[x] اغلاق
الجهل عدو المرأة وليس البدانة
8/12/2021 8:31

الجهل عدو المرأة وليس البدانة

 
الإعلامي/ أحمد حازم
قال لي محدثي وهو في رياحة تامة:عندما تعرفت عليها لأول مرة طلبت منها أن ترسل له صورة لها. وخلال حديث هاتفي قبل إرسال الصورة اتضح لي من كلام محدثتي أن وزنها "شوي زيادة" وأرادت بطريقة ذكية أن تستبق أي سؤال قد أطرحه، وقالت لي بصيغة المزاح: "كانو ينادوني دبدوبة وأنا صغيرة". فكرت كثيراً بهذه الجملة، وتساءلت بيني وبين نفسي ما إذا كانت هذه التي كانت "دبدولة" وهي صغيرة قد نضجت وكبرت لتتحول إلى "دبدوبة" كبيرة لكني فكرت ثانية وقلت أيضاً في نفسي لو أن الأمر كذلك لما تطرقت إلى هذه الكلمة أبداً وأعني "دبدوبة". لكن أعترف بأن فضولي كان دافعاً لي لرؤية هذه "المجهولة" بالنسبة لي لأطمئن على "صحتها" لأنه لو أصبحت فعلاً "دبدوبة" كبيرة فستكون حتماً خيبة أمل لي، لأني مع احترامي "للدبدوبات" بكافة أشكالهن فإن حالة قوية من الجفاء موجودة بيني وبين هذا الصنف من حواء، حتى لو كن خفيفات الظل و"مهضومات" كما يقول اللبنانيون.
أنا بكل صراحة أمتعض من رؤية نوعين من النساء المرأة "السمينة" القبيحة والمرأة النحيفة التي تشبه "الهيكل العظمي". ومع اعترافي بوجود آلاف من أبيات الشعر التي تتتحث عن "السمينات" وبأن الشعراء في ‬العصر ‬الجاهلي كانوا ‬بحبون بشكل جنوني ‬المرأة ‬التي ‬تتهادى ‬من ‬فرط ‬تراكم ‬الشحوم ‬في ‬جسمها وتمشي "عالدقة ونص" من كثافة ما تحمله من لحم وشحم، ‬ ‬لكني من جهة ثانية لم أسمع ولم أقرأ عن شاعر كتب شعراً يتغزل "بالعظام" وأنا أقصد هنا "المرأة النحيفة جداً. لذلك، أنا في هذا الشأن مع الوسطية.
المرأة النحيفة جداً ليس باستطاعتها أن تعطي ‬مسحة ‬جمالية ‬في ‬بروز ‬عظام ‬الوجه ‬أو ‬الرقبة كما يقول أحد الزملاء . ‬وإذا كانت المرأة تعتقد بأن ‬الجمال ‬في ‬النحافة ‬المفرطة، فهذا اعتقاد خاطيء، لأن النحافة ‬تجعل ‬من المرأة مجرد هيكل عظمي يخيف البشر لأنه أصبح رمزاً للموت. والمرأة السمينة قلما بكون فيها أنوثة كونها كما قال لي زوج زاد وزن زوجته 30 كلغم أنه يرى نفسه في الليل راقداً بجانب جبل لحمي.
ا لمرأة ، كما يقول زميل سوداني "‬تتزين ‬كي ‬تبدو ‬جميلة ‬في ‬نظر ‬الرجل، ‬والرجل ‬يميل ‬إلى ‬ ‬الأناقة ‬كي ‬تراه ‬المرأة ‬وسيما، هناك ‬المرأة ‬التي ‬تتزين ‬لإغاظة ‬الأخريات، ‬واستعراض ‬‬الإمكانات، ‬وهناك ‬الرجل ‬الذي ‬يتأنق ‬ ‬كي ‬يعطي ‬الانطباع ‬بأنه ‬من ‬الناس ‬اللي ‬فوق."
لنعود ثانية إلى الصديقة "الدبدوبة". سبق وقلت اني مع الوسطية فأنا لست من المعجبين باللحم والشحم ولست من محبي "الهياكل العظمية على اخنلاف أنواعها. لكن هناك هناك نوع من النساء لا ينتمي لفئة اللحوم والأطراف المترهلة، ولا لأنواع من هن دون وزن الخمسين كيلوغراماً. صحيح أنني لست من الذين ‬يقيمون ‬جمال ‬المرأة ‬بالكيلو. لكن أيضاً ليس من أنصار الأشكال النافرة بمعنى لست من محبي العظم النافر من الوجه والجلد الملتصق بالعظم بدون " حشوة".
يقول محثي: عندما التقيت بالصديقة "الحبيبة" الجديدة تنفست الصعداء، لأني رأيت فيها "البدانة" وليس "السمنة" ورأيت فيها الأنوثة وليس القياحة، وأكثر وأحسن من ذلك لمست فيها الذكاء والثقافة العامة والرغبة في الحوار حول أي شيء وكل شيء.
حجم المرأة لا يزال دليلًا على جمالها ومكانتها الاجتماعية في مناطق عربية في العالم، حيث يعتقدون بأنه بقدر ما تكون المرأة بدينة يكون حظها بزيجة مناسبة أفضل، لذلك، تقوم الأمهات بـ”تسمين” بناتهن منذ الصغر،
تلك العادة الموجودة اليوم لدى بعض العرب ، وخصوصًا في الأرياف، كانت موجودة لدى العرب القدماء الذين عشقوا المرأة صاحبة المقاييس الضخمة، وكانوا يطلقون عليها “الخديجة”، أي الممتلئة الذراعين والساقين. وهناك “البرمادة”، وهي المرأة التي ترتج من سمنتها. والبدانة كانت من أهم مقاييس الجمال العربي؛ فقد كانت المرأة “العبلاء” هي المرأة الجميلة في نظر العربي، والعبلاء هي من كان أعلاها خفيفًا وأسفلها ضخمًا، وكانوا يتعوذون بالله من المرأة النحيفة الزلاء “خفيفة الشحم”، ويقولون عنها: “أعوذ بالله من زلاء ضاوية، كأن ثوبيها علقًا على عود”، أي كان ثوبها معلقًا على عود رفيع.
على أي حال، لتطمئن المرأة البدينة وليهدأ بالها ولا تفكر في بدانتها ولا في طرق "ريجيم" تساعيد من خلالها إبراز خيكلها الغظمي، لأن لها أنصار ومعجبين في "بلاد العرب أوطاني" لا يقل عددهم عن المعجبين بالنصف الآخر "النحيف". فتحية للبدينة منهن، ولتكن على علم وثقة في أن الجهل هو عدو المرأة وليس البدانة.