[x] اغلاق
لماذا اختارَتني لأكون حبيبها
9/3/2022 8:38
لماذا اختارَتني لأكون حبيبها بقلم: مارون سامي عزّام فتاة مجهولة تنقل لي بين الحين والآخر قوافل إعجابها بي عبر أسلاك الهاتف، وبعد بضع لحظات تقطع المكالمة، لتتساقط قوافلها فوق أرض إعجاب بدون ملكية محددة. سؤالي لها: هل لأنّني استطعت أن أبدّل مفاهيم عشقها المراهقة، بمفاهيم أكثر نضجًا وكمالاً فكريًّا؟!... أم لأنّني استطعت تحويل أسلحة الكراهية إلى كلمات نارية تحرق عذاباتها بالحب؟! إن كتاباتي وُرود قطفتها من بستان اللوعة، مهداة لكل الفتيات، لا أكتب لها بالذات. فإذا فَهِمَتْ عكس ذلك، فهي إذًا تتعمَّد إثارة لغط الإعجاب من حولها، يبدو هذا يمنحها شعور أنها مهتمّة بي ظاهريًّا!! أيُعقَل أنها اختارتني لأنّي جعلت لغة الحب تخضع لقَدَري؟!، قد يكُون هذا الأمر جائز، رغم صعوبة صياغة جماليتها، ولكنّني كتبتها بألوان هادئة، متعدّدة المعاني، تحمِل هموم الشبّان والفتيات... فيها رسائل هادفة، موجّهة لكل من اقترب أو تقرّب من سلالة الحب المنحدرة من أصول وفيّة، ارتبطنا بها منذ الأزل، فخواطري ليست مجهولة الملامح، أو مجرّد تأتأة كلمات غير مفهومة، كاتصالات إعجابها المتكسّرة!! تستطيع أن تجعلني سيِّدها بمنتهى السهولة، آمرها أن تمزّق رداء ماضيها حالاً، لأنه مفتّق لكثرة ما كدَّسَتْ به من ذكريات... أعلَم أنها ستُنفّذ أمري بدون أي شرطٍ، ولكنّها خلال ثوانٍ بإمكانها أن تجعلني غلامًا، يخدم في بلاط عشقها، فأكُون مضّطهدًا بقسوة من قِبَل نبلاء الزمن، أنا متأكد لن تتوانى عن تنفيذ رغبتها باجتياح كياني، لا حاجة أن تُنكِر ذلك!!، أتجنّب المناخ العشقي المتقلّب، وأجواءه لا تناسبني، أبتعد عن المد والجزر الحواري، وتحديدًا في الأمور الشَّخصيَّة، فهذا طبعي الذي تطبَّعت عليه، منذ أن رتَّبتُ اختياراتي حسب تصنيفات خياراتي، واليوم بالذّات أكره أن تأتي تلك الفتاة لتُبعثِرها من جديد، بمجرّد أنها وَجَدَت "ضالّتها العشقيَّة"!!، لأن سياستي ليست من أنصار التطبيع الرّومانسي الفوري أو المتسرّع، واختيارها لي قد يكون للاستهلاك الاجتماعي!! هل اختارتني لاعتقادها البائس أني رهنت ميثاق عمرها لحياتي، دون مقابل؟! هذا أُسمه استحواذ وهمي، ابتدعته هي... الإعجاب ليس لغزًا من الكلمات المتقاطعة، لتملأ تلك المجهولة فراغ الحروف النّاقصة! الإعجاب عبارة عن كلمات تُعبّر فيها عن نفسها بوضوح. أرفُض كُلِّيًّا أن يكون لها الفضل بإخراجي من جحر حب ضيق، لذا أفضِّل الحصول على هوية حب جديدة، فيها تفاصيل محدّدة، فيها بصمة إنسانيّة، هل ستَقْبَل بهذه المحاولة؟!!، ربّما نعم، لذلك أكرر سؤالي لها: لماذا اختارتني أنا بالذات؟!!