هل مستوى خدمات منخفض للمواصلات العامة هو عائق أمام الخروج للعمل؟ 3/12/2020 9:16
هل مستوى خدمات منخفض للمواصلات العامة هو عائق أمام الخروج للعمل؟ نتائج استطلاع في أوساط النساء العربيات
نسبة تشغيل النساء العربيات في إسرائيل هي أقل من النسبة في كل المجتمع. وضمن التحليلات المختلفة حول القضية فإن النقص في المواصلات العامة هو عامل محتمل لذلك. وكجزء من دراسة تهدف إلى التعرف على عوائق التشغيل في المجتمع العربي واستمرارية لدراسة أجريت حول "تأثير المواصلات العامة على التشغيل في المجتمع العربي" (2020)، تبين أن هنالك تأثير قليل فقط للمواصلات العامة على التشغيل في المجتمع العربي، وقد أجرى أرنون باراك من قسم الأبحاث في بنك إسرائيل استطلاعا في أوساط النساء العربيات حول موضوع المواصلات العامة والتشغيل. وستنشر نتائج الاستطلاع قريبا كجزء من "مجموعة من تحليلات السياسات وقضايا بحثية".
وبحسب نتائج الاستطلاع فإن ثلث النساء المشاركات في العينة قد أشرن أنهن يستخدمن المواصلات العامة، أما الشابات والنساء اللواتي لا يملكن سيارات خاصة يملن إلى استخدام المواصلات العامة بنسبة كبيرة أكثر. كما أن النساء العربية لسن غير مباليات للإضافات في الخدمة: حيث أشار نصف النساء اللواتي يسافرن في المواصلات العامة أن مستوى الخدمة قد تحسن خلال السنوات الأخيرة.
أما بخصوص اهداف استخدام المواصلات العامة، فإن النساء العربيات يسافرن في المواصلات العامة بالأساس من أجل القيام بالمشتريات والقيام بالمهمات (بما في ذلك الخدمات الطبية)، ومن ثم من أجل زيارة الأصدقاء وأبناء العائلة، التعليم وفي النهاية من أجل العمل. وأكثر من ذلك، فإن النساء العربيات اللواتي يشتغلن يصلن إلى أماكن العمل أقل من خلال استخدام المواصلات العامة. وتصل معظم النساء إلى العمل من خلال مركبات خاصة. أما النساء اللواتي ليس لديهن مركبة خاصة، فيصلن إلى العمل بشكل عام بواسطة شخص يقوم بنقلهن للعمل أو من خلال استخدام المواصلات العامة.
وأشارت فقط 5% من النساء العربيات اللواتي لا يخرجن للعمل إلى أن السبب في ذلك يعود إلى أنه لا يتوفر لديهن عمل في ساعة معقولة أو بسبب غياب مواصلات كافية (لائحة 1). ويضع هذا المعطى المواصلات العامة كسبب أقل أهمية مقارنة بالأسباب الأخرى لعدم العمل وعلى رأسها مرافقة الأولاد ومجالستهم أو مجالسة أحد أفراد العائلة. نشير إلى أنه أيضا في أوساط النساء اللواتي لا تتاح لهن إمكانية استخدام مركبة خاصة، فإن الحديث حول عامل ثانوي نسبيا، وبالتالي فهن لا يبحثن عن عمل ولا يعملن. مقابل ذلك، فلدى الشابات اللواتي يستخدمن المواصلات العامة – خاصة الشابات اللواتي بحثن عن عمل خلال العامين السابقين – فإن عامل "عدم وجود عمل في وقت معقول / عدم وجود مواصلات كافية" هو أقوى بكثير. وتشكل هذه المجموعة الثانوية ما نسبته 9% من النساء اللواتي شاركن في عينة الاستطلاع.
وفي خلاصة الأمر، فإن نتائج الاستطلاع تشير إلى أن النساء العربيات يعترفن بتحسن الخدمة التي طرأت على المواصلات العامة في السنوات الأخيرة، ويستخدمن المواصلات العامة لقضاء احتياجاتهن. وعلى الرغم من ذلك، ظهر أن تحسن المواصلات العامة في البلدات العربية لم يؤدي إلى زيادة كبيرة في تشغيلهن وذلك لأن معظم النساء العربيات اللواتي لا يخرجن إلى العمل لأسباب أخرى غير متعلقة بغياب المواصلات العامة. ولذلك فإن نتائج الاستطلاع تتوافق جيدا مع النتائج ضمن دراسة باراك (2020) وتعزز الاستنتاج بأن تحسن المواصلات العامة قد أفاد بالأساس النساء اللواتي تغلبن على العوائق البنيوية والثقافية الأخرى التي كانت تؤثر على خلفية نسبة العمل المنخفضة لدى النساء العربيات. وإلى جانب ذلك، من المهم التأكيد على أن المواصلات العامة قد ساهمت وساعدت المجموعات السكانية في البلدات العربية في جوانب أخرى، حيث يستخدم المواطنون العرب المواصلات من أجل احتياجاتهم وقد قللوا من تكاليف السفر من حيث الوقت والمال.
|