[x] اغلاق
أعتـقـينـي مِـن إيمـاءاتِكِ
23/2/2021 11:26

من زمن البدايات

أعتـقـينـي مِـن إيمـاءاتِكِ
 

بقلَمَ: مَاروُن سَامي عَزّام

 

فتاة تبدو في أوج سن المراهقة!!

 

هذه المرة الأولى التي أكتب فيها بأسلوب إبداعي غير مألوف، فيه انزعاج كبير من جنين ظاهرةٍ، لم تلامس أطرافه بعد أرض الواقع، وتحديدًا لعلّها حكاية مركّبة عن فتاة ما، لربما معجبة بكتاباتي لا أدري، لكنها تستخدم أساليب تعامل غريبة، ربّما خرساء، لا أعلَم، تضع دائمًا الكلمات في حنجرةٍ كاتمة للصّوت، تُطلقها نحوي بلغة الإشارات، مثل نظراتها الغريبة... تحيتها لي ملوّحةً بيدها، يعني تُحلّق من حولي، كالأجسام الفضائية الغريبة، في كل زاوية من زوايا يومي الروتيني، بغية اصطياد اهتمامي!!

أيتها المهرجة في سيرك عقليّتك الطّائشة، هذه الحركات، مجرّد شارات مرور لكِ، كي تُرشِدك إلى طريق مسدود، لا مخرَج لكِ منه، إلاّ إذا حصلت على تأشيرة عبور إلى جانب حدود التعقُّل. أيتها الفتاة، حالتي النّفسيّة لم تتأثّر بمثل هذه "اللحظات المثيرة"، وأنا أنظر إليكِ متحسّرًا على أفعالكِ، مستغربًا من استهتاركِ بقيمة نفسكِ، لأنّي أشفِقُ على فتاة تستجدي لفت الانتباه بأي طريقة، لتكسب تعاطفًا ما!! 

من أنتِ؟ ... ما هو هدفك؟!

أنتِ مجرد فتاة مراهقة، تجعل أفكارها تعربد ليلاً، داخل خمّارة عقلها المعتمة، تنبعث منها أعمدة دخان الهلوسة، تتلوى مثل الغواني، حتّى تهذي بي أو بغيري. أيتها المناضلة الخاسرة، أنت إحدى مؤسسات حركة "الإيماءة الساحرة"، التي ليس لها نهجًا واضحًا ومتينًا... لأنها حركة بلا دستور، تهدف إلى السيطرة على معاقل نقاط ضعف بعض الشبان التي تعرفينها جيدًا، بالتنسيق مع بعض أنصاركِ لا غير، لكنّني أيتها الداعية لهذه الحركة، أنا لست نقطة ضعف في حياتك أو في حياة أي فتاة، ولم يهتز سرير أحاسيسي يومًا سواءً لك أو لغيرك، الذي أستلقي عليه بهدوء... ألتحفُ بغطاء الأمانة... لم أضع رأسي يومًا على وسادة محشوّة بتأنيب الضّمير.

ماذا تبغين مني بعد؟!....

إذا كنت تبغين مني حبًّا عصريًّا، مرصودًا اجتماعيًّا، من خلال موقع الفيسبوك، "لنيل لايكات رضى أصدقائك" فقد أخطأتِ العنوان، وأرفض كلِّيًّا أن أسوّق نفسي بمزادات التّواصل الاجتماعي، أرفض أن تدخل المشاعر الحقيقيّة في متاهة التّوهُم... هذه المنصّات لا تناسب سنّي، ولا تعكس بالمرّة تطلّعاتي،  أنا أفهم مبتغاكِ، فهو محصورٌ ضِمن دائرة الاستحواذ عليّ، لتجعليني سبقًا شخصيًّا لكِ، غير مألوف للنّاس... سَبَقًا تستطيعين أن تجمّلي صورتكِ المهزوزة أمام المجتمع، أو ربّما تَبحثين عن صِدَام عشقيٍّ، توثّقينه في أرشيف مغامراتكِ!!!

الحب ليس أحادي الجانب... فحذارِ

قبل أن أتخذ أي إجراء إبداعي ضد مخالفتكِ الالتزامات الحسية، عليكِ مراعاة شعور الآخرين، دون الاستمرار في تهوّرك السّلوكيّ، فإذا كنتِ تبحثين عن حب دائم التّجدّد، تدوّره ساقية الوفاء، فهو يكره الاكتفاء الذاتي، بل يطمع بمزيد من التعاون المشترك، على الصعيدين العاطفي والمعنوي، كي يتوصّل العاشقان إلى أقرب نقطة تلاقي فكري، ليتجنبَا أحاديّة الإخلاصَ. 

هل ستجعلينني أحد ضحاياكِ؟!...

لن تستطيعي استدراجي نحو هاوية ضحاياك، فقد ابتعدتُ عنها كثيرًا، حتّى غرُبت عنّي، دائمًا تجنّبت الاقتراب منها... اشمأززت من رائحة مكركِ القويّة التي انبعثت من هاويتكِ، لذا رحَلتُ إلى منطقةٍ نائيةٍ معزولة عن منطقة نفوذك السّاحر!!، منطقة تنعمُ بالكرامة التي لا وجود لكِ فيها، وأخذتُ معي جهاز تخدير لحواسي، كي أدخُل في غيبوبة، تجعلني لا أشعُر بوجودكِ مُطلَقًا. 

بالنّهاية... سأبقى الرّقم الأصعب  

اسمعيني أيتها الشقية، هذه الإيماءات التي تجيدينها بمهارة عالية، فإنّها للأسف الشديد غير موجودة أبدًا في كتاب "سيكولوجية الفتاة"، الذي قرأته خصيصًا من أجل هذا الموضوع، فحتّى أنتِ غير قائمة بالمرة في كتاباتي الكثيرة، لم أصادف مثلك أبدًا إلا حديثًا، لذلك أرجو أن تعتقيني منك ومن إيماءاتك، فأنا لستُ عدّاءً في ميدان ملاحقتكِ.  

لا ترهقي نفسك وتعذبينها هباءً، فلن أدخل أي مختبر لأحلل حركاتك هذه، فإذا نظرتُ في المجهر، سأرى خلايا إعجابك بي، التي تتكاثر يوميًّا، تالفة وفاسدة، ولن أسمح لكِ أن تضعي أحاسيسي داخل أنبوب اختبارك، المعقم بالصمت القاتل. إذا اعتقدتِ ذات يوم أنّكِ من خلال إرسالك ذبذبات التودّد، عبر أثير موجات إيماءاتكِ المتعددة، أني سأهيم بك، أنت فعلاً مخطئة، لكن تأكدي أن بذور إعجابك بي، بعثرتها رياح الأوهام.