[x] اغلاق
تَمَرَّدت على قلبه
28/4/2021 8:29
من زمن البدايات
تَمَرَّدت على قلبه

بقلم: مارون سامي عزّام

التقى صديق لي صدفةً بفتاة على شرفة لقاء، فسيحة بالأحاديث. أطلت عليها شمس الصّدفة، وصوّبت أشعتها على مرآة عينَيها التي عكَسَت مدى إعجابها بشقاوة حديثة الذي يقفز برشاقة متناهية على حِبال المواضيع العديدة، وتميّز خفة دمه المرتسمة على وجهه الطفولي... توهّج من لحظِ أناقتها، التي كَسَت ملامحها "المحبَّبَة" بمساحيق "جديتها"!!، معتقدًا لسذاجته، أنّها استحقّت منه جائزة الوفاء، التي قدّمها لها، دون أن يَعلَم أنها تتحايل عليه، لسد جوع نهمها للتّعرّف المؤقّت على هذه النوعيّة من الشبّان.

لم تمضِ فترة طويلة على بزوغ شمس هذا الحب، حتى وَجَدَ صديقي الزمن يطوي أوراق مِلكيّة حبّه، داخل دفتر الأيّام، دون عِلمه، وتمزَّقت لإهمال تلك الفتاة لعلاقة الحب السّريعة التي نشأت بينهما، لعدم اهتمامها بجمع أوراق ضمان استمرارها في قلبها. بعد أيام وَجَدَ قلبه متكئًا على وسادة حب خالية الجوهر، لأنها لم تقدِّر ثمن براءة مشاعر صديقي. تمرَّدت عليه، انتزعت بقسوة أمنيته من تحت بساط تفانيه. 

لم يستسلم لقرارها أبدًا، سافر هو وقلبه بعيدًا، خارج البلاد، لربما تخفف قليلاً من تأثير صدمة تلك الفتاة عليه، متجرِّعًا كأس أمل، ربما عند عودته، تكون قد شُفيَت من دوار عجرفتها... وعند عودته وجَدَ كل شيءٍ كما هو وأكثر. صعَقَه تماديها بكبريائها، بسبب عقلها العاق، تتخبط بأخلاقها "التقدمية" والمتبجحة!!، لفَّت باستعجال وبشكلٍ طارئٍ شريط رفض حول معصم فَهمها الضَّيِّق، حَدّ من توجّه تفكيرها بالاتجاه السليم.

سيقول صديقي لتلك الفتاة: "أيتها المتمردة بجمالك، الجامحة بخيلائك على حبي، لقد دستِ قلبًا أحبَّكِ حبًّا صادقًا، فلا تظني أنكِ قادرة اليوم أن تلقي بثقلِ جمالك عليَّ، لأُخِرَّ أمامك من جديد، مستجديًا منك قليلاً من الاهتمام، لا...لا، فأنتِ لم ترفسي بحصان كبريائك قلبي فقط أيتها الفتاة، إنما رفستِ نعمة عيشٍ لم تحلمي بها، فهذا التمرُّد الذي افتعلتِهِ سيُبقيكِ مُستلقية على قارعة أوهامكِ.