[x] اغلاق
قَـمَـرُ الـحُـب
7/9/2021 13:50
قَـمَـرُ الـحُـب

بقلم: مارون سامي عزّام

أيها القمر تُطِلّ علينا من فضائكَ الغامضَ، المليء بنجوم السّهر، التي تشع علينا نورها الخافت، لأنّك تبخل أن تمدّها بضوء أكثر إشعاعًا، خوفًا من سِحرها... أنا مبهور كغيري من سر إشعاعكَ، ترسل عمدًا إلى البشَر درب شعاعك الفضّي، لتستكشف خفاياهم!! 

أنا أسيرٌ في معسكر أحاديث السّمر عنك وعن هيمنتك على عقل فتاة، سلبت قلبي دون إذنٍ، فتجسس على تفكيرها لأجلي أيها القمر، حاول أن تخترق بعَظَمَة نورك باطن أحاسيسها، لتعكس لي إذا كان قنديل فِكرها، مضيئًا بأفكار إيجابيّة عنّي، أم أنّ هناك قارب محمّل بالوعود، بدأ يظهر في أفق نصيبها، يقترب من ميناء قلبها، يوجّهه عاشقٍ آخر، نحو وِجهة أحلامها.

وجهكِ جميل كوجه القمر، تتغير ملامحه بين الحين والآخر، تارة أراه على شكل هلال، كرسم ابتسامتك، التي أنتظر رؤيتها في وضَحِ اشتياقي... تارةً أخرى أرى وجهك مكتملاً كالبدر، فيه ملامح النُّضج، التي تزيّنها أناقتك المتألّقة، كتألق ضوء البدر، مع أنّني لا أفضِّل إطلالتك القمرية، بل أفضّلها تَدخُل في مدار يومي، ليزداد إشراقًا... ولكن أين أنتِ من كل هذا؟!! 

أيها القمر النّجوم ترتعش منك، تخاف أن تسترجع منها ضوؤها المستَمَد منك، هكذا أنت، فنورك رسم حالة سَهَر ليليّة غريبة، أسهرها لوحدي ويّا سهادي!! تحاول جفوني مراعاة نعاسي لأغفو قليلاً، لكنّ عينيّ تأبى ذلك، لئلاّ تفُوتها لحظة خسوف قمرك من سماء آمالي، منظر أتوقّع حدوثه هذه الليلة، لأنّك حاولتِ دائمًا إبعادي عن محيط اهتماماتك، وعندما يكتمل الخسوف، ستختفين رويدًا رويدًا، وراء شمس حبٍّ آخر، ستُحرق أوراق توقّعاتكِ منه... ساعتئذٍ تشتعلين غيرةً، وتولولين من أوجاع الفراق.

قمر الحب، يراه العشّاق، على أنه كوكب مُنير بأنوار الفرح، يتّخذونه مسارًا رومانسيًّا لتفكيرهم، كي يمنحهم راحةً ليليّة نفسيّة! ولكنّ جانبه المظلم، يخبّئ الكثير من الحكايات المؤثّرة، إذ لا يمكننا الوقوف على أرض واقعه، لانعدام حياة العشق الرّوتينيّة التي اعتدنا عليها، الشّيء الوحيد اللافت على قمر الحب، أننا فقدنا جاذبيّة الماضي، وحَلِّقنا فوق فجوات تجاربنا الفاشلة... فوق جبال القهر المقفرة.