[x] اغلاق
رهان فلسطيني على السعودية ودحلان يستعد للرئاسة الفلسطينية
27/8/2020 5:32

رهان فلسطيني على السعودية ودحلان يستعد للرئاسة الفلسطينية  

الإعلامي /أحمد حازم

يبدو بشكل واضح أن الدول العربية الشرق أوسطية أصبحت مقسمة في المواقف تجاه النزاعات الإقليمية التي أدت إلى اختلاف كبير بين هذه الدول، وكل دولة تتصرف حسب  مصالحها. فهناك على سبيل المثال مواقف متباينة فيما يتعلق بسوريا، وهناك خلافات عميقة حول الحرب الأهلية في اليمن وليبيا. لكن الخلاف السياسي  الأكبر يدور حول إسرائيل وموضوع الاعتراف المتبادل. ويلاحظ أن الدولتين العربيتين  اللتين  تقيمان  علاقات دبلوماسية  مع إسرائيل  وهي مصر والأردن، أشادا بالإتفاق، إضافة إلى البحرين وسلطنة عمان، بينما السعودية المرشحة المقبلة (حسب مصادر إسرائيلية) للإعتراف بإسرائيل، ظلت بعيدة عن الإعتراف، وقد ظهر ذلك في نصريحات لمسؤولين سعوديين.  

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، كان في متتهى الوضوح  بقوله أن "المملكة العربية السعودية ملتزمة بخيار السلام استنادا إلى المبادرات العربية وقرارات الشرعية الدولية. وعندما التقى نظيره الألماني هايكو ماس في العاصمة الألمانية برلين،  كان أكثرشفافية في شرح الموقف السعودي من أي سلام مع إسرائيل إذ أعاد إلى الأذهان المبادرة التي طرحتها السعودية في القمة العربية في بيروت عام 2002، والتي اعتقدت السعودية بأن هذه المبادرة ستلقى ترحيباً إسرائيلياً، لأنها تتضمن اعترافاً كاملاً من الدول العربية بإسرائيل مقابل دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية، وأفهم فيصل بن فرحان مضيفه زعيم الدبلوماسية الألمانية أن الإمارات قد وقعت على مبادرة السلام العربية، إلا أنها غردت مؤخراً خارج السرب العربي بموافقتها المعلنة على تطبيع العلاقات دون قيام دولة فلسطينية.

بعد أيام من تصريحات وزير الخارجية السعودي، ظهرت تصريحات  لشخصية سعودية معروفة، لفتت انتباه المحللين السياسيين. فقد قال الأمير تركي الفيصل، مدير المخابرات السعودية الأسبق والسفير السعودي الأسبق في واشنطن في مقال له  صحيفة الشرق الأوسط السعودية نشرته في الحادي والعشرين من الشهر الجاري ،" إن المملكة العربية السعودية وضعت ثمن إتمام السلام بين إسرائيل والعرب،  قيام دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس، بناء على مبادرة المرحوم الملك عبد الله بن عبد العزيز"، 

تركي الفيصل وجه رسالة واصحة في مقاله للدول العربية التي تفكر في اللحاق بالإمارالت لإقامة علاقات مع إسرائيل حيث خاطبهم بقوله:"  إذا كانت أي دولة عربية يناهزها اللَّحَاق بدولة الإمارات العربية المتحدة، فيجب أن تأخذَ الثمنَ في المقابل، ولا بُدَّ أن يكون ثمناً غالياً"، صحيح أن الأمير تركي لا يتولى أي منصب رسمي في السعودية، لكنه وبحكم مناصبه السابقة لا ينطق عن الهوى.

ورغم أن الإمارات تتبجح بأن إلغاء مشروع الضم الإسرائيلي هو الذي دفعها لاتخاذ خطوة تبادل العلاقات، إلا أن الواقع يقول غير ذلك. والسبب الرئيس برز أيضاً في تصريح"وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش الذي قال في مقابلة مع مجلة "ذي أتلانتيك" إأن بلاده قدمت طلبات مشروعة منذ سنوات لحيازة مقاتلات  إف-35، وأن موافقتها على تطبيع العلاقات مع إسرائيل يجب أن تزيل أي عقبة أمام الولايات المتحدة للمضي قدما في البيع للإمارات"

السلطة الفلسطينية رفضت بشدة الإتفاق الإماراتي الإسرائيلي واعتبرته طعنة في ظهرها، وبالرغم من وجود مؤشرات كثيرة تدل على رغبة السعودي في إقامة علاقات تطبيع مع إسرائيل، إلا أن السلطة الفلسطينية   تراهن على عدم إقدام السعودية على الإعتراف بإسرائيل. صائب عريقات، القيادي البارز في السلطة الفلسطينية قال لموقع تايمز أوف إسرائيل: “ السعودية لن تطبع مع إسرائيل. السعودية قلب العالم العربي والاسلامي. وترى السعودية أن أمنها صادر من العمق العربي، وليس من قوى خارجية”.

لكن الأمر الأكثر قلقاً  للسلطة الفلسطينية في اتفاقية تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل، هو إعادة التركيز على محمد دحلان ليكون خليفة الرئيس محمود عباس، خصوصاً وأن معلومات قد وصلت للفلسطينيين تؤكد وجود مخطط  تشارك فيه دول عربية مع الولايات المتحدة وإسرائيل للعمل على تسليم الرئاسة الفلسطينية  لمحمد دحلان الذي يقوم الآن بمهام استشارية أمنية  لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.

صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، تحدثت في الرابع عشر من الشهر الجاري عن  وجود مخطط أمريكي إسرائيلي وعربي، يهدف إلى استبدال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالقيادي المفصول من حركة فتح محمد ن دحلان..كما كشفت الصحيفة، أ"ن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد وولي  العهد السعودي محمد بن سلمان، وملك البحرين والرئيس  المصري عبدالفتاح السيسي، يقومون  منذ الآن  بطبخ خطوة استبدال عباس بدحلان.

نظرياً يبدو هذا الكلام صحيحاً، خصوصاً أنه خلال التحضير لتتطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل والحديث عن مشروع إلغاء الضم، لم يتم الإتصال بأي شخصية في السلطة الفلسطينية، مما يعني أن النية للمجتمعين هي دفع دحلان إلى الرئاسة الفلسطينية بإسناد عربي، وبتأييد أمريكي وبغمزة عين إسرائيلية، . وإذا أخذنا بعين الإعتبار الإشادة الإسرائيلية بدحلان من أنه " نشيط، وذكي؛ ويعرف المنطقة جيداً ولديه موالين في غزة ورام الله على حد سواء" نستنتج أن أنظار واشنطن وتل أبيب والمحور العربي الداعم لهما موجهة نحو مجمد دحلان كرئيس قادم للسلطة الفلسطينية.. فهل يستطيع هذا التحالف المعادي للفلسطينيين تمرير مخططه.؟