[x] اغلاق
كلمة محافظ بنك إسرائيل في المدرسة الداخلية بن شيمن ضمن أسبوع المال العالمي
18/3/2021 10:17

كلمة محافظ بنك إسرائيل في المدرسة الداخلية بن شيمن ضمن أسبوع المال العالمي

هنالك علاقة واضحة بين جودة التربية والتعليم للعامل وبين إنتاجية العمل لديه. ولذلك، نحن نريد تحسين حياة المواطنين في البلاد وتمكينهم من رفع مستوى حياتهم، ويجب علينا أن نبدأ بذلك من خلال التعليم الذي يحصلون عليه

تحية طيبة وبعد،

أنا سعيد بالفرصة التي أتيحت لي للتحدث في مناسبة تخص هذه المؤسسة التربوية الموقرة.

لقد اخترت أن أجري الزيارة الأولى لي خارج البنك وأمام جمهور بعد أشهر كثيرة، بالذات هنا في المدرسة الداخلية بن شيمن، في المكان الذي يعدون فيه جيل المستقبل لمواطني البلاد. أنتم ستبلغون جيل 16 عاما وهو جيل الهوية وهو الجيل الذي يتم من خلاله صياغة الفهم والإدراك الاقتصادي وسوف أتطرق لهذا الموضوع قليلًا هذا الصباح.

بالتأكيد لا يجب أن أقول لكم إن أزمة كورونا قد تسببت بهزة كبيرة لمجالات حياة كثيرة من بينها مجال التربية. كل واحدة وواحد منا يشعر بذلك. كمحافظ لبنك إسرائيل، أنا أنظر إلى الأشياء أيضًا بمستوى المواطن، العائلة والمصلحة التجارية الصغيرة، ولكن أيضًا من خلال ما يسمونه "مستوى الماكرو"، أي النظرة الشمولية لاقتصاد إسرائيل ولتأثيرات وتداعيات الظواهر التي تجري في الاقتصاد كله ومن المحتمل أن تجري مستقبلًا. في المستقبل غير البعيد سيكون جزء منكم من بين صناع القرارات، وسوف ترون أنه يتم اتخاذها بناء على معطيات خاصة وذات صلة ووضعها في سياق صورة واسعة وشاملة. ولهذا السبب سوف أصف كلامي من خلال نظرة شمولية – على مستوى الماكرو. 

لقد أدت إجراءات التعامل مع الجوانب الصحية للأزمة، من بين الأمور، إلى تقييد أمور أساسية مثل اللقاء الوجاهي الشخصي بين الناس. وقد أدى ذلك وعلى مدار أشهر طويلة إلى عدم وصول طلاب إسرائيل إلى المدارس، وقد اضطروا للتعلم عن بعد. وتسبب ذلك أيضا بتأثير كبير على الطواقم التربوية، وذلك لأن الانتقال من خطة التعليم الوجاهي إلى محاولة التعلم من خلال وسائل رقمية كان قاطعًا وفوريًا.

ويمكن تجسيد جزء من التأثيرات من خلال تحليل خاص قام به قسم الدراسات والأبحاث في بنك إسرائيل خلال وقت قصير بعد بدء الأزمة وقد تم من خلاله تقييم الأضرار التي لحقت بالاقتصاد والتي نتجت عن وقف منظومة التربية والتعليم لفترات متواصلة. وتشير الاستنتاجات التي ظهرت أن التكلفة المباشرة أسبوعيًا لوقف التعليم تصل إلى 2 مليار شيكل، وذلك بسبب غياب الأهالي عن أماكن عملهم. إلى جانب هذه التكلفة والتي يمكن تقييمها بسهولة نسبيًا، يمكن إضافة تكلفة كبيرة ومهمة تنبع بالأساس من فقدان الانتاجيّة التعليمية في المؤسسات التعليمية على أنواعها. من الصعب تحديد رقم دقيق لهذه التكلفة، ولكن في ضوء الفترة المتواصلة التي عملت وتعمل من خلالها منظومة التعليم تحت قيود كورونا، فإن الحديث يدور حول أضرار كبيرة قد لحقت برأس المال البشري للطلاب والذي من المحتمل أن تحمل عواقب وتداعيات لسنوات طويلة. 

