بعد اسبوعين على سقوط الطائرة الاثيوبية المنكوبة عثر على الصندوق الاسود، وتم ترحيله الى فرنسا لتحليل محتوياته ومعرفة السبب الحقيقي وراء حادثة الطائرة، والسؤال الذي يطرح نفسه كم يستغرق تحليل هذه المعلومات، ولماذا يقتضي كل هذا الوقت، وكيف ستتم متابعة الموضوع؟
اسئلة كثيرة اجاب عنها نقيب الطيارين اللبنانيين محمود حوماني الذي قال لإيلاف ان الصندوق الاسود الذي تم اسخراجه يحمل الداتا كلها المتعلّقة بالآلات والتجهيزات وكيفية عملها خلال الرحلة، وما كان ارتفاع الطائرة وسرعتها وحركتها إضافة إلى تفسيرات عن عمل المحركات والهيدروليك وانظمة الطائرة والاعطال التي جرت وحتى إذا تسبب الكابتن بعطل ما يظهره الصندوق الاسود.
فهو بمثابة خزان كمبيوتر لكل ما قامت به الطائرة خلال الرحلة، هو بمثابة"ريبلاي" اعادة تشغيل لما جرى فيها.
وعمّن يقرأ تفاصيل هذا الصندوق ويكشف الاعطال التي جرت في الطائرة وكيفية وجهتها وحركتها ككل؟ أوضح: "الشركة لديها اختصاصيون في هذا المجال، وليس مجرد اي شخص بامكانه قراءة محتويات الصندوق، وتحليلها يتطلب وقتًا، فهو ليس مجرد فيلم فيديو يظهر التفاصيل حالاً، يجب تحليل المعطيات وكيف جرت المسألة برمتها، وربما يتطلّب صدور التقرير الرسمي حول محتوى الصندوق الأسود ستة اشهر.
اما لماذا يتطلب هذا القدر الكبير من الوقت فيجيب: "لانه يحوي على معلومات كثيرة بحاجة الى تحليل، وهناك ملاحقة للوضع ككل، من تاريخ الطائرة إلى التغييرات والمشاكل التي واجهتها، وملاحقة الطيارين وطاقم الطائرة وكيف كانت التدريبات، وكذلك يهتم بالوضع الاجتماعي للطيارين وهؤلاء يجب ان تشرّح جثثهم، كي يظهر ما اذا كان هناك من نسب كحول في جسمهم.
وأضاف أن المسألة معقدة وليست بتلك السهولة كما يظن البعض بانه تم اكتشاف موقع الصندوق الاسود اذًا هذا يعني اننا اكتشفنا الحقيقة فورًا. وردًا على سؤال عن نسبة الخطأ في الصندوق الاسود خلال وجوده هذه الفترة في قعر البحر، وعمّا إذا امّحت بعض المعلومات منه؟ أجاب:"لا يعطي معلومات مغايرة لكن ربما تمّحى بعض المعلومات مع وجود صدمة قوية تعرض لها، لكن وضع الصندوق كما عاينته هو سليم ولا مشكلة فيه وتم ترحيله الى فرنسا.
اما كيف ستتم قراءته هناك؟ فشرح أن"هناك يتم تحليله من خلال نقل الداتا الى الكمبيوتر، واللجنة التي اعلنها وزير النقل غازي العريضي تضمنت مدير عام الطيران المدني، ومعها كابتن وعضو في نقابة الطيارين هو محمد عزيز، وهو خبير دولي في مسائل حوادث الطيران ولديه شهادات كبيرة في هذا المجال، وكنا محظوظين بانه ضمن اللجنة التي ستحلل محتوى الصندوق الاسود، ولدينا كل الثقة بهم وباعمالهم، وسوف يتابعون كل التحقيقات".
وتابع: "دراسة الصندوق الاسود ومحتوياته هي للمختصين فقط اما قائدي الطائرات فلديهم لمحة عن الموضوع بالعموم، والامر يعود الى تقنيات عالية لمختصين، علمًا ان عمل الصندوق الاسود تطور مع الوقت ومع تطور التكنولوجيا في الطائرات، ففي البدء كان يعطي بعض المعلومات عن الطائرة اما اليوم فهو يعطي ادق التفاصيل".
