بشكل ملحوظ مخاطر الإصابة بسرطانات البنكرياس والجهاز الهضمي والكُلى. ونظرا لانتشار البدانة في الغرب والبلاد النامية، فإن أي زيادة ولو متواضعة في مخاطر الإصابة بالسرطان تمثل مشكلة رئيسة للصحة العامة.
 
وتقترح هذه الدراسة الإفادة من العقاقير المضادة لعامل "تي إن أف"، المستخدمة حاليا لمكافحة أمراض الالتهاب المزمن، بهدف منع نشوء سرطان الكبد لدى بدناء الرجال المصابين بأمراض الكبد المزمنة.
 
وكانت دراسات على الحيوانات وجدت أن تعطيل عامل "تي إن أف" قد يمنع حتى تراكم الدهون في الكبد.