الأضرار التي لحقت بكم وبباقي الطلاب في إسرائيل، وبطواقم التدريس هي كثيرة ويجب التفكير حول كيفية انعاشها بعد سنة كهذه من الضياع. وسيكون على الحكومة القادمة التي ستقوم أن تتعامل مع مواضيع كثيرة وطارئة، والتربية والتعليم هي من بين المواضيع المركزية فيها، لأن مصدر قوة الدولة واقتصادها هو قبل كل شيء في رأس المال البشري فيها. وأيضا من خلال تقرير نشره بنك إسرائيل قبل كورونا وهو يتمحور حول الإنتاج في العمل والاقتصاد، وهو عمليا ما ينتجه العامل في إسرائيل خلال كل ساعة عمل، ويتضمن التقرير فصلا كاملا يتناول توصيات لسياسات مجال التربية والتعليم من أجل تحسين هذا المؤشر المهم الذي يؤثر على جودة حياتنا جميعًا. ومن وجهة نظري فإن التوصيات التي وردت في التقرير ملحة الآن أكثر من الفترة التي نشرت فيها. والمغزى البسيط هو أن الإنتاجية في العمل هو مقدار قيمة المنتج الذي يتم انتاجه خلال ساعة عمل، وهنالك علاقة واضحة بين جودة التربية والتعليم للعامل وبين إنتاجية العمل لديه. ولذلك، نحن نريد تحسين حياة المواطنين في البلاد وتمكينهم من رفع مستوى حياتهم، ويجب علينا أن نبدأ من خلال التعليم الذي يحصلون عليه.

 قبل المحاضرة، التقيت بطاقمكم الرائع. في بعض الأحيان نجد بالتحديد في الأماكن التي تحتاج إلى قوى تدريس نوعية – على سبيل المثال في البلدات البعيدة وذات المستوى الاجتماعي الضعيف – يوجد قوى تدريس أقل مهارة. وبالتالي فإن التوصية الرئيسية لنا في مجال التعليم هي تعزيز طواقم التدريس، الأمر الذي من شأنه أن يساهم في تحسين إنجازات الطلاب ورفع الإنتاجية لديهم كعاملين، ضمن أي مجال أو مهنة يختارونها. إن الطريقة لفعل ذلك هي من بين الأمور بواسطة تغيير مبنى الحوافز الممنوحة لطواقم التدريس والاستثمار في تحسين البنى التحتية الخاصة بعملهم.

اللامساواة التي ميزت الدولة قبل أزمة كورونا قد تفاقمت أيضا خلال هذه الفترة التي واصل فيها الأقوياء تعزيز أنفسهم فيما تراجعت أوضاع الضعفاء أكثر بكثير. وفي ضوء ذلك تظهر أكثر أهمية التعليم كأداة مركزية يمكن من خلاله تقدم كل طالب في المستقبل وتحسين أوضاع المواطنين الضعفاء في المجتمع الإسرائيلي، وإنقاذ الاقتصاد الإسرائيلي بشكل أسرع من تداعيات أزمة كورونا. من المحتمل أن جزءا من هذه التداعيات التي حلت في أعقاب كورونا قد تساعدنا بذلك مثل القدرة على التعلم في كل مكان، وعمليا من أي مكان من العالم، ودمجه بالتعليم الوجاهي في الصفوف. كذلك الأمر بالنسبة للقدرة على التعلم مرة أخرى خلال الأزمة وإثبات قدرتنا على التأقلم السريع للظروف الجديدة. هذه القدرة هي مفتاح مهم، للجيل الذي ولد إلى داخل العالم المتقدم للغد، والذي سيتميز بتغييرات كبيرة ووتيرة سريعة. وعلى سبيل المثال فإن عالم التشغيل يتجدد كل الوقت، ويتطلب الأمر مرة كل عدة سنوات إجراء عملية "تحديث" من ناحية المتطلبات من العمال وظروف السوق وليس فقط في مجال الهايتك. من سيتعلم كيف سيلائم نفسه ويبني أساسًا قويًا من المهارات المتطورة، سيكون بإمكانه الاندماج، وقيادة هذا العالم. كما أشرت، للأسف فإن من تضرروا أكثر من أزمة كورونا هم ذوي المهارات المنخفضة، وبالتالي فإن المهارات المتطورة والكبيرة هي شهادة تأمين من المحتمل أن تكون مفيدة في وقت لاحق من الحياة.

