[x] اغلاق
والتُّهمَةُ... أنّنا نحِبُّ بعضًا!!
16/11/2021 9:54
والتُّهمَةُ... أنّنا نحِبُّ بعضًا!!
بقلم: مارون سامي عزّام
رأتنا إحدى نساء الحي نتكلم على انفراد في أحد الأزقة، وراحت بسرعة تنشر هذا الخبر "السعيد"بين سكّان الحي، لا أدري كيف نسبت إلينا تهمة عشقنا لبعض، كل ما هنالك أنها شاهدتنا نتكلّم صدفة، هذا كل ما في الأمر، حتّى لو كنّا نحضّر لولادة حُبّنا سِرًّا، فهذا ليس شأن نساء الحي. أنا أرضى أن نكون مُتّهمين مع سبق الإصرار والترصد... أرضى أن يقدم نساء الحي بحقّي لائحة اتهام، تحت بند "تجاوز حدود الجيرة"، أو يرجموني بالكلام الجارح، في وسط ساحة الاتّهام الوهمي!!، فهذه أروع تهمة يقدمنها بحقي.
نساء الحي صيادات ماهرات للشائعات، لا يتركن رشاشات ألسنتهن مكتومةً... دائمًا محشوة بالإشاعات المفبركة والمتنوّعة، يطلقنها بشكل متواصل علينا، كي يوقعونا كفَريسَتَين في شباك ظنون الغير... لا أريد أن نبقى أداة اتهام بين أيدي نساء الحي، أرفض أن يستغللن صمتنا المنضبط، كأننا غافلَين عن سماع تلفيقات النّاس، الذين جعلوا آذانهم تلتقط ذبذبات النّساءالمزعجة!!
من الأفضل ألاّ نظهر سويًّا، واحذري منهن، راقبي حركات عيون نساء الحي، وتمتمات شفاههن، التي تلاطمها بقوّة أمواج الأحاديث، لا تتأثّري بها أبدًا، لأنّه لا يوجد دليل يديننا، فنحن جيران وأصدقاء. هؤلاء النساء، عقولهن متحجّرة، لا تؤمن بمثل هذه العلاقات المنفتحة، بل تؤمن بزمن كبت حريّة الفتاة. فتّشت عن أداة الاتهام التي تديننا، فلم أجد إلاّ كتاباتي الغرامية، التي اتّخذها النّساء دليلاً قاطعًا على حبّنا، فأنا أقبل بها، لأنها لن تخون الأمانة، ولكن هيئة محكمة نساء الحي، الميدانيّة المفتعلة لا تعترف بها كدليل، بما أنها تخصّني! دَعوُني أؤكد لكُنّ، أن هذه أشرف "جريمة" حب، بدون أن أتعدى على حُرمة التقاليد والعادات الاجتماعية.
أنتظر هدوء زوبعة شائعات نساء الحي، تأكدّن لن تكون هناك مأساة حب أخرى مثل روميو وجولييت... لن أترك حبيبتي عالقة كالسّمكة بصنّارة الأقاويل، لأنّنا خلال أيّام سنُعلِن عن ولادة حبنا كاملاً، سالمًا من أذى إشاعاتكن غير المعقولة... فاسكتن أيّتها النّسوة عن التداول بمصير حبنا البريء من أي ذنب، لأنّنا أطلقنا مفرقعات أهازيج الفرح في كل أنحاء المدينة.