[x] اغلاق
الديموقراطية في المجتمعات العربية
7/3/2010 21:21

ان الغالبية العظمى من العرب لم ينشأوا على الديمقراطية فإما أنها كانت دخيلة على مجتمعهم أو كانوا هم دخلاء عليها!

 

الديموقراطيّة تعني الحرية وجائت لتخدم مفهوم الحريّة السامي الذي رغب في السابق ان يدخل الى السياسية للحط من الاستبداد والسلطة الفردية التي تمتع فيها الملوك والامراء فالشعب كان بحاجة الى المخلص المتمثل بالانظمة الديموقراطية التي عبارة عن الحريّة المسيسة اي التعامل مع الشعب على اعلى مستويات الرقو عن طريق اتاحة المجال ليعبر ويبدع وينتقد وهي عبارة عن نتاج فكري لمفكرين عانوا من الاستبداد والظلم والتهميش .

 

الديكتاتوريين والمؤمنون بالفكر التوتاليتاري ليسو الا ديموقراطيين انانيين ! ,اقصد االديكتاتور هو ديموقراطي حر اناني يرفض بان يعامل الشعب كما يرغب بان يعامل وهنا تكمن العاهة الاساسية في التوتاليترية فعندما نريد ان نحارب هذه الفئة وقمعها نحن بحاجة الى التعامل معهم على انهم مرضى نفسيين تقتلهم انانيتهم وحبهم بالتملك لذلك نحتاج الى طبيب نفسي لمدواتهم … عندما نتحدث عن مجموعة كبيرة او عن مجتمع معين تتغلغل في شخصيته الطماعة ملامح التوتاليترية فنحن بحاجة الى اطباء نفسيين وهذا من المستحيلات فلا يمكن ان نضع لكل فرد منهم طبيب نفسي ,هنا يقع الدور الفعّال للمؤسسات الاجتماعية والتربوية والتعليميّة خاصة فهي قادرة على التغيير عن طريق خلق جيل جديد مؤمن بان مجتمعه مجتمع معاق ومشلول وقادر على المطالبة بالتغيير بكل تضحية وقوّة وايمان وهذا ما تحتاج اليه مجتمعاتنا العربيّة المشلولة الباحثة عن المخلص (العلمانيّة) دون ان تدرك بان المخلص موجود وانهم يطهدونه . لا بد ان اذكر بانها تحارب هذا المخلص تحت عنوان الديانة والشريعة ولكن الى متى!؟.

 

الحكومات العربيّة تتبع منذ القدم سياسة الظلام وترفض التطور وكل فكر غربي يطالب بالتطور الا انها لا ترفض المستحضرات التجميلية المصنوعة من الغرب ولا التكنيلوجية المتقدمة التي ينتجها ...اكيد فهي ترغب بذلك ولا ترفض المنتوجات الغربية لانها تلهي الشعب بهذه الاشياء , الدول الغربيّة كباقي الدول يهمها المصلحة الذاتية للدولة فهذا نوع من انواع السياسة والحنكة وهي مهتمة وبالاحرى غير مهتمة على ما يحدث في المجتمعات العربية ,مهتمة:مهتمة بتغييرها لكن ليس بصورة فعالّة وذلك لارضاء الزعماء فكل ما يهم الدول الكبرى ان لا يكون هناك نظام يضعفها والانظمة الديكتاتورية لا تضعفها ابدا بل على العكس فهي تستغل الظروف لتقوى وما يؤكد ذلك :الحرب الباردة التي شهدت صراع كبير بين الشيوعية والديموقراطية الراس مالية فالشيوعة تحارب الديموقراطية على العكس من الانظمة الديكتاتورية الفارغة... هنا عيبنا فنحن لا نتقن الانتقاد والابداع كما نتقن خلق اشكالات دينية ففي الدين نبدع وللاسف حتى الدين نلائمه وفق ما نريد وهذا ما يقتلنا "الدين والعرب" .

 

تهب الرياح بما لا تشتهي السفن هناك سفن شراعية تتاثر بالرياح البسيطة وهناك سفن قويّة لا تاثر عليها الرياح ونحن دون شك سفن شراعية حجبت عنها الرياح لكي لا تدع الامواج تتلاعب بها ولكن هذه السفن الضعيفة بدات تقوى بعد حدوث عاصفة قوية لم تكن متوقعة … فالشعب العربي الذي عانى من الظلم والاستبداد وعدم التمتع بالحرية قوي ,بدا يقوى بعد ان غزى الاعلام الدول العربية وفتح عيون الشعب العربي على العالم والشعب ليس بذاك الاحمق انما ترعرع على ان يكون احمق من قبل دولته فعندما راى التطور والرقو الواصل اليه العالم اصبح يقارن بين نفسه والعالم واحتقر نفسه لانه علم مدى خموله وعدم تطوره ومدى الظلم الذي استحمله وان يحتقر نفسه لشيئ سيكون له الاثر العظيم على حياته في المستقبل فاحتقار الذات يولد الرغبة بالتغيير والتغيير ثمنه اليم لكن غير مستحيل فالتغيير قادم لا محالة ان  لم يكن اليوم فغدا وعلينا ان نبقي الامل وان نحاول التغيير دوما حتى ان فشلنا فالفشل لا يعني شيئا بل ان النجاح بعد الفشل المتكرر يعني الكثير .

 

تحدثت عن الشيوعية سابقا وها انا اعود اليها اذ كانت بالقدم ملكة متربعة ولها نفوذ في العالم ... الشيوعية والديموقراطية تتلخص بالحرب الباردة التي تظهر الاختلاف الواسع والصراع بين الفكرين والتنافر الشديد بين كلاهما الذي كان سيؤدي الى نشوب حرب كونية اخرى , هناك خلاف عقائدي ملموس بينهما فالديموقراطية تؤمن بالحريات على مختلف انواعها اما الشيوعية فترفض الحريّات الا انها فكر محترم ويكمن احترامه بسعيه وراء الامومية بكل الطرق ولا احترم الشيوعية لانها تفرض نفسها وتتيح استعمال كافة الوسائل للانتشار "الغاية تبرر الوسيلة" وهذا اكثر ما ارفضه اذ ان الغاية مهمة جدا لكن علينا الا ننسى ان الوسيلة ايضا مهمة وان الفرد او المجموعة او الفكر يستطيع ان يطرح نفسه بنفسه بالطرق السلمية ولا حاجة لتبرير العنف لخدمة ايّة هدف حتى وان كان سامي كالاموميّة ... لا اريد ان اطيل الحديث عن الشيوعية واوجز قائلا بان الشيوعية من اكثر الافكار التوتاليتارية احتراما الا انها ليست كالديموقراطية التي تعطي الفرد الاهمية الاكبر وتتيح له المجال لاثبات الذات والتطور واذكر ان المؤسسات تستطيع ان تسعى وراء الامومية وهذا ما يميز الديموقراطية لانها متغيرة ,نعم متغيرة من وقت لاخر وفقا للمؤسسات واهدافها .

 

احبّ ان اذكر دائما ان الديموقراطية شيئ والراس مالية شيئ اخر ... من جهتي ارفض الشيوعية واحتقر الراس ماليّة اذ لا بد ان يكون هناك نظام جديد بكون دواء لداءات العصر وللاطماع السياسية ...