الحوادث المنزلية الخطر الأكبر على الأطفال:

الحوادث والإصابات المنزلية التي تصيب الأطفال هي للأسف ظاهرة شائعة وتعتبر السبب الأول للموت لدى الأطفال، فهل جميعها قضاء وقدر أم إهمال وقلة حذر

تفيد د. عبلة دراوشة ابو علوان اخصائية طب الاطفال ومديرة عيادة كلاليت "ج" الناصرة، أنّ الحوادث والاصابات المنزلية التي يتعرّض لها الاطفال هي للأسف ظاهرة شائعة للغاية في البلاد، وخاصة لدى المجتمع العربي، حيث تبلغ نسبة حدوثها ثلاثة اضعاف النسبة في الوسط اليهودي. ويتبين من الاحصائيات ان 170 طفلا يموتون في البلاد كل سنة نتيجة الاصابة وان ما يزيد عن 24 ألف طفل يمكثون في المستشفيات، هذا إلى جانب 185 ألف طفل يتلقون العلاج في غرف الطوارئ نتيجة الاصابة.

ويشار إلى أنّ الأطفال بجيل 0-2 سنوات هم الأكثر عرضةً للإصابة وخاصةً الذكور. ويذكر أنّ أكثر الحوادث شيوعا هي السقوط من اماكن مرتفعة والحروق والتسمّم والاختناق والغرق. إن قلة الانتباه والحذر هي المسبب الرئيسي لهذه الحوادث، ومن الممكن تجنب مخاطر هذه الحوادث بزيادة الانتباه واتخاذ ما يلزم من الاحتياطات، لتجنيب اطفالنا الاصابات وما يرافقها من الام ومعاناة لهم ولعائلاتهم وللطواقم الطبية المعالجة.

يتميّز الأطفال بحب الاستطلاع والرغبة في استكشاف كل جديد في محيطهم، ويمكن أن يعرّضهم ذلك أحيانًا للمخاطر، لذلك علينا نحن الكبار مراقبتهم وتوفير بيئة آمنة لهم.

فعلى سبيل المثال لتجنب السقوط هنالك بعض الخطوات البسيطة المطلوبة مثل: تركيب الدرابزين على الاسطح والشرفات والأدراج مع مراعاة متطلبات السلامة مثل تركيب القضبان بشكل عامودي كي لا يقوم الطفل بتسلقها وان يكون البعد بين القضبان 10 سم. كما يجب عدم ترك الطفل على السرير بدون رقابة، ورفع حاجز السرير. ويفضّل الامتناع عن استعمال مشاية الأطفال (الكرجية) حيث ان اضرارها يفوق فوائدها لما تسببه من حوادث.

ولتجنب الحروق يجب الامتناع عن شرب المشروبات الساخنة بمقربة من الاطفال (وبشكل خاص الشرب اثناء حمل الاطفال)، والانتباه ان لا يكون سلك الابريق الكهربائي متدليا حيث يسهل شده من قبل الطفل، وابعاد الاطفال عن المطبخ اثناء الطهي وخاصة القلي، والامتناع عن وضع الطناجر المليئة بالطعام الساخن بمتناول يد الأطفال.

 ولتجنّب الاختناق يجب علينا مراقبة الاطفال وخاصة في مرحلة الحبو، بحيث يدخلون كل ما يجدونه على الارض الى الفم. ويجب ابعاد المكسرات عن الأطفال. وعند اطعام الاطفال النقانق يتوجب تقطيعها بشكل طولي وليس عرضي. وطبعا عدم ترك الاطفال من دون رقابة ولا للحظة واحدة عند الاستحمام.

ولتجنب التسمم، يجب حفظ كل الادوية والمواد الكيماوية في اماكن لا يصلها الاطفال، كوضعها في خزائن مقفلة وعالية وارجاع المواد حالا الى مكانها بعد الانتهاء من استعمالها.

ومن الضروري مراقبة الاطفال عند لعبهم في ساحة المنزل والتأكد من عدم وصولهم الى الشوارع ووصول السيارات إليهم. ويجب الاهتمام بان يلعب الاطفال في ساحات تحوي العاب آمنة غير مكسورة. كما يجب عدم ترك الاطفال وحدهم داخل السيارات ولو لمدّة قصيرة جدًّا.

ومن المهم كذلك اشتراك الاهل والمربين في دورات الاسعاف الاولي التي تقدم في العيادات لقاء مبلغ رمزي وهي دورات مفيدة جدا ومن الممكن ان تنقذ الحياة.

ولنتذكر دوما ان الحوادث والاصابات هي ليست امرا محتوما لا يمكن تجنبه، بل نستطيع في الغالب منع حدوثها وتجنب معاناة اطفالنا وانقاذ حياتهم ودرهم وقاية خير من قنطار علاج.

محمد فريج، مدير المجتمع العربي في كلاليت: "حوادث الأطفال هي أمر مؤسف جدًّا ويمكن تجنبها مع أخذ الحيطة والحذر والحرص على اتباع وسائل الأمان والسلامة. يهمنّا في كلاليت رفع الوعي بشأن هذا الموضوع وتذكير الأهل بواجبهم، فاليوم مع تعدّد المهام والمسؤوليّات الملقاة على كاهل الأهل، يمكن أن يأتي ذلك على حساب مراقبة الأطفال الحثيثة وتوفير بيئة آمنة لهم، ما يمكن أن يؤدي إلى حوادث مؤسفة. نحن نذكّر الأهل أنّ الأطفال هم على رأس سلم الأولويات وأنّ حمايتهم والحرص على سلامتهم يأتي قبل أي شيء آخر".