[x] اغلاق
حذار بحر الحب!!
16/8/2021 13:43
حذار بحر الحب!!

بقلم: مارون سامي عزّام

لسعَت رمَال الخيبة السّاخنة قدمينا... علَّمَتنَا السّير فوقها عند المغيب، عندها تكون قد برّدَت نسمات التفاؤل قهرنا... زرعت الشّمس فوق البحر لآلئ الآمال البرّاقة، لعلّها تعكس لنا تطلّعاتنا. عن بُعد، زرقة مياه البحر فيها سِحر وإغراء، لكنّه مُصرٌّ بأن نيّته تجاهنا صافية، لن يُعكّرها مد وجزر تفكير الفتيات، يحاول أن يمنحنا شعورًا بالأمان، ورغم ذلك بقينا واقفين على ممر الحيرة. 

اقتربنا نحو بحر الحب، علّنا نلمس شفافية مشاعر الفتيات، لكن... سرعان ما تبعثرت ملامحهن "البريئة"!، فوق وجهه الغامض، كغموض تصرّفاتهن، أرسلنا إليهن شارات الإخلاص والاهتمام والصّدق، على أمل أن نعُوم معًا في بحر الحب... لكنّهن لم يكترثن لندائنا، حتّى بدأت رياح كبريائهن تهب نحونا، أصابت رؤوسنا بدوار خبثهن... غدَرنا البحر مُجدّدًا، ثائرًا علينا، محطِّمًا قارب إعجابنا المسكين. 

قذفتنا أمواج البحر بلؤمها نحو شاطئ الفشل، انتشلنا منه شِباك اللحظات التي اصطادت أروع لقطات لا تُنسى، ما زالت تغلي عنفوانًا... فوجدنا الشِّباك ممزّقة. رفضنا الغوص في أعماقه، بحثًا عن حطام تجاربنا مع الفتيات، بل تركناها تغرق في قعر النّسيان... بحر الحب، الذي يصوغ لنا من مرجان خيالنا الجميل، جزيرة أحلام ورديّة، ما هو إلاّ محيط من لوحات لوعة تجريديّة مُبهمة، شظاياها متناثرة على رصيف الحظ المتعثّر.

بحر الحب مفتوح فقط لعشاق يجيدون أصول السباحة طِبقًا لأهوائه، تعلّموها على يد مرشد الحكمة، الذي يوجّه بوصلة مشاعرهم التّائهة نحو جهة تحكيم العقل، أمّا العاطفة ستجعل قلوبهم يلفظون أنفاس الحسرة على خيبتهم، فلذا حذار بحر الحب!!