[x] اغلاق
بوادر توتر بين فريق 14 آذار وحزب الله
20/2/2010 12:40

ذكرت تقارير صحفية أن هناك بوادر توتر بدأت تلوح في الأفق بين قياديي فريق 14 آذار وحزب الله على خلفية المحادثة الهاتفية التي تمت بين الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله.

وكان نجاد شدد في اتصال اجراه مع نصر الله على "ضرورة أن تحافظ المقاومة على أعلى درجات الجهوزية للتصدي لأي عدوان جديد"، داعيا "المقاومة إلى أن تبقى على جهوزيتها لمواجهة أي طارئ كي تمحو هذا الكيان من الوجود إذا ما ارتكب عدوانا جديدا على لبنان".

ورد نصر الله على نجاد، بالتأكيد على أن "المقاومة في وضعية مناسبة جدا ولا تخشى التهديدات الإسرائيلية".

وأثار الاتصال ردود أفعال غاضبة في أوساط الأكثرية بسبب تزايد خشيتها من وقوع الأسوأ في ظل "طبول الحرب" التي تقرع، كما قال النائب في كتلة "المستقبل" أحمد فتفت لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية.

وشدد فتفت على أن تدخل نجاد في القضايا اللبنانية بهذه الطريقة مرفوض، "كما هو مرفوض استعمال مصالحنا الوطنية بهذا الأسلوب"، مشيرا إلى إن هذا الكلام ومثله يعيد لبنان إلى وظيفة "الساحة" لتصفية الحسابات، "وهو ما ليس لنا طاقة به"، مشددا على أن ما يجري هو "تصعيد كلامي كذاك الذي يسبق الحروب".

ووصفت مصادر "14 آذار" كلام أحمدي نجاد بأنه "خطير جدا، ويؤكد على مدى الارتباط والإرادة التي تمارسها إيران على حزب الله"، متسائلة عما إذا كان سلاح الحزب "لحماية لبنان أم لحماية مصالح إيران في المنطقة".

ورأت المصادر "تناغما في خطاب نصر الله وأحمدي نجاد بشكل واضح. فالثاني قال إن الحرب آتية، والأول هدد بقصف عمق الأراضي المحتلة"، مشيرة إلى أن الحرب "تبدأ عادة بالكلام، وهناك وضع متوتر، والملف الأبرز هو الملف الإيراني".

وبدوره، رأى القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش أن الاتصال الذي جرى بين الرئيس الإيراني وأمين عام حزب الله يثبت أن الجهات الإقليمية تعود لتستعمل لبنان كساحة للحرب.

وأشار علوش إلى أن هذا الاتصال يؤكد عمق التنسيق والتعاون بين الجانب الإيراني ونصر الله وحزب الله، محذرا من أن "حزب الله سوف يؤدي إلى إقحام لبنان في حرب لا تخصه".

أما حول موقف نجاد بأن على المقاومة محو إسرائيل إذا ما اعتدت على لبنان، فقال علوش "إذا استطاعت إيران وحزب الله فعل ذلك دون الاعتداء على لبنان، فهذا مطلب عربي وإسلامي".

وأبدى اعتقاده بأن هذه الحرب، بغض النظر عن النتائج على المستوى الاستراتيجي، فهي على المستوى المحلي ستؤدي إلى دمار هائل وخسائر لا يمكن التنبؤ بحجمها.

وفي المقابل، تمنى عضو كتلة حزب الله النائب علي المقداد "لو أن بعض هذه الأصوات والأبواق التي خرجت لتقول إن كلام الأمين العام للحزب هو إعلان حرب وليس صد عدوان"، وتوجه لهؤلاء بالقول "إذا كنتم لا تجيدون التحليل السياسي فنطلب منكم أن تدخلوا أي مدرسة أو جامعة لتتعلموا، وإذا كانت نياتكم تدعو إلى الخبث، فأدعوكم إلى ترك المقاومة والمقاومين الذين تعاهدوا وعاهدوا الله أن يقوموا بواجبهم".

نجاد ونصر الله

وكان الرئيس الإيراني أكد  في اتصال هاتفي مع نصر الله، ضرورة الاستعداد أمام التهديدات المحتملة من جانب اسرائيل.  

وقال نجاد أنه في حالة قيام تل أبيب بتكرار أخطائها السابقة فان الإستعداد يجب ان يکون في مستوى "ينهي أمر اسرائيل" ، وتخلص المنطقة من شرها إلى الأبد، على حد تعبيره.

وذكر موقع قتاة المنار التابعة لحزب الله أن نجاد وصف المواقف الأخيرة لامين عام حزب الله تجاه تهديدات اسرائيل بانها قوية جداً وشجاعة ومناسبة.

وأضاف الرئيس الإيراني بالقول إن الصهاينة يخشون بشدة المقاومة والشعب اللبناني وشعوب المنطقة، ولکنهم يسعون للتعويض عن هزائمهم في غزة ولبنان، لانهم يشعرون بان سمعتهم ووجودهم قد تعرض للخطر الا انهم لا يملکون الجرأة للقيام بذلك، لانهم يخشون من تداعياته، على حدي تعبيره.

من جانبه اوضح امين عام حزب الله ان لبنان والمقاومة الان في ظروف مناسبة جداً وقال: لا خوف امام تهديدات الكيان الصهيوني، ومن المؤکد ان مخططات ومؤمرات الصهاينة لن تجديهم نفعا.

وقال نصر الله، انه من الناحية الاستراتيجية ايضاً ليس الكيان الصهيوني في ظروف تؤهله لشن حرب جديدة، لکنه يسعى من خلال تهديداته واطلاق الحرب النفسية اثارة الرعب والخوف بصورة ما، الا انه لن يحقق شيئاً مهماً کانت الظروف.

وكان نصر الله قد هدد إسرائيل مؤخراً بقصف مطار بن جوريون إذا ضربت مطار بيروت الدولي في أي حرب قادمة.

وقال نصر الله للإسرائيليين في ذكرى اغتيال القائد العسكري في الحزب ،عماد مغنية عبر شاشة عملاقة في مهرجان في الضاحية الجنوبية لبيروت "إذا ضربتم موانئنا سنقصف موانئكم وإذا ضربتم مصافي النفط سنقصف مصافي النفط عندكم وإذا قصفتم مصانعنا سنقصف مصانعكم وإذا قصفتم محطات الكهرباء عندنا سنقصف الكهرباء عندكم".