[x] اغلاق
سلامٌ لروحِ أبي سلام وفاءً لرحيل القائد عادل أبو الهيجاء
20/10/2020 7:21
سلامٌ لروحِ أبي سلام
وفاءً لرحيل القائد عادل أبو الهيجاء
بقلم: مارون سامي عزّام
وباء الموت لن ينتهي وسيبقى متغلغلاً بكثرة بين النّاس، لا رادعَ له، حتّى القدر لا يقدِر أن يتحدّاه أو الوقوف بوجهه، لأنه حالة ربّانية، لا اعتراض عليها، وآخر ضحايا هذا الوباء، القائد الحزبي المعروف عادل أبو الهيجاء، الذي غادر إلى دنيا الخلود، وهو ما زال يسجّل مواقفًا وطنية وإنسانيّة، بقلم استقامته، المنغمس بدواة عزمه، محافظًا عليها طوال سِني حياته العامّة، ولم يلِن أمام أيّ طارئٍ.
رحيله كان مفاجئًا للمجتمع العربي عامّةً، ولقيادة الحزب خاصّةً، كونه ركنًا نضاليًّا أساسيًّا لسنواتٍ طويلة. إنّ يوم وفاته يومًا مشهودًا له، إذ تزامن مع حلول الذكرى الحادية عشرة لوفاة مُعلِّمه المربّي الفاضل شفيق عزّام، 2020/10/6، هذا دليل وفاء الرّاحل أبي سلام لمعلِّمه، وبمثابة محطّة هامَّة جدًّا في حياة أبي سلام، الذي تمسُّك طوال مسيرته بالمثُل والقيَم الاجتماعية... تعَلَّقت ذاكرة شبابه بمعلِّمِه أبي زاهر، الذي عاشَ مُربِّيًا للأجيال، وضيفًا محبوبًا ومُكرّمًا في مدينته الثّانية طمرة، كما اعتبره سكانها ابنًا لهم، طيلة تسعة عشرة عامًا. 
هذه الفترة شيّدت في ذاكرة الرّاحل عادل أبو الهيجاء، ثريًّا من الذكريات الجميلة، تسطع بالأُلفة والعطاء، فبقي حافظًا لهذه العلاقة مع منزل العم أبي زاهر، واستمرّت بقوّة من خلال نجله البروفِسور زاهر عزّام، الذي صان العهد، محتفظًا بهذا الرّابط الأسري مع أسرة الرّاحل عادل أبو الهيجاء. ما زلتُ أتذكّر شدّة تأثُّر الرّاحل برحيل معلّمه... في تلك الفترة لم أكن قد تعرّفت إليه، لكن كثرة إشادة البروفِسور زاهر بأبي سلام، ومدى تقديره لشخصه الكريم، ولسيرته الذّاتيّة الغنيّة بالأعمال الخيريّة والنّشاطات العامّة، شكّلت في وجداني حافزًا معرفيًّا لمعرفة هذه الشخصية المرموقة.
الظروف الصحيَّة الحالية الطّارئة السّائدة في البلاد، حجبت عن محبّيه عامةً وعن عائلتنا خاصّة، المشاركة في مراسِم تشييع جثمان الرّاحل، وحالت دون تقديم واجب العزاء للأسرة الكريمة، ومشاركتها فعليًّا في مصابها، الذي نعتبره مصاب كل الوسط العربي... صحيح أن القَدَر مدّ مسافة البعاد بيننا، ولكن نهج أبو سلام، سيبقى يقرّبنا من بعضنا البعض بفِكره القويم، وبمبادئه الثّابتة والملتزمة بقضايا أهله، ليُذكّرنا بأهمية المحافظة على وحدتنا في كل المجالات والأصعدة، لنكون قدوةً مثله، أقدّم تعازيّ الحارّة لأسرة الفقيد ولعموم إخواننا في مدينة طمرة.