[x] اغلاق
سقطت ورقة التّين أو كادت
26/9/2020 8:05

      سقطت ورقة التّين أو كادت

زهير دعيم

الظّرف الحالي ؛ ظرف الخوف من وباء الكورونا ، هو ظرف قاسٍ ، شرس وقاهر ، يُلفّع النّفوس بالملل مرّة والخِشية والرّعب مرّات .. 

   والسؤال المطروح هو : 

 إلى متى ؟!!  الى متى سيبقى هذا الفايروس الصّغير و اللعين يُمسك بخِناق البشرية ويشلّها شلًّا ، ويهشم كبرياءها ويدوس كرامتها ، ويُفقر حالها وأحوالها؟ 

 الى متى ؟

 هل من بصيص أمل ؟ 

هل من بارقة في آخِر النّفَق ، الذي حتّى اليوم لا نرى آخِره...

   كلّ هذه والبشرية ما زالت تهرول أكثر فأكثر  نحو دروب سدوم وعامورة ؛ كيف لا !!! والشّرّ يستطير ، والعنف يُعربدوالعدل يتبخّر ،  والطّمع يُحلّق،  والانشقاقات تزداد يومًا بعد يوم ، ناهيك عن الإنحلال الخُلُقيّ المُهيمن .

    لقد وضع الانسان نفسه مكان الله ، فجاءت الكورونا لِتُعرّيَهُ حتى من ورقة التّين ، فبانَ عجزه ، وظهر قصوره  ، وأضحى موضع شفقة . 

فالعالم أضحى مشفىً واحدًا كبيرًا ، والكِمامة أضحت جزءًا لا يتجزّأ من الحياة ، نفطر ونتعشّى بها ومعها ، ومن يدري فقد ننام معها غدًا في فصل الشتاء. 

   هناك مَن يقول : " قرّبَت " 

 وهناك من يقول : " آخِر الأيام " 

 وهناك من يُطمئن أن المصل الواقي على الطّريق !!! 

 ويبقى السؤال هو : كم طول هذه الطريق ؟ 

   وحتّى يأتي المصل ، وحتى تُفرَج  ، دعونا نرفع عيوننا نحو السّماء ، نحو ربّ العَرَش ؛ نعود كما الإبن الضّالّ ، نادمين ، تائبين ، متضرّعين فأنا على يقين لا تشوبه شائبة،  أنّ إله السماء أب ولا أحنّ ، يترّأف علينا ، يحمينا و يحفظنا .

 ألَسنا صنع يديه ؟ ألسنا أولاده ؟ 

 فالمصل الواقي الحقيقي هو هو العودة الى ربّ السماء ، فهو القادر على محق الأوبئة..

 زرع الربّ حدائق أيامكم صحّة وهدأة  بال ٍ وطمأنينة .