[x] اغلاق
جريمة قتل المبحوح نسخة طبق الاصل لموت فيصل الحسيني الغامض في الكويت
19/2/2010 10:03

معلومات جديدة بشأن مقتل القيادي العسكري في حركة حماس الفلسطيني محمود المبحوح، ومحاولات سابقة لإستهدافه في إمارة دبي، وخارجها، قبل أن تنجح المحاولة الثالثة في تصفيته الذي لا يزال التعرف إلى قتلته، والتثبت من هوياتهم، سرًّا إحترافيًّا لسلطات أمن دبي الذين لن يكشفوا الجانب التقني الذي إتبعوه في التوصل الى هوية القتلة، لكن التثبت من قتلة المبحوح يعيد الى الأذهان أمنيًّا الوفاة الغامضة للقيادي الفلسطيني السابق فيصل الحسيني في العاصمة الكويتية داخل غرفته الفندقية العام 2001، إذ قد يكون قتل بالطريقة نفسها.

التحريات الأمنية في أجهزة الأمن بإمارة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة قد دلت الى أن التصفية الجسدية للمسؤول العسكري في حركة حماس الفلسطينية محمود المبحوح في العشرين من الشهر الفائت لم تكن الأولى، إذ سبقتها محاولات من الفريق نفسه الذي كشفت عنه سلطات دبي هذا الأسبوع.

إذ وبحسب المعلومات  فإن أعضاء من الفريق الذي كشفت هويته قد جاؤوا الى دبي قبل نحو شهرين بالتزامن مع زيارة سابقة قام بها المبحوح الى دبي لغرض تجاري، إلا أن قتلته لاحقًا، لم يوفقوا في تصفيته لأسباب لا تزال غير معروفة.

وتشير المعلومات أنه حين إستقل المبحوح إحدى الطائرات المتجهة الى العاصمة الصينية بكين من مطار دبي الدولي فإن بعضًا من قتلته قد رافقوه على الرحلة نفسها، وأعدوا لتصفيته هناك في أحد الفنادق، إلا أن المحاولة الثانية لم تنجح أيضًا، حيث قرروا تأجيلها، الى أن عاد المبحوح الى دبي بعد شهرين، وتبعه القتلة الذين نجحوا أخيرًا في قتله داخل غرفته الفندقية، حيث تولت سلطات دبي  تحقيقات مكثفة للوصول الى هوية المنفذين، وقبل مرور شهر على إرتكاب الجريمة كانت شرطة دبي ممثلة بقائدها ضاحي خلفان تعلن التفاصيل، وهوية المنفذين.
صورة مركبة تظهر صور المشتبه بهم في قضية مقتل المبحوح
ووفقًا لمعلومات فإن شرطة دبي وجهاز التحقيقات لن يعكفا البتة على إيراد أي تفاصيل تتعلق بالجانب التقني الذي سلك من قبل المحققين لتضييق هوامش التحقيقات، وإسقاط العدد الأكبر من الفرضيات التي ثارت مع جريمة قتل المبحوح، وسط إنطباعات بأن الجانب التقني في إقتفاء أثر الفريق المنفذ كان له اليد الطولى في حسم هوية المنفذين، إذ ربما يمكن السبب في عدم كشف الجانب التقني، هو ألا يتحايل أي فريق من العملاء المأجورين مستقبلاً تلك الجوانب التقنية، بما يسهل الإيقاع بسهولة بمنفذي أي جرائم على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة.

