[x] اغلاق
الشّمال يتلوّن بالوردي: تطوّرات هائلة في مجال طب النساء والكشف المبكر عن سرطان الثدي وإنقاذ الحياة
28/10/2021 8:49

الشّمال يتلوّن بالوردي: تطوّرات هائلة في مجال طب النساء والكشف المبكر عن سرطان الثدي وإنقاذ الحياة 

يرافق خبراء كلاليت في لواء الشمال المتعالجات من مرحلة الفحوصات المسحيّة والتشخيص وعند الكشف عن المرض وحتى الشفاء الكامل. ويفسّر الخبراء في كلاليت كيف يمكن الحصول على علاج متطوّر في مجال سرطان الثدي في منطقة الشمال، دون الحاجة إلى السفر للمركز.  

معدل البقاء على قيد الحياة لدى النساء المصابات بسرطان الثدي أعلى من أي وقت مضى، ويرجع الفضل في ذلك إلى الاكتشاف المبكر، فماذا لو أخبروك أن اختبارًا واحدًا بسيطًا بالقرب من المنزل يمكن أن ينقذ حياتك؟

في كل عام، تضاف حوالي 5000 مريضة جديدة إلى دائرة النساء اللواتي يكافحن سرطان الثدي، وهو أكثر أنواع السرطان انتشارًا بين النساء حول العالم. هذا السرطان مسؤول عن ثلث الوفيات في إسرائيل كل عام. ويكشف تقرير صادر عن طاقم المركز الوطني للرقابة على الأمراض، بمناسبة شهر التوعية بسرطان الثدي الذي يصادف هذا الشهر، المعطيات الكاملة حول انتشار المرض في البلاد.

أحد المعطيات المثيرة للقلق هو ارتفاع عدد حالات سرطان الثدي بين الأعوام 1996-2018. وقد لوحظ أعلى نسبة خطر لدى النساء في الفئات العمرية المتقدّمة، وعادة ما تكون أعلى لدى النساء اليهوديات مقارنةً بالنساء العربيات، ومع ذلك، هناك زيادة ملحوظة بين النساء العربيات في هذه السنوات. ووفقًا للمعطيات، في عام 2018، من بين النساء المصابات، تم تشخيص 69.2٪ منهنّ في مرحلة مبكرة، مما زاد بشكل كبير من فرصهن في الشفاء التام. وتم تشخيص 27.9٪ منهنّ في مرحلة انتشار المرض الموضعي و- 3.4٪ في مرحلة المرض المنتشر. وبحسب التقرير، مقارنة بالدول ذات معدلات الإصابة الأعلى في العالم، تحتل إسرائيل المرتبة 26 من حيث الإصابة، والمرتبة 69 من حيث الوفيات بسرطان الثدي.

تعمل الطواقم الطبية في العيادات ليلًا ونهارًا لتسهيل حياة المصابات في جميع المراحل. تقول إيريت بحبوط، خبيرة الأشعة الرئيسيّة في لواء الشمال في كلاليت إنه تم إنشاء معهد جديد للفحوصات المسحيّة في آذارالماضي، مما يضع الطب الوقائي في الشمال على رأس سلم الأولويات. وتضيف بحبوط: "نحن نعمل بالتعاون مع العيادات في المنطقة وكل طبيب لدينا يقوم بإخراج القوائم والاتصال بالنساء بشكل استباقي. نوضح لهنّ أن هناك موعدًا لهن لإجراء التصوير الشعاعي للثدي، ونذكرهن أيضًا في اليوم الذي يسبق الفحص. من سن 50-77، يتم إجراء الفحص مرة كل عامين، دون الحاجة إلى إحالة طبيّة ودون دفع. يتوفّر في المعهد الجديد جهاز هو الأوّل من نوعه في البلاد والذي يجعل الفحص أكثر راحة وسهولة للنساء. يجري الجهاز مسحًا شاملا للثدي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتتيح لنا التكنولوجيا أيضًا التحليل عن بُعد. جميع الحالات الخاصة التي تتطلب الاستيضاح العاجل تحوّل بشكل مباشر إلى مستشفى هعيمق لاستكمال الفحوصات والخزعات وفحص جراح ثدي. معهدنا جديد، قمنا بتأسيسه في فترة الكورونا عندما كان الاهتمام أقل بالطب الوقائي. نوفّر اليوم أفضل ما أنتجته التكنولوجيا، مع تسلسل علاجي لمساعدة المتعالجات".

