أيها الماء، اكشف هويتك، وعرّفنا على نفسك، وأفصح عن اسمك..
هل أنت عربي أم فارسي؟!
يتنازعون على اسم الخليج، أفارسي هو أم عربي؟
وكأن شيئا سيتغير مع التسمية، هل للتسمية علاقة بملوحة البحر أو بمنسوب مائه أو بعدد سمكاته، أو ان ألوانها ستتغير حسب التسمية؟!
هراء ذلك في هراء! أنا لا أحب ايران «احمدي نجاد» او «ولاية الفقيه» ولا حتى تحت الشاه وغطرسته وظلمه لبني شعبه، ولكن ايران الحضارة أدين لها وندين كلنا كبشر لكل حضارة قامت على هذه الارض، وعلمــــاء «الفـرس» هم مـــن علمونـــا قواعدنـــا اللغويـــة ووضعوا اسسها، ومن اشهـــر شعـــراء العربيـــة، شعراء ينتمـــون الى العرق الفارسي، فلا عداوة اذن ولا بغضاء تكنّ نفوسنـــا لايــران او لبــلاد فــارس.
وثابتة التسمية التاريخية لهذا الماء او هذا الخليج، وهي «الخليج الفارسي» وهذا ما تحمله الاطالس والكتب القديمة، حتى ان «جمال عبدالناصر» وهو العبقري العربي الاكبر، كان يسمي هذا الماء او هذا الخليج «الخليج الفارسي» وذلك في شعاراته المعروفة والتي فيها قوله «من المحيط الاطلسي الى الخليج الفارسي»، وليس ذلك اعتدادا بعبدالناصر او بأقواله ولا اعوّل عليها كمرجع يجب الاعتداد به، ولكن اردت من ذلك ان اقر الحقيقة التاريخية والتي يكون التنازع حولها نوعا من التلذذ بالألم والــدوران في حلقـــة مفرغــة.
عربنا ـ ونحن منهم ـ يتعامون عن البطن المبقور والقدم المبتورة، والعين المسملة، ويحدّقون مليا بالحروف وما تحمله من تسميات، يتعامون عن احتلال ايران للجزر العربية الاماراتية، ويتناطحون على اسم من اي حروف تشكل فلن يغير في الواقع شيئا، لن تصير مياه البحر صفراء، اذا ما كان اسمه «الخليج الفارسي» ولا زرقاء اذا ماكان الاسم «العربي»! ذلك ليس مهما، بل المهم وما يرقى الى مستوى الجريمة النكراء، هو احتلال ايران ومنذ اربعين عاما لشعب عربي وجزر عربية تحاول ايران اسدال الستار الايراني الابدي عليها.
هذا ما يتعين الدفاع عنه، وهذا ما يجب ان ينشغل به العرب بألسنتهم وأيديهم، ام ان قضية «فلسطين» تجبّ ما قبلها وما بعدها ـ ايضا ـ ولا ارض عربية الا ارضها؟!
ايران تريد تحرير فلسطين من ايدي اليهود، ولا تحرر الجزر الاماراتية من احتلالها هي لها «أليس هذا هراء يا عرب؟».