ووفقًا للمعلومات الأمنية  فإن مقتل المبحوح في غرفته الفندقية بهذه الطريقة، التي كادت أن تمر كأنها وفاة طبيعية لولا حرفية الفريق الأمني الذي تولى التحريات بوفاته، يعيد الى الأذهان بقوة واقعة الوفاة التي بدت طبيعية  حينذاك للقيادي الفلسطيني الراحل فيصل عبدالقادر الحسيني الذي عثر عليه في العام 2001 متوفى داخل غرفته الفندقية بعد قليل من صعوده الى غرفته الفندقية إثر إنتهاء أحد الإجتماعات التي كان يشارك بها في العاصمة الكويتية، إذ عثر عليه ميتًا فوق سريره، وبدت الأعراض التي ظهرت على جثته تشبه الى حد كبير الأعراض التي ظهرت على جثة المبحوح، وهي الأعراض التي يظن معها أن الوفاة طبيعية، إذ قد يكون فريق من العملاء هو من نفذ الجريمة، وربما لعدم وجود أي شبهة وقتذاك، جرى نقل الجثمان الى العاصمة الأردنية، ومنها الى الضفة الغربية حيث مدينة القدس مسقط رأسه.
يشار الى أن الحسيني كان عرضة بشكل متكرر للإبعاد عن القدس، والإعتقال بسبب نشاطه القوي في ملف القدس، وإسهاماته في الإنتفاضة الأولى مقدسيا، ورفضه القوي لأي تسويات سياسية في ملف القدس خلال مشاركته في الوفد الفلسطيني الذي شارك في عملية السلام العام 1991، علمًا أن الحسيني هو الإبن الأكبر للرمز الفلسطيني المعروف عبدالقادر الحسيني الذي ذاع صيته في مقارعة الإحتلال البريطاني لفلسطين، قبل أن يقتل في معركة العام 1948 ..
*******************************************************************

 الساعات الأخيرة في حياة فيصل الحسيني كما يرويها شقيقه

موسى الحسيني لـ«الشرق الأوسط»: كان متفائلا بأن زيارته للكويت ستفتح آفاقا جديدة في العلاقات الثنائية
كشف أمس موسى الحسيني أن شقيقه فيصل الحسيني أبلغه أول من أمس عبر الهاتف أنه تعرض لبعض المضايقات من بعض اعضاء مجلس الامة الكويتي، لكن فيصل اعتبر أن «هؤلاء قلة لا يمثلون الشعب الكويتي.. وان حقيقة الشعب الكويتي العربي الاصيل معروفة في مواقفه الداعمة للشعب الفلسطيني».
وقال موسى لـ«الشرق الأوسط» انه سيتم اليوم نقل جثمان شقيقه فيصل الى رام الله بواسطة مروحية عسكرية اردنية، حيث سيتم من هناك نقله برا الى مدينة القدس للصلاة عليه في المسجد الاقصى ودفنه بجانب قبر والده عبد القادر الحسيني وجده موسى الحسيني.

وأوضح موسى ان فيصل لم يكن يعاني من امراض صحية خطيرة وكان يعاني من ضيق تنفس وربو وهذا مرض غير قاتل وانه كان يتمتع بصحة جيدة عندما قابله قبل يومين في عمان وهو في طريقه إلى الكويت.

واشار موسى الى ان فيصل وصل قبل يومين الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل الى منزله في منطقة الدوار الخامس بعمان وتبادل معه اطراف الحديث حول الاوضاع في الاراضي الفلسطينية والمعاناة التي يعانيها ابناء الشعب الفلسطيني جراء مقاومتهم للاحتلال الاسرائيلي.

وقال موسى ان فيصل كان دائما متفائلا، رغم كل الصعوبات والمعاناة التي يلقاها الشعب الفلسطيني والتضحيات والدماء التي تنزف من أبنائه وان النتيجة في النهاية في صالح هذا الشعب الذي قدم التضحيات الجسام في سبيل القدس والاقصى والمقدسات وفلسطين.

واضاف: ان فيصل كان في آخر جلساته معي يتحدث عن صور التضحيات وانتفاضة الاقصى وان لكل فلسطيني صورة مستقلة عن الاخرى في التضحية والفداء من اجل دحر الاحتلال الاسرائيلي ونيل الاستقلال على التراب الوطني والتي يفخر بها كل انسان عربي ومسلم، مشيرا إلى ان فلسطين هي ملك العالمين العربي والاسلامي ومن حق الامة العربية والامة الاسلامية ان تفخر في نضال هذا الشعب.

