[x] اغلاق
تحيَّة تقدير للشّخصيّة الاجتماعيّة، حسيب نصري عبّود مُستَحِــق وســام الــعطــاء
30/11/2021 7:31

تحيَّة تقدير للشّخصيّة الاجتماعيّة، حسيب نصري عبّود

مُستَحِــق وســام الــعطــاء

بقلم: مارون سامي عزّام

العمل الجماهيري، سواء في المجال السّياسي أو الاجتماعي، الذي تقوم به أي شخصيّة قادرة على بذل الجهد بشكل متواصل، فإنّه نابع من صميم جوهرها الأصيل، تُكسبها القدرة الخلاّقة للتعامل مع أي مشكلة اجتماعيّة أو عُمّاليّة تصادفها بحكمة... في الحقيقة الأخ العزيز حسيب عبّود يُعتبر أحد هذه الشّخصيّات البارزة ليس فقط في شفاعمرو بل في المجتمع العربي، الذي خرَج إلى التقاعد بعد خدمة قاربت النّصف قرن، فَشَكَّل حالة استثنائيّة في هذا الزّمن المفكّك أخلاقيًّا، بقي حسيب الوسيط النّزيه بين المواطنين والسّلطات.

إن التكريم المصغَّر الذي قامت به بلديّة شفاعمرو لأبي وسام، بحضور أعضاء وموظّفي البلدية وأفراد عائلة المحتفى به، أعتبره عرفانًا بلديًّا وتقديرًا شخصيًّا من رئيس البلديّة، السيد عرسان ياسين لمسيرة السَّيِّد حسيب، المبادرة الذاتيّة من إدارة البلدية، أوّل تَكَريم لحسيب على الصعيد البلدي، إلاّ أنه من ناحية أخرى، لم ينسَ وظيفته الحقوقِيّة المناصِرَة لقضايا موظّفي البلدية، وبدورهم اعتبروه درعهم الواقي ضد تآكُل شروط عملهم، مواجهًا أبا وسام بكل حزم، تعسُّف مؤسّسات الدّولة، مستمدًّا قوّته من عدالة قضاياهم.  

التكريم لم يكن على نطاق أوسع، كما يليق بسيرة أبي وسام الطّويلة في خدمة مجتمعه، وكفاحه المستمر ضد الظُّلم، ومساندته الدّائمة للعمّال من أجل نيل حقوقهم، إنّما كان التكريم إنسانيًّا، فيه لمسة شخصيّة دافئة، بحضور بعض رجال الدّين، الذين ما زالت تربطهم بأبي وسام علاقة صداقة قويّة، خارج إطار عمله في الهستدروت، لذا لم يأخُذ التكريم طابعًا سياسيًّا أو صبغةً رسميةً.

إن التأثُّر الشَّديد كان باديًا على ملامح السيد حسيب، فهو إنسان حسّاس جدًّا، كتلة الحنان التي بداخله، ساهمت بدفع إنسانيّته إلى أعلى درجات العطاء، كما قرَّبته من هموم النّاس البسطاء، جعلته يتفاعل بنُبل مع قضايا مجتمعه، وسعيه الدؤوب لمساعدة المستضعفين، أهَّلَه أن يكُون مستشارهم المهنيّ، متمسّكين بمرساة تعاطفه الشّديد معهم، لينتشلهم من ضائقتهم. 

ما يميّز حسيب أنه سيِّد الواجبات الاجتماعية، التي يعتبرها جانبًا هامًّا في حياته العامة، لم يهملها يومًا، وذلك لانتمائه لعائلة ما زالت حِبال الجيرة الحسنة، المودّة والأُخُوّة ممدودة مع جيرانها. حُب السَّيِّد حسيب للعمل مع الآخرين، ليس جديدًا، فشقيقه الأكبر، الرّاحل، أنطُون عبّود، طيَّب الله ثراه، كان مُعلِّمًا من جيل نادرٍ من الأساتذة، ساهم في تربية الأجيال تعليميًّا، فأحبَّ أبو وسام أن يتركَ بصمةً حياتيّة، مؤثِّرة على الحياة العامّة، لذا اختار مجالاً شاقًّا، متعبًا، وهو المجال العمّالي، ولكنّه عشقه، واستطاع أن يحقّق نجاحات كثيرة. 

أبو وسام يستحق أيضًا وسام العطاء الأُسَري، لأنه رجل العائلة، الذي يحب أسرته الصغيرة، يُضحّي في سبيل منحهم حياة أفضل، لقد زرعَ في أبنائه حب التعاطي الإنساني، فنجله الأكبر وسام طبيبًا وجرّاحًا ناجحًا ومعروفًا... أبو وسام يكون أوّل المشاركين في أي مناسبة عائليّة... يقدّم خدماته لعائلته الكبيرة، وللصّغير قبل الكبير، المهم لديه أن يبقى دائمًا متواصلاً معهم، حاضرًا مع أصدقائه ومعارفه، رغم انشغالاته الكثيرة... إنّ مسعاه لعمل الخير كان هدفًا سامِيًا، كرّس حياته من أجله، انخرط كليًّا في أدق تفاصيل أمور المحتاجين، فتقديرهم لأبي وسام، هو وسام الفخر الحقيقي والأبقى.        

   قد تكون صورة لـ ‏شخص واحد‏