[x] اغلاق
تحية لدولة الكويت على موقفها الرافض للتطبيع
24/9/2020 8:29

تحية  لدولة الكويت على موقفها  الرافض للتطبيع

الإعلامي أحمد حازم

 ليس مستغرباً أن تتخذ الكويت موقفا رافضا  لموجة التطبيع الخليجي مع إسرائيل، وذلك بسبب علاقات الأخوة بين الشعبين الفلسطيني والكويتي والتي يعود بداية تاريخها إلى  سنوات الثلاثينات من القرن الماضي،  واستمرت لسنوات طويلة وتطورت بشكل كبير جداً بعد النكبة الأولى عام 1948.

قوة العلاقات بين فلسطين والكويت تجلت بقوة على الصعيد الرسمي، عندما هاجم رئيس مجلس الأمة الكويتي، مرزوق الغانم وفد إسرائيل خلال المؤتمر الـ137 للاتحاد البرلماني الدولي، الذي انعقد بدينة سانت بطرسبورغ الروسية. فقد خاطب العانم  رئيس الوفد الإسرائيلي بالقول: "اخرج من القاعة إن كان لديك ذرة من الكرامة يا محتل يا قاتل الأطفال"، وقد انسحب الوفد الإسرائيلي وقتها من المؤتمر. والحديث عن مواقف ودعم الكويت للفلسطيتيين سياسياَ ومعنوياً ومادياً لا نهاية له، فما بالك إذا كان الأمر يتعلق بتطبيع الكويت مع إسرائيل.  

وما دام الشيء بالشيء يذكر، فإن في مدينة سعد العبد الله الكويتية، شهدت حدثاً برهن بوضوح على موقف الكويت من التطبيع. فقد  تم قبل أيام وضع لوحة في الميدان الرئيس للمدينة كتب عليها (دون تغيير في النص والشكل):

             علموا أولادكم:

ان فلسطين محتلة وأن المسجد الأقصر أسير

وأن الكيان الصهيوني عدو، وأن المقاومة شرف

وأنه لا يوجد دولة اسمها إسرائيل

              التطبيع خيانة

هذه الكلمات، حملتها اللوحة ليراها ويقرأها الشعب الكويتي بجميع طبقاته وفئاته،وهي تعبير واضح مثل نور الشمس عن موقف الكويت الرافض للتطبيع، ورغم ذلك يخرج إلينا الرئيس الأمريكي ترامب ويدعي كذباً بأن الكويت في طريقها إلى التطبيع . فكيف يمكن لدولة الكويت أن تفكر في التطبيع وهي التي احتضنت الفلسطينيين منذ بداية نشاطهم النضالي"

الكويت لها تاريخ مشرف في دعم القضية الفلسطينية: في سنينيات القرن الماضي، أكد وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الأحمد الصباح في الأمم المتحدة في أول حضور رسمي للكويت في الهيئة الدولية عام 1963، على الحق الشرعي في عودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه وأن الأمر الواقع لا يمكن أن يكون قاعدة ثابتة للسلام.

الكويت كانت من أوائل الدول العربية التي التزمت بتنفيذ قرار مؤتمر القمة الثاني الذي عقد في سبتمبر 1964، الذي تقرر به دعم قيام «منظمة التحرير الفلسطينية، حيث ساهمت الحكومة الكويتية بمبلغ مليوني جنيه إسترليني.. وتعد الكويت أول دولة عربية تسمح للفلسطينيين بإجراء انتخابات لاختيار أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني الأول الذي انعقد في القدس عام 1964، والتي جرت في المؤسسات الحكومية الكويتية في أوساط الفلسطينيين، كذلك تم فتح مكتب لمنظمة التحرير في الكويت في العام نفسه  ولا ننسى أيضاً أن الكويت هي التي شهدت تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" على أراضيها في أواخر الخمسينيات.

ترامب المعروف بكذبه، حاول وضع إسفين في العلاقات الكويتية الفلسطينية وشق وحدة الصف الكويتي فيما يتعلق باتطبيع، لكن محاولته باءت بالفشل وتصدى لها شعب الكويت وحكومته وبرلمانه. فقد ادعى ترامب" بوجود نوع من التفاهمات أو الرغبة لدى الكويت في التطبيع مع إسرائيل".

مجلس الوزراء الكويتي، أكد في بيان له الإثنين الماضي عقب اجتماعه الأسبوعي، أن "القضية الفلسطينية مركزية، باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى وأن الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية يجب أن يشمل دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية وحل الدولتين وإنهاء الاحتلال وعودة اللاجئين". هذا الموقف الحكومي يأتي رداً على الرئيس الأمريكي ترامب قوله حسب صحيفة "وول ستريت جورنال"،أنه " يتوقع أن تطبّع الكويت علاقاتها مع إسرائيل قريبا".  ولا شك أن ما قاله ترامب  هو أمر خطير، "يتعارض كلياَ مع السياسة الرسمية الإيجابية للكويت والموقف البرلماني والشعبي الرافض للاحتلال أو التطبيع معه" كما جاء في البيان الرسمي الذي اصدره 37 نائباً في البرلمان الكويتي، والذي أكدوا فيه على "تضامنهم مع الشعب الفلسطيني الصامد والثابت"، مستذكرين "موقف البرلمان المستقر، والمستمر ضد التطبيع مع إسرائيل بكافة أشكاله". وبعد كل ذلك، هل يفهم ترامب ونتنياهو هذا الموقف؟ ولذلك لا بد من توجيه  تحية تقدير واحترام لدولة الكويت على موقفها الداعم للقضية الفلسطينية والرافض للتطبيع.