[x] اغلاق
دبي: جوازات سفر قتلة المبحوح صحيحة والنفي الأوروبي يعكس خللا بأجهزتها
17/2/2010 17:58

 فجرت الأسماء والصور التي عرضتها دبي لقتلة القائد العسكري بحركة "حماس" محمود المبحوح أزمة ديبلوماسية بين الدول التي ينتمي المتهمون وبين دبي، حيث سارعت كل منها لنفي ضلوع مواطنيها في حادث الاغتيال فيما أكدت دبي أن الأسماء والجنسيات التي نشرتها صحيحة وأن نفي هذه الدول يكشف عن وجود خلل في أجهزتها.

وكانت شرطة دبي أعلنت خلال مؤتمر لها الاثنين عن أسماء 11 متهما 6 منهم يحملون جوازات سفر بريطانية و 3 جوازات ايرلندية وواحد ألماني وآخر فرنسي، ولم تستبعد تورط الموساد في عملية الاغتيال.

وقال القائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم، في تصريحات لصحيفة "الإمارات اليوم" نشرتها اليوم الأربعاء : "إن المتهمين باغتيال المبحوح يوم 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، دخلوا إلى الدولة بجوازات سفر صحيحة، ومنهم المتهم الأول والمنسّق لعملية الاغتيال الفرنسي بيتر إيليفنجر".

واعتبر خلفان أن نفي وزارتي الخارجية الفرنسية والبريطانية والأيرلندية ضلوع أي من مواطنيها في عملية الاغتيال، يكشف عن وجود خلل في الأجهزة الأوروبية ونوع من الاختراق، "لأن من غير الطبيعي أن يتنقل المتهمون بكل حرية في دول الاتحاد الأوروبي بجوازات سفر مزورة" على حد قوله.

وأضاف أن "شرطة دبي تحرّت الدقة في جميع التفاصيل التي أعلنت، بما فيها المعلومات الخاصة بالمتهمين الأوروبيين الذين دخلوا دبي بجوازات سفر صحيحة، ولدينا صور منها"، مشيراً إلى أن خروجهم من أوروبا وعودتهم إليها بتلك الجوازات، يدعم صحة تحرّيات شرطة دبي".

كاميرات ذكية

وحول دور الكاميرات في القبض على المتهمين، أوضح خلفان "أن توفير التقنية الحديثة في المجال الأمني، أمر ضروري في مدينة عالمية مثل دبي، لكن يبقى التميز في كيفية استخدام تلك التقنية بطريقة احترافية تحقق الغرض منها وتوفر غطاءً أمنياً محكماً".

وأشارت الصحيفة إلى أن مطار دبي يعمل وفق أنظمة مراقبة ذكية هي الأحدث من نوعها في العالم تتحكم في نحو 3300 كاميرا موزعة في جميع أنحاء المطار، وتشمل صالات السفر والبوابات ومواقف الطائرات ومناطق الشحن.

وأضافت أن هذه الأنظمة تعتمد على ربط البوابات بكاميرات التصوير بحيث لو حدث شيء غير طبيعي أو أسيئ استخدام البوابة تنقل الكاميرا الصورة مباشرة إلى الشاشات الرئيسة.

ورأى خلفان أن "الإعلان عن قائمة المتهمين يعكس الشفافية التي تنتهجها شرطة دبي"، وقال : :ليس لدينا ما نخشاه حتى نخفي الحقائق ونتستر على المجرمين".

وكانت شرطة دبي عرضت شريطا مصورً لجميع أفراد فريق الاغتيال قبل 19 ساعة من تنفيذ الجريمة وتحديداً منذ وصولهم إلى مطار دبي وحتى نزولهم في فنادق مختلفة، بل إن الشريط تضمن مقاطع لهم أثناء تجوالهم في مراكز تجارية ودخولهم دورات المياه للتنكر وارتداء الشعر المستعار وحتى عمليات التمويه والاتصال وتسليم الحقائب، وصولاً إلى لحظات مغادرتهم الفندق ومطار دبي.

نفي أوروبي

وقالت وزارة الخارجية البريطانية بوقت سابق أنها تعتقد أن جوازات السفر البريطانية التي استخدمها ستة من المتهمين بالضلوع في اغتيال المبحوح، مزوّرة. وقال متحدث باسم الوزارة "نحن على علم بأنه في هذه القضية ذكرت أسماء ستة أشخاص يحملون جوازات سفر بريطانية. نحن نعتقد أن جوازات السفر التي استخدمت مزورة، وقد باشرنا تحقيقاتنا". وأضاف "لقد عرضنا تقديم المساعدة والدعم في التحقيق الإماراتي".

وفي دبلن، أفاد متحدث باسم وزارة الخارجية الأيرلندية، بأن تفاصيل جوازات السفر الأيرلندية التي استخدمها ثلاثة من المشتبه فيهم تفيد بأنها مزورة. وقال "لقد مرّرنا أرقام الجوازات والأسماء عبر قاعدة البيانات ولم نعثر على جوازات سفر بهذه الأسماء أو الأرقام". وتابع المتحدث أن "أرقام جوازات السفر التي نُشرت ليست أرقاماً أيرلندية، إنها ليست ضمن أي تسلسل نعتمده".

وذكر القيادي في حركة حماس ايمن طه لقناة "العربية" ان الحركة تلقت تأكيدات من الخارجية الفرنسية، امس، تفيد بأن جواز السفر الفرنسي الذي استخدمه المتهم الأول مزوّر.

الموساد فضح نفسه

إلى ذلك،  ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية  أن سبعة من بين المتهمين الـ 11 يعيشون في إسرائيل مما يشير إلى أن جهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد" ارتكب خطأ كبيرا إذا تبين أن إسرائيل متورطة بالفعل في الهجوم.

وسخر الإعلام الإسرائيلي من الموساد الذي فشل في إخفاء عملاؤه وأكد تورطه بالعملية.

في سياق متصل، كشفت القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلي أن جهاز "الموساد" الإسرائيلي باشر في الفترة الأخيرة بتجنيد عملاء جدد عبر موقعه على الانترنت.

التحقيق مع الفلسطينيين

من جهة أخرى أعلنت دبي ان التحقيق جار مع فلسطينيين سلمهما الأردن قد يكونا ساعدا المجموعة التي اغتالت القيادي محمود المبحوح الشهر الماضي، فيما أطلقت النيابة العامة للإمارة ملاحقة دولية بحق هذه المجموعة.

وكانت شرطة دبي ذكرت ان من بين المتورطين في عملية الاغتيال التي نفذت بدقة كبيرة أن اثنين من الفلسطينيين المقيمين في الإمارات سافرا بعد الحادث إلى الأردن وتم تقديم طلب إلى الأردن لاستردادهما  وقد سلمهما بالفعل.

وذكر قائد الشرطة أن "أحدهما قابل أحد عناصر الخلية (التي قتلت المبحوح) قبل الجريمة والمقابلة تم تصويرها" أما الثاني فكان "على تواصل بالأول"، مشيرا إلى أن "الاشتباه قوي بالأول".

وأضافت الشرطة انه لم يقابل أي من المشتبه بهما المبحوح في دبي. ورجحت حصول "تسريب" من جانب المحيطين بالمبحوح الذي قتل في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي في غرفة فندقية في دبي.