[x] اغلاق
اكتشاف منزل الشاعر المتنبي في حلب
23/2/2010 19:39

في مدينة حلب العاصمة الاقتصادية السورية، تم اكتشاف المنزل الذي عاش فيه الشاعر العربي الكبير أبو الطيب المتنبي قبل 1100 عام.

على بعد عشرات الأمتار فقط من قلعة حلب إحدى أكبر وأقدم القلاع في العالم، منزل مبني من الحجارة الشهباء التي منحت اسمها لمدينة حلب التي يمتد تاريخها إلى اثني عشر ألف سنة.

يتألف المنزل وفق صحيفة "الشروق" المصرية من دورين وعدد من الغرف المتوسطة الحجم، أبوابها من الخشب، ونوافذها تعلوها قناطر مزينة بأناقة.

يجمع نقاد الأدب على أن أبو الطيب المتنبي الكوفي واحد من أعظم الشعراء العرب ولد في الكوفة في القرن التاسع الميلادي، وهاجر إلى حلب التي كانت عاصمة الدولة الحمدانية حينذاك.

وفي حلب وبجوار حاكمها الشهير سيف الدولة الحمداني وابن عمه الشاعر أبو فراس الحمداني، أمضى المتنبي عشر سنوات من عمره كتب خلالها أهم أشعاره، ومن بينها القصيدة الميمية.

الأستاذ محمد قجة المؤرخ المختص بتاريخ حلب، اهتدى إلى موقع بيت المتنبي من سطور كتاب عن تاريخ كان مفقوداً في الهند.

الكتاب المسمى "بغية الطلب في تاريخ حلب" يخصص مئة صفحة لوصف منزل وحياة المتنبي في حلب، الوصف لا يدع مجالاً للشك أنه وقبل ألف ومئة عام كان أبو الطيب يعيش في الموقع المسمى اليوم المدرسة البهائية.

هدم البيت 3 مرات، عام 962 ميلادي على يد فور فوكاس وفي 1260 على يد هولاكو وفي 1400 على يد تيمورلنك، وفي كل مرة كان يعاد بناؤه بنفس المكان ونفس الأحجار.

يصف الكتاب بدقة، المنزل وطبقاته وملحقاته وموقعه وساكنيه والقائمين على خدمته، ويصف سلوك أبي الطيب في حياته الخاصة وفي تنقله بين بيته وقصر الإمارة الحمدانية.

الآن يشغل منزل أبي الطيب، مركز للقاء الأسري يشاهد فيه المطلقون أبنائهم الذين يعيشون مع مطلقيهم، لكن البيت سيتحول قريباً إلى متحف للمتنبي، بعد أن أزالت ندوات وأبحاث معتبرة كل شك حول سكنى المتنبي فيه.

يقول في قصيدته "أيدري ما أرابك من يريب":

أيَدْري ما أرابَكَ مَنْ يُريبُ

وَهل تَرْقَى إلى الفَلَكِ الخطوبُ

وَجِسمُكَ فَوْقَ هِمّةِ كلّ داءٍ

فَقُرْبُ أقَلّها منهُ عَجيبُ

يُجَمّشُكَ الزّمانُ هَوًى وحُبّا

ً وَقد يُؤذَى منَ المِقَةِ الحَبيبُ

وَكَيفَ تُعِلُّكَ الدّنْيا بشَيْءٍ

وَأنْتَ لِعِلّةِ الدّنْيَا طَبيبُ

وَكَيفَ تَنُوبُكَ الشّكْوَى بداءٍ

وَأنْتَ المُسْتَغاثُ لِمَا يَنُوبُ

مَلِلْتَ مُقامَ يَوْمٍ لَيْسَ فيهِ ط

ِعانٌ صادِقٌ وَدَمٌ صَبيبُ

وَأنْتَ المَرْءُ تُمْرِضُهُ الحَشَايَا

لهِمّتِهِ وَتَشْفِيهِ الحُرُوبُ

وَما بِكَ غَيرُ حُبّكَ أنْ تَرَاهَا

وَعِثْيَرُهَا لأِرْجُلِهَا جَنيبُ

مُجَلَّحَةً لهَا أرْضُ الأعادي

وَللسُّمْرِ المَنَاحِرُ وَالجُنُوبُ

فَقَرِّطْهَا الأعِنّةَ رَاجِعَاتٍ

فإنّ بَعيدَ ما طَلَبَتْ قَرِيبُ

إذا داءٌ هَفَا بُقْراطُ عَنْهُ فَلَمْ

يُعْرَفْ لصاحِبِهِ ضَرِيبُ

بسَيْفِ الدّوْلَةِ الوُضّاءِ تُمْسِي

جُفُوني تحتَ شَمسٍ ما تَغيبُ

فأغْزُو مَنْ غَزَا وبِهِ اقْتِداري

وَأرْمي مَنْ رَمَى وَبهِ أُصيبُ

وَللحُسّادِ عُذْرٌ أنْ يَشِحّوا

على نَظَرِي إلَيْهِ وَأنْ يَذوبُوا

فإنّي قَدْ وَصَلْتُ إلى مَكَانٍ

عَلَيْهِ تحسُدُ الحَدَقَ القُلُوبُ