[x] اغلاق
دُعابة الحُب
5/5/2021 14:39
من زمن البدايات
دُعابة الحُب

بقلم: مارون سامي عزّام

أيها الحب تُطِلُ علينا من خلف ستار الزمن، لترى إذا كنا نلهو بلعبة حبٍ بريئة أخرى، من صنع يدينا، فيغمرك الزمن مُجدّدًا تحت ستاره وتتلاشى عنّا. نفاجأ من عودتك صارخًا: "اعشقوا... أحبّوا، فهذا الوقت عقاربه تدور بسرعة، عكس ما ترغبون أو تتمنّون"... لقد أنصتنا كثيرًا لندائك أيها الحب، ولم نعد نصدقك، لأنك كنت تتركنا أحيانًا، حتّى تذبل مشاعرنا، في زهريّة تفاؤلنا، ورفضتَ أن تمُدَّ لنا يد المساعدة!... كم كنت تتركنا جالسين معك على عتبات السعادة، فتُسمعُنا حسب مزاجكَ رنين جرس علاقة عابرة، تُذكّرنا بها، فتجمع لنا أيامها المنسية، المشحونة بالعتاب والمشاحنات والزَّعل، ما أثقل مزاحك، وما أشطرك في إظهار براعتكَ، بتفعيل شريط علاقاتنا الشخصيّة الغابرة!!

أيُّها الحب... أنتَ جليس الفتيات وساحرهن، فهن يداعبننا بإيماءاتهن ونظراتهن الثاقبة، وأنت تنساب معهن، تأتينا بدعابتك الشقية، توقظ آمالنا من سُبات شرودها. تجد حقول قلوبنا، مزروعة بوردك الأرجواني، تقطفه منها، تقدمه دون موافقتنا، باقة إخلاص للفتيات، تأمرهن أيها الحب أن يحوّلنها إلى باقة أوهام، ساخرًا من سذاجتنا، غير مدرك أننا لم نعد نحتمل خبايا لعبتك الخطيرة. كَشَفْنا للفتيات كل أوراقنا وأسرارنا، نتيجة دعابتك المزعجة، التي رقصت فرحةً، حول واحات شفاههن الحُمُر بالدّهاء.

لقد تماديت بدعابتك هذه، حتى وجدناك تُجمِّل وجوهنا بألوان حبٍ صادقٍ، فتمنحنا وعاءَك، لنضع بداخله ريشة وفائنا، وأنت على بيّنة أن بعض الفتيات سيحطمنه، وألوان حبنا الصادقة، سيمسحها سلطان الحياة، وهو المادة التي حطَّمت وعاءَكَ، حتى صار أيها الحب فُتاتًا، لكثرة ما تناقلنه الفتيات بينهن. أتعلم أيها الحب، أن ألوان فِكر بعض الفتيات صارخة بالسخافة، تعشق الرهان على جواد المال، فلماذا تداعبنا هكذا؟!... بالله عليك دعنا وشأننا، فقد أشبعتنا حيلاً، و"بهرتنا" زيفًا!!  

هل أدركت أيها الحب عواقب دعابتك؟! فها نحن نفتش عن أصدق ألوانك، فوجدنا الطبيعة الغنّاء تصبغ أزهارها، باللون الأخضر، لتتفتح براعمها شاكرةً، مقدمة لها أريج العطاء كمكافأة منها... أما نحن أيها الحب فعلى ماذا نكافئك؟! فكل ما نبتغيه هو أن تصبغ نوايا الفتيات باللون الأبيض، الذي يجمع ألوان الأحاسيس الصادقة، ليفهمن صدق نوايانا. 

نحن لم نطالبك لا بالجاه أو بالولاء لمبادئنا، بل طَلبنا الوحيد أن يكُون وَقْعَ دعابتك خفيفًا، منعشًا للنّفس، بدون صِدَامات مع كوكب الأماني، المعلّق في سقف توقّعاتنا... إنّ دعابتكَ من المفروض أن تتماشى مع تطلعاتنا، بدون تحيُّز للأنثى، كَونها الأضعف، ونحن الأقوى!! وبدون مراوغات أيّها الحب، لذَا لا تتباهى كثيرًا بقدرة جاذبيّتكَ لنا، فإنّنا لَسْنا عديمي المروءة، بل باستطاعتنا الدّفاع عن كرامتنا، وكفى للعبة دعابتك الخطِرَة.