هنالك أمر آخر يمكن أن يخرج من "عصير كورونا" وهو أن بعض المضامين يمكن أن تمرر من خلال خبراء عالميين في مجال معين بواسطة شبكة الانترنت، وكذلك الأمر بما يخص كل طالبة وطالب، فلا يهم أين يتواجدون جسمانيا بجانب المعلم، سيكون بمقدورهم الاستفادة من دروس ذات جودة عالية. هذا الأمر ساهم في توسيع عملية التعليم المتكامل، الهبريدي (المُدمج)، الذي سيدمج إلى جانب التعليم داخل الصفوف أيضا دروسا إلكترونيا عبر الانترنت. هذا النوع من التعليم لن يكون فقط من خلال التعليم داخل الصف مثلما كان الأمر قبل كورونا، وليس فقط "زوم" كما كان خلال أزمة كورونا، وإنما دمج وتكامل ذكي للأمرين. ومن بين إيجابيات الدمج يمكن عد موضوع تعزيز استقلالية الطلاب، والشعور بالقدرة على التكيف كما أسلفت – وخلق أساس متين للمستقبل. ومن أجل ذلك من المهم القيام بتعزيز البنى التحتية للتعليم – حواسيب وأماكن تعليم هادئة – كما أن عملية توزيع العدد الكبير من الحواسيب على الطلاب في هذه الأيام هي خطوة كبيرة بهذا الاتجاه.

إن الانتقال إلى كسب مهارات وقدرات للتعلم والتأقلم ضمن ظروف متغيرة، وعملية تعليم يمكن أن تكون جزءا من مواضيع تجعلكم شغوفين أكثر لها – مما سيجعلكم تنجحون وتستفيدون أكثر من هذه المجالات. وبالتالي في نهاية كلمتي من المهم لي أن أقول لأولئك الذين يحلمون ويخططون إلى الوصول بعيدا، ويطمحون بالتغيير، بالإصلاح والتحسن، بأن تعلم موضوع الاقتصاد هو رائع. هذا مجال من جانب واحد هو مبسط ونظري ولكن من جهة ثانية يتجسد تقريبا في كل أمر يحيط بنا، ويؤثر على الحياة اليومية للناس. فأنا على سبيل المثال جذبت لهذا المجال وقررت أن اتعلمه في جيل مبكر، ويمكنني أن أقول لكم إنني أشعر بالكمال مع هذا القرار، الذي مهد أمامي الطريق للوظيفة التي أعمل بها وأنا أشعر أنني أساعد وأساهم بدوري الدولة ومواطنيها.

  وفي النهاية، أريد أن اشير أنه تظهر في موقع الانترنت التابع لبنك إسرائيل مواد ومضامين مخصصة لأبناء الشبيبة مثلكم، وهي تتمحور حول موضوع الإدارة الاقتصادية السليمة. وفي الآونة الأخيرة قمنا بتحضير مضامين تعليمية مالية مخصصة لأجيالكم ضمن أسبوع المالي العالمي الذي تنظمه منظمة OECD ومن خلال مشاركة دولة إسرائيل. عالم المال هو عالم متغير جدا في هذه المرحلة. يوجد بالتأكيد موضوع الأوراق والعملات التي تعرفونها، ولكن هذا العالم يتضمن موضوع الدفعات الرقمية والتي ستعيشونها ومن خلاله ستتعاملون مع أوراق نقدية أقل. من المحتمل أنكم ستعيشون في عالم ستقوم البنوك الرئيسية فيه بإصدار أموال رقمية.

الإدارة المالية الذكية مهمة دائما، ولكن هي أهم بكثير في هذه الأيام. من المهم أن تتعلموا عن ذلك لأنني أؤمن أن معظمكم لم يقم حتى الآن بتنفيذ صفقات اقتصادية كبيرة، وعندما ستكبرون أكثر سيكون بمقدوركم استخدام أدوات ستحصلون عليها من أجل القيام بإدارة اقتصادية أفضل وأذكى لكل واحد منا في المستقبل. نحن نعمل بجهد من أجل خلق الظروف المناسبة للتعلم، والتفكير حول الأماكن التي سيكون بمقدورنا من خلالها تحسين وتمكين التنوع ومساواة الفرص. في هذه المرحلة، فإن مهمتكم هي الجلوس والتعلم، ومعرفة كيفية اتخاذ القرارات بشكل أفضل. 

شكرا جزيلا لكم، بالنجاح في الامتحانات وفي امتحانات البجروت (التوجيهي)!