وقال موسى «انني عندما ودعته في المطار قال فيصل انه متفائل بزيارته للكويت التي ستفتح آفاقا جديدة في العلاقات الثنائية، موضحا انه تلقى دعوة رسمية من الكويت لحضور مؤتمر مقاومة التطبيع فيها وانه كان سيقوم بزيارة الى دولة الامارات العربية المتحدة».

وقال موسى انه تحدث مع شقيقه يوم أول من أمس عبر الهاتف وكان بصحة جيدة وابلغه عن بعض المضايقات من بعض اعضاء مجلس الامة الكويتي وان فيصل ابلغه انه يتفهم الموضوع وان حقيقة الشعب الكويتي العربي الاصيل معروفة في مواقفه الداعمة للشعب الفلسطيني وان المساعدات التي قدمها ويقدمها للشعب الفلسطيني معروفة.

اما ابنة عمه ريما الحسيني فقد ابلغت «الشرق الأوسط» ان فيصل قال لها عبر الهاتف أول من امس الساعة الثامنة والنصف بتوقيت الاردن ان جميع الامور ممتازة وجيدة وسنراكم في عمان قريبا وذكرت «كنت قد اوصيته على بعض الاشياء لانجازها وابلغني ان كل شيء على ما يرام».

واشارت ريما الى انه «كان يضحك ويمزح عبر الهاتف، اضافة الى انه ابلغني بخبر منشور في الصحافة الكويتية في تصريح لي حول المساعدات الكويتية التي وصلت قبل ايام الى الاردن لتسليمها الى السلطة الوطنية الفلسطينية».

وقالت «لقد سألته عن صحته عبر الهاتف واجاب ان صحته جيدة وسيتوجه الى الامارات العربية المتحدة بعد الكويت وانتهت المحادثة الهاتفية بكلمة سنراكم في عمان قريبا».

وقد نعى رئيس الوزراء الاردني علي ابو الراغب فيصل الحسيني.

واعرب أبو الراغب باسمه وباسم الحكومة الاردنية عن «أحر واصدق التعازي لعائلة الفقيد وللسلطة الوطنية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني عامة بفقدان الحسيني الذي كان وسيبقى رمزا للنضال الوطني وفي الوقت الذي تقدر فيه الحكومة الاردنية للفقيد اسهاماته الفاعلة في الدفاع عن عروبة القدس بشكل خاص والاراضي الفلسطينية بشكل عام فإنها تؤكد على عمق العلاقة الاخوية التي تربط القيادتين والشعبين الشقيقين وتعبر عن دعمها لكل ما من شأنه تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وتحقيق آماله واستعادة حقوقه المشروعة وفي مقدمتها اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس».

من جهته قال نائب السفير الفلسطيني في عمان عطا الله الخيري ان موسى الحسيني طلب من السلطات الطبية الاردنية عدم تشريح جثة شقيقه لقناعته بأن سبب الوفاة نوبة قلبية حادة.

واشار الخيري لـ «الشرق الأوسط» الى ان السلطة الفلسطينية لن تقوم بتشريح الجثة الا بعد موافقة ذويه.

وكان مندوب وزارة الخارجية الاردنية ابدى استعداد بلاده للقيام بأي عملية تشريح يطلبها الجانب الفلسطيني. ونقلت اذاعة «صوت فلسطين» عن حاتم عبد القادر عضو المجلس التشريعي الفلسطيني ان الجانب الفلسطيني رفض طلبا كويتيا لتشريح جثة الحسيني في الكويت وطلب من الجانب الكويتي نقله الى عمان.

وعرض الملك عبد الله الثاني في اتصال هاتفي مع امير الكويت الشيخ جابر الصباح ارسال طائرة خاصة لنقل الجثمان الى الاردن غير ان امير الكويت ابلغه انه تم توفير طائرة كويتية خاصة لهذا الغرض.