[x] اغلاق
الحائرون في الحب
22/9/2021 8:58
الحائرون في الحب
بقلم: مارون سامي عزّام
توقف وابل المطر، جمّل قوس القزح وجه السّماء العابس، المكوّن من ألوان صارخة بالجاذبيّة، لفتيات استمدّدن جمالهن من لمعان بريق أنوثتهن، التي بدأت تداعب قطرات حيرتنا المتناثرة فوق واحات آمالنا الكبيرة.
بعض الفتيات جعلن من قلوبنا أرجوحة، يعبثن بها بشتى الإيحاءات الرمزية، جعلننا صورة استعراضيّة جميلة المنظر لا غير، يستعرضنها في معرض "خياراتهن!"، فيُبدين إعجابهنّ بنا لفترة زمنية محدّدة، قد تنتهي صلاحيتها فورًا. أنّبنا ضمير حب الاستطلاع الذي يحاول كسر طوق حيرتنا، يدفعنا بقوّة لنتقصّى آثارهن، وبدأت تساؤلاتنا الاستقصائيّة المحيّرة، تبحث عمّا يدور في عقول الفتيات من غرائب سلوكيّة لا ولن نفهمها!!!
فرضت الحيرة علينا حصارها القاسي الذي لا يمكن فكّه، دخلنا في حالة استنفار فكري. حاولنا كثيرًا فَكّ هذا الحصار الجائر، ولكنّنا نعترف أننا فَشَلنا؛ لأنه يمنعنا حتّى من العبور إلى منطقة استنطاق الفتيات اللواتي يحاولن ابتزاز سذاجتنا.
وقَعنا في اشتباك حاد مع قوّات نظرات الفتيات المسلّحة باللامبالاة، لكنّنا خسرنا المعركة، لأننا لم نُحسِن حماية أنفسنا من هجمات دهائهن اللعينة، التي كبّلت إعجابنا بقيود خبثهنّ الأشد. ألقينا عنّا أحمال الانتظار الثقيلة، لقد اكتشفنا أخيرًا أن قلوب بعضهن يتنافس عليها كل العشّاق، المنتظرين شَق حجاب عبثهن، وهنا ارتفع أكثر عدّاد استفسارنا...!!
لا شك أن الحيرة وليدة عقولنا، ولكن الفتيات شريكات فعليّات أيضًا بالتآمر على أحاسيسنا، إلى أن تعقّدت شبكة مشاعرنا التي لا نستطيع تمزيقها، خوفًا من السّقوط حفرة الملامة... وتفاديًا لردود فعل الفتيات غير المتوقّعة. اللائي سينثرن أوراق حبنا على قارعة الزمن، تدفعنا عقارب الحياة نحو نصيب أكثر إثراءً فكريًّا، وتفهُّمًا حياتيًّا... لذلك نحن الحائرون في الحب، ألسنا بحاجة إلى رؤية وعي أشمل...!!!