التسلسل العلاجي الذي يتم الحرص عليه في كلاليت ليس مفهومًا ضمنًا. مركزة الثدي في اللواء، يلنا تسيبسمان، المسؤولة عن مرافقة النساء المصابات بسرطان الثدي بشكل شخصي في جميع مراحل الكشف والمرض، تقول: "أنا على اتصال دائم بالمتعالجات، فانا عنوانهنّ في حال وجود أي سؤال أو استشارة حول مختلف المواضيع خلال التشخيص والاكتشاف والعلاج. كل متعالجة لديها رقم هاتفي الشخصي، وأقوم بمساعدتهنّ في تنسيق المواعيد وتحصيل الحقوق وشراء وملاءمة الاكسسوارات مثل الشعر المستعار والماكياج الدائم".

في لواء الشمال، يتم القيام بنشاطات كبيرة لتشجيع النساء على إجراء الفحوصات المسحيّة بشكل عام وتصوير الثدي الشعاعي بشكل خاص. بالإضافة إلى ذلك، تقوم ممرضات العيادة بشكل شخصي بإرشاد النساء لإجراء فحص ذاتي للثدي وكيفية مراقبة التغييرات للكشف عن المرض. عند اكتشاف المرض، تقدّم ممرضة العيادة للمتعالجة مجموعة "كلاليت لمعلوماتك" والتي تتضمن معلومات عن مرض السرطان والخدمات والحقوق المتوفرة لها. وتقول بروريا ريكون، مديرة التمريض في لواء الشمال في كلاليت" سنواصل عمل ذلك على أمل أن نجلب أكبر عدد ممكن من النساء لإجراء الفحص". 

مركز علاج الأورام السرطانية كلاليت أبراج الناصرة تحت إدارة لواء الشمال يقدم خدماته الطبية والعلاجات المختلفة لمرض السرطان على مختلف أنواعه. يضم طاقم المركز المهني أطباء مختصين ذوي خبرة عالية بمجالاتهم المتنوعة، طاقم ممرضات مهني، عاملة اجتماعية طبية، واختصاصات اضافية ضرورية لفترة العلاج. المركز يقدم المرافقة والاستشارة لمرضى السرطان قبل وخلال مرحلة العلاج وخلال مرحلة التعافي، علمًا أنّ المركز يقدم العلاجات الكماوية، البيولوجية، وغيرها.

بشرى إضافيّة من قبل كلاليت هي افتتاح عيادة لمتابعة ومرافقة ودعم حاملي وحاملات طفرات BRCA، في معهد صحة الثدي في المركز الطبي هعيمق. وتضم العيادة متعددة التخصصات طبيبات وأطباء مختصّين في مجالات طب الأورام وطب الأورام النسائيّة وجراحة الثدي والتصوير الاشعاعي وجراحي التجميل وأخصائيّي علم الوراثة وتقنيين وممرضات وعاملات اجتماعيات وإداريّات والذين يقدمون معًا خدمة شاملة تحت سقف واحد للنساء والرجال الذين يحتاجون إلى متابعة مهنيّة وشخصيّة.  

ويقول د. وجدي صفدي، مختص جراحة الثدي في لواء الشمال في كلاليت: "الإصابة بالمرض، سواء الموضعي أو المنتشر، تظهر بالأساس لدى النساء فوق سن الخمسين. خطر الإصابة يحيط أكثر بالنساء المتقدّمات بالجيل وهو أعلى بشكل عام بين النساء اليهوديات مقارنةً بالنساء العربيات. الا أنّ الإصابة بالمرض لدى النساء العربيات تحصل بجيل مبكر، وليس واضحًا السبب لذلك، لكن الاختلاف في نمط الحياة والتغذية الغنية بالدهون وعدم ممارسة الرياضة والتدخين واستهلاك الكحول وعدم الرضاعة وانخفاض عدد الولادات هي عوامل يمكن أن تؤثّر على احتمال الإصابة بالمرض".  وبحسب د. صفدي، فإن المفتاح لتحسين فرص النجاة من سرطان الثدي هو التشخيص المبكر قدر الإمكان وإجراء الفحوصات المسحيّة حسب توصيات وزارة الصحة. وفي حال ظهور أي عارض، مثل الشعور بوجود كتلة، إفرازات من الحلمتين، حكة في الحلمة، ألم في الثديين، الشعور بوجود كتلة في الإبط، يجب التوجّه لمختص". 

ومن جانبه قال د. مردخاي ديان، مدير لواء الشمال في كلاليت: "يتوفّر في لواء الشمال العديد من الإمكانيات لتحقيق الاكتشاف المبكر للمرض. يمكن تحديد موعد في العيادات والمعاهد المتعاقد معها. نحن نعمل طوال العام لتشجيع النساء على إجراء الفحوصات، خاصة في ظل انتشار فيروس الكورونا حيث نعلم أن المتعالجين قد أهملوا الفحوصات المسحيّة. سنواصل تطوير المجال وتوسيع التعاون مع كل الجهات ذات الصلة، كل ذلك من أجل تحقيق التشخيص المبكر الذي من شأنه انقاذ الحياة".