[x] اغلاق
صدى الصمت هو صوت معين أبوعبيد المدوي!
12/4/2021 8:11

صدى الصمت "هو صوت معين أبوعبيد المدوي!

بقلم فهيم أبوركن

صدر عن "دار الحديث للاعلام والطباعة والنشر كتاب "صدى الصمت" للكاتب الأستاذ معين أبوعبيد ابن مدينة شفاعمرو

وهو نخبة من الخواطر والمقالات التي نشر معظمها في زاوية "رماح" الأسبوعية في جريدة الحديث إليكم كلمة الاستهلال في الكتاب    

عندما تختلطُ النّكهة الشّعريّة بالنّصّ الصّحفيّ، وعندما تظهر النّزعة الفكريّة في الفحوى ويُـهيمن أسلوب التّشويق في السّرد، تنتج مقالة راقية، جذّابة وشائقة. هذا ما اكتشفته في مقالات الكاتب معين أبو عبيد قبل أن أتعرّف عليه شخصيًّا، حين بدأتْ مقالاتُهُ تتوارد في البريد الإلكترونيّ إلى هيئة تحرير صحيفة "الحديث" أسبوعيًّا، فكنّا ننشرها دون سابق معرفة به، لما تطرحه من قضايا هامّة، وأفكار نيّرة وخواطر عميقة بأسلوب جذّاب ونزعة إصلاحيّة تفاؤليّة.

لقد خصَّصنا للكاتب معين أبو عبيد في جريدة "الحديث" الورقيّة، بكلّ فخر واعتزاز، زاوية أسبوعيّة بعنوان "رماح"، وها هو الكاتب يجمع بعض مقالات هذه الزَّاوية في كتاب جميل أنيق، ليعالج بعمق وجديَّة قضايا مجتمعنا المستعصية والمصيريّة، ولا يكتفي بذلك بل تدفعه إنسانيّته ليتطرَّق إلى قضايا الوطن العربيّ المحيط بنا وإلى بعض المواضيع الإنسانيّة العالميّة عامّة.

في كتابه هذا "صدى الصَّمت" وكما يقول المثل "إذا كان الكلام من فضَّة فالسّكوت من ذهب"، يأتي الصَّمت هامسًا تارةً وصارخًا تارةً أخرى، وحقيقة إنّ الصَّمت أحيانًا أقوى من أيّ صرخة، فاخْتيار العنوان موفّق جدًّا، لأنّ "صدى الصَّمت" في الكتاب يُسمع مدوِّيًّا ليضع النِّقاط على الحروف. 

كذلك من دلالات عناوين المقالات نلمس الاتّجاه الفكريّ والشّاعريّ في آن معًا. نجده أحيانا يكتب "تأمُّلات في أعماق المعنى"، ومرّة "الذّاكرة المثقوبة".. إلخ، مثل هذه العناوين المُحفّزة تشدُّ القارئ ليسبر أعماق المقالة، يتمتَّع بصياغتها، يستأنس بخواطرها ويسبح مع أفكارها إلى آفاق بعيدة. أحيانًا يكون يائسًا ناقمًا على ظواهر سلبيَّة، وأحيانًا يكون متفائلًا إلى حدِّ المناداة لمواصلة العزف على القيثارة حتّى لو كانت مكسورة! وفي مقالة أخرى يؤكِّد أنَّه "رغم الظَّلام ليس بيائس!".

الكاتب معين أبو عبيد مخلص لمجتمعه، لوطنه ولإنسانيتَّه، فنجده يكتب عن حرق الكنيسة في فرنسا، ويكتب لأمّهات العالم أجمعين، وعن المآسي في سوريّا و"شهادة موت لضمير البشريَّة"، ومع كلّ همِّه الإنسانيِّ الشَّامل، لا ينسى مجتمعه ومدينته "شفاعمرو" فيخصِّص لها فصلًا كاملًا بعنوان "من وحي مدينتي" يتناول فيه من خلال عدّة مقالات مختلف القضايا والمواضيع الَّتي تشغل باله وبال المواطن الشَّفاعمريّ، داعيًا إلى المحبّة، الإخاء والتَّسامح، من منطلق نزعته الإنسانيَّة السَّامية.

 لا أريد أن أطيل، أترك للقارئ متعة الإبحار في خضمِّ هذا "الصَّدى الصَّامت" ليكتشف الهمسات الرَّقيقة، والنِّداءات الصَّادقة والصَّرخات الهادفة.

وأبارك له هذا الإصدار الجميل على أمل أن يواصل اتحافنا بمثل هذه المقالات الهامَّة.