[x] اغلاق
تَحــتَ قِنــاع الحُب
19/5/2021 6:20

من زمن البدايات

تَحــتَ قِنــاع الحُب

بقلم: مارون سامي عزّام

صديقي... أنت لم تَدرِ أنّكَ كنتَ مُلاحقًا سِرِّيًّا من قِبَل فتاةٍ، تقنَّعَت ذات يوم بقناع الحب، ووضعتكَ عمدًا تحت أنظارها، جعلتكَ غيبيًّا، ضِمن حيّز حياتها الخاصّة والعامّة، لدرجة أنّكَ غدوتَ حدود عشقها، التي أبت أن يتخطّاها الشبّان الذين حاولوا التسلُّل عبرها... أتَعْلَم أنّها خبّئتكَ داخل عينيها الواسعَتَين والسّوداوَين، لئلاّ تنعكس ملامحكَ على وجهها! أضفت عليكَ جفنَي عينيها، حافظت عليكَ في عتمة رهبتها من النّاس... وهَج عينيها أنار عليكَ هذه العتمة القسريّة، كل ذلك بحجّة أنّها تشعر نحوكَ بقشعريرة ما، ربّما لهفتها إليك!

كم تراجعتْ إلى الوراء، عندما كانت تلمح وجودكَ في أفق إحساسها، كأن هذا الحب العارم بالشوق واللوعة، يفزعها. أخبرتُها يا صديقي بألاّ تخاف، بل أردتها أن تطلق العنان لهذا الحب المستَتِر وراء حجاب التردّد، ثمّ أكملتُ قائلاً: "دعيه يمزّق شبكة الشّك التي أوقعتي نفسكِ فيها... لقد كوّنتِ حولكِ بقعة ضحلة من التساؤلات، التي أخذت تتّسع، حتّى طالت شكل هذه العلاقة، التي ستُبعِدكِ عن مرماه".

عندما همّت بالحديث عنكَ، كانت تمتمتها تتعثّر فوق شفتيها... تتكسّر من جفاف إحساسها، عندها أدركتُ حجم مراوغتها... فحاولتْ التّملّص من أزمتها "الرومانسيّة"... تظاهرت أمامي باللامبالاة، تعلّمَت أن تكبح حصان مشاعرها بلجام كبريائها... كم وكم تقصّت عنكَ الأخبار، من المصادر العصريّة المتاحة أمامها، بحثًا عن تدويناتكَ القصيرة والهادفة، كالتي تكتبها على صفحتك الشخصيّة من خلال الموقع الإعلامي "الفيسبوك"!

حاولتْ هذه العاشقة تقليد أسلوبك في الكتابة... روَتْ لي أنّها كتَبَت العديد من الخواطر الولدانيّة، ذات المعاني المراهقة، تحتفظ بها لنفسها، لأنها غير قابلة للنّشر، حفاظًا على "خصوصيّة" إبداعها، تنتهج أسلوب بنات جيلها الولهات!! تخدّرت حواسها ضد أي شيء عقلاني... عاشت في حِمَى هلوسات يوميّة، عانَت من حُمّى التَّكبُّر على الآخرين... واليوم تُقْنِع تفكيرها أنها وضعتكَ يا صديقي على أول درجة في سلّم عشقها!!

صديقي... لا تهتم بها، فأنا أحببتُ فقط أن أروي لك هذه الحكاية، لتكون مطّلِعًا على مجريات العشق المتصابي، التي جرت خلْفَ كواليس أحداث عابرة... لذا دعها "تتنعَّم" في كبرياء حبِّها الذي أطلقَتْهُ كحملة دعائيّة شخصيّة، تروّج لنفسها على أنها "فتاة استعراض" على مسرح الأنوثة الوحيد... أنتَ يا عزيزي صاهرتَ الصّدق، جالستَ الوفاء، وتلك الفتاة تآمرت على ضميرها، لأنها ما زالت تحت مؤثّرات عجرفتها!!