[x] اغلاق
قيامتك يا ربّ لوحة خالدة
1/5/2021 8:03

    قيامتك يا ربّ لوحة خالدة 

 بقلم : زهير دعيم

كانت تلك الليلة مشهودة ، كانت ليلةً ليلاء حالكة  ، سجّلها التّاريخ وخطّها على صفحاته ونقشها في ضميره ...ليلة حُبلى بالألم والخيانة و.....الولادة الجديدة .

كم كنت أتمنّى أن أكون رسّاما ماهرًا لأنقلها لوحةً خالدة ، أو أكون  نحّاتًا مُبدعًا لأنقل مشاعري وأحاسيسي عبرها إلى الحجر الأصمّ الأبكم ، فأجعل الحياة تدبّ فيها ، وأجعل القداسة تحيا وتتنفّس حقًّا ، نعم كنت أريد أن أرسم المشهد الأحلى والأجمل ، المشهد الذي يفيض حنانًا وتحنانًا وألمًا وفداءً ، ولكن لا بأس ،  فها أنا أحاول أن أخطّها حروفًا ...حروفًا جميلة  قدر استطاعتي المتواضعة ، مشهد ابن الإنسان وهو يصلّي بلجاجة وحرارة للآب أن يرفع عنه هذه الكأس .." ولكن لتكن مشيئتك لا مشيئتي "   صرخ وتساقطت قطرات عرقه كما قطرات دم ، بل قطرات دمٍ فعلًا ، دم الألم ، دم الخطيئة التي سيحملها على منكبيْهِ وكتفيْه.

 

   يسوع ؛ شاعر المحبّة وجبّار البأس ، ارتعش كإنسان أمام هوْل خطايانا ، وأمام يقينه بأنّ أباه سيحجب وجهه عنه ، وكيف لا يكون ذلك وهو زهرة الشّارون البيضاء ، الناصعة ، النقيّة الطاهرة ، ستصبح مُغبّرة ًبخطايانا ؛ خطايا البشرية جمعاء .

 

نعم سيحملها السيّد بعد ساعات  ما بين السماء والأرض ، وسيتحدّى الموت في عقر داره ، وسيجرّه حتمًا مُهانًا في سراديب الهاوية أمام أعوانه ، ومع زغاريد الملائكة وترنيماتهم .

    جميلة هذه الليلة الليلاء ، الحزينة الحالمة ، لأنّه من أعماقها انبثق الفجر ؛ فجر الأحد ، فجر الحريّة والغَلَبة...انبثق السّلام وانبجست الطمأنينة.   

فجر الأحد قصيدة جميلة ، كتبها يسوع بدمائه ، وغنّاها برخيم صوته ، فوصل صداها إلى العرش الأسمى ، فرنّم كل مَن في السماء ، وجثت كلّ ركبة تعرف الحقّ وتعشقه.

  فجر الأحد فجر الدُّنيا  والأمل المعقود على جبين الكينونة والصّيرورة ، والمُزهر أبدًا فوق كلّ الرُّبى العابقة بأريج الفداء ، وطِيب  حاملات الطيب الذي ما زال يتضوّع .

 يســـــــــــــــــــــوع ؛ العريس ابن الثلاثة والثلاثين  نيسانًا  ، والمقام من الموت والمنتصر عليه  : ...نرنو إليك ونشتاق ، نحبّك ونُعظّمك ونُقدِّر صليبك عاليًا ، ونفاخر بك الدُّنيا ، فبهذا الصّليب ، رمز المحبّة اللامتناهية ، والتضحية الغامرة ، صار لنا الحقّ أن نصبح أبناءً للباري العظيم ، وصار لنا الحقّ أن نرث الملكوت .

 

 أتفطّرُ وأتقطّعُ حُزنًا يا سيّدي ، وأنا أرى أرتال البشر ومواكبهم يسرعون نحو الجحيم ، بل الأدهى والأمرّ إنهم يزدرون بصليبكَ ، ويأبون خلاصًا هذا مقداره.

إنهم يستهينون يا سيّد بالصّليب ، ويرفضون المحبّة  ، يستهينون بحِلمك وبخلاصك يا يسوع،  ويرفضون أن يفتحوا لك الأبواب والقلوب ، وأنت تقرع وتقرع .

.

   آه ......لربما غاليْتُ بعض الشيء يا سيّدي فاعذرني ، فالأمر ليس في السوداوية التي وصفتها أنا ، فالفضائيات والإذاعات وسفراؤك يحملون البشارة بأمانة إلى كلّ بيت ، فتنتشر هذه البشارة وتزدهر وتملأ النفوس دفئًا وإيمانًا وتجديدًا ..

نعم الاختراع يا سيّد – وأنت ربّه – يخدمك بل يخدم البشرية والحقّ.

 

يســــــــــــــــــــــوع في هذه الأيام الفصحيّة أقف إجلالا لصليبكَ.

 

يســـــــــــــــــــــــوع .... أعظِّمُ آلامكَ 

 

يســــــــــــــــــــــــوع..... أذوبُ  فرحًا بقيامتكَ 

 

يســـــــــــــــــــــــــوع .... أنتَ ربّي والهي.

 

يســــــــــــــــــــــــــوع  ....إنّنا ننتظرك  ،  فعجَّل .