يتوجه محققون استراليون الى اسرائيل قريبا لاستجواب اشخاص وردوا ضمن المشتبهين في اغتيال محمود المبحوح ويحملون الجنسيتين الاسرائيلية والاسترالية، فيما ذكر تقرير ان اثنين من المشتبهين غادرا للولايات المتحدة بعيد عملية الاغتيال.

وعثر على محمود المبحوح جثة هامدة في غرفته في احد فنادق دبي في 20 كانون الثاني/يناير. وكثفت شرطة دبي مذاك اعلاناتها عن نتائج التحقيق في ظروف مقتله.

وقالت صحيفة هارتس ان اسرائيل وافقت على السماح لثلاثة من مسؤولي الشرطة الاسترالية باستجواب هؤلاء الاشخاص، وذلك بعدما تقدمت وزارة الخارجية الاسترالية الاحد موافقة السفير الاسرائيلي في كانبيرا على ارسال محققين.

وقالت استراليا في الاسبوع الماضي انها غير راضية عن توضيحات قدمها السفير الاسرائيلي حول استخدام جوازات سفر استرالية مزورة في عملية اغتيال المبحوح التي وقعت الشهر الماضي في احد فنادق دبي.

واشارت تقارير في الاسبوع الماضي الى ان استراليا كانت طلبت من اسرائيل خلال تسعينيات القرن الماضي ضمانات بان لا يتم استخدام جوازات سفرها في نشاطات الموساد بعدما اقرت اسرائيل بانها قامت بتزوير جوازات سفر نيوزلندية لعناصر من الموساد.

وكان محققون بريطانيون من وحدة الجرائم الخطرة قد وصلوا الى اسرائيل السبت لاستجواب مواطنين يحملون الجنسيتين الاسرائيلية والبريطانية ممن وردتهم اسماؤهم ضمن قائمة المشتبه بهم في اغتيال المبحوح.

وفي هذه الاثناء، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال ان اثنين على الاقل من المشتبه بهم الـ26 في اغتيال المبحوح قد غادرا على الولايات المتحدة بعد وقت قصير من الاغتيال.

ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع قوله ان السجلات اظهرت ان احد المشتبهين كان قد دخل الى الولايات المتحدة في الحادي والعشرين من كانون الثاني/يناير مستخدما جواز سفر ايرلندي، وان الثاني وصل الى الولايات المتحدة في الرابع عشر من شباط/فبراير مستخدما جواز سفر بريطانيا.

وتضيف الصحيفة ان المحققين غير متاكدين ما اذا كان الرجلان لا يزالان في الولايات المتحدة ام انهما غادراها بجوازات سفر مزورة اخرى غير تلك التي دخلوا بها.

كلهم في اسرائيل

الى ذلك، اكد قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم ان جميع المشتبه بهم في عملية اغتيال المبحوح موجودون في اسرائيل، مشيرا الى اضافة اسم جديد الى قائمة المشتبهين في العملية ليرتفع عددهم الى 27.

وقال خلفان في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الاماراتية على هامش مؤتمر امني "انا متأكد ان جميع المشتبه بهم موجودون" في اسرائيل. واضاف ان المشتبه بهم "لن يتم توقيفهم اذا بقوا في (اسرائيل)، ولكن بالنهاية سيغادرون وسيتم توقيفهم".

واتهمت الشرطة 26 شخصا يحملون جوازات غربية بقتل المبحوح في عملية معقدة وانما كشفت وسائل المراقبة المتطورة في الامارة تفاصيلها، كما اتهم خلفان جهاز الاستخبارات الاسرائيلي (الموساد) بالوقوف خلف العملية.

الا ان خلفان اكد في تصريحات نقلتها صحيفة الخليج الاماراتية الاثنين ان شخصا اضافيا حمل جوازا اوروبيا سيضاف الى قائمة المتهمين.

وقال خلفان ان "اجمالي عدد القتلة ... سيصل الى 27 متهما بعد اضافة شخص جديد" لم يفصح عن هويته.

كما ذكر خلفان ان احد الفلسطينيين اللذين تحقق معهما شرطة دبي على خلفية اغتيال المبحوح "ثبت تورطه فعليا" اما الفلسطيني الآخر "فلا يزال قيد التحقيق وشرطة دبي تتحفظ عليه لعلاقته بالاول".

الى ذلك، شن خلفان في تصريحاته لصحيفة الخليج هجوما حادا على اسرائيل وقادتها.

وقال قائد شرطة دبي "هذا ليس مستغربا على قيادات اسرائيل الملطخة ايديها بدماء الآخرين عبر التاريخ" معتبرا ان الحكومات الاسرائيلية المتتابعة "حكومات سفك دماء واغتيالات وحروب وحكومات احتلال واعتداءات وليس في تاريخها الحاضر او الماضي ما يشير الى انها كانت دولة سلام في العالم إطلاقا".

الا انه اعتبر ان الشعب الاسرائيلي "شأنه شأن اي شعب آخر" يريد ان يكون "منفتحا" و"محبوبا". واضاف ان "ينبغي على العالم اجمع ان يدرس عقلية القادة الاسرائيليين عبر التاريخ ليجد نفسيات مريضة تحتاج الى أساتذة علم نفس لتحليلها وليدرسوا ما ذهبوا اليه من اطلاق الازمات حتى جلبوا على أنفسهم كراهية الآخرين".

الى ذلك، كشف خلفان في تصريحات لجريدة البيان الاماراتية نشرت الاثنين ان المصرف المركزي يتولى التحقيقات في ما يتعلق بالبطاقات الائتمانية الذي قالت شرطة دبي ان 14 شخصا من المتهمين استخدموها لحجز بطاقات السفر والغرف الفندقية في دبي.

وكانت شرطة دبي اعلنت الاحد ان تقارير الطب الشرعي اظهرت ان المبحوح خدر بمادة سكسينيل كولين قبل قتله خنقا.

واعلن قائد شرطة دبي الجمعة ان بحوزة المحققين في دبي بصمات وراثية وبصمات اصابع تعود لافراد من المجموعة التي تتهمها الامارة بقتل المبحوح. وسبق ان اكدت غالبية الدول المعنية ان الجوازات مزورة او متلاعب بها وانها تظهر حالات انتحال شخصية.