[x] اغلاق
عبث رياحُ الخريف!!
11/11/2021 7:54
عبث رياحُ الخريف!!

بقلم: مارون سامي عزام

هبت رياح الخريف بقوة، وبدأت تلاطم أبواب بيت فتاة أُعجِبتُ بها، هزّت بعنف زجاج نوافذها. ارتعبتْ كثيرًا، حسبت أن البيت يسكنه الجن، أطلت من الشرفة، فانذهلت عندما رأت أن الرياح قد بعثرت أوراق الشَّجر، سألتها: "لماذا عرَّيتِ الأغصان من أوراقها؟!، كيف تجرئين أن تودي بجمال الأزهار قبل أوانها؟" فأجابتها الرياح وهبوبها يشتد: "لقد طردت الصيف، لأني لم أعُد أحتمل شمسه الجائرة".

لم تستطع الصمود أمام وحشية الزوبعة، وهمَّت بالرجوع إلى بيتها، لكن الرياح أمرتها أن تنزل حالاً إلى الحديقة، رفضت النزول، في هذه الأحوال الجويّة. في هذه الأثناء منعت الرّياح ذلك المعجب الحامل ورقة لتلك الفتاة، من الاقتراب من بيتها، فخطفتها منه عنوةً، وألقتها بين أوراق شجر الحديقة المتناثر. أزاحت الرياح زخّات المطر إلى شرفة تلك الفتاة، لتُبلّلها بالحيرة. 

توقّف المطر، وهدأ جنون الرّياح، ونزلت تلك الفتاة إلى الحديقة، استقبلتها الأرض بعطر الغيث الأول، وراحت تبحث عن ورقته بين أوراق الشجر المبلّلة وأغصانها المتكسّرة، فوجدتْها مختبئة بين أوراق الورد المتساقطة، التقطتها بسرعةٍ، وفتحت طياتها، فوجدتْ مكتوبٌ فيها جملة واحدةً تقول: "كم أتمنّى لو تكونين حبيبتي". لقد كَتَبَ هذه الجملة، وفي سماء أفكاره يومض برق منظرها الأخّاذ.