[x] اغلاق
الفجوات بين جهاز التربية والتعليم اليهودي والعربي من حيث حجم الموارد التربوية وجودتها
24/3/2022 10:00

تقرير بنك إسرائيل لعام 2021:

الفجوات بين جهاز التربية والتعليم اليهودي والعربي من حيث حجم الموارد التربوية وجودتها 

هناك فجوات كبيرة بين الطلاب العرب واليهود في جهاز التربية والتعليم الإسرائيلي، لكن يتبيّن أنّ هذه الفجوات تتقلص جدًّا عند المقارنة بين الطلاب الذين ينتمون لنفس درجة مؤشر الرعاية، وهو مؤشّر يصنّف المدارس في كافة المراحل التعليميّة بحسب الخصائص الاجتماعية والاقتصاديّة للطلاب. ويشار إلى أنّ هناك فروقات كبيرة في توزيع الطلاب على سلم مؤشّر الرعاية، بحيث أنّ نسبة الطلاب العرب في درجتيّ سلّم الرعاية الأقوى هي ضئيلة جدًّا، 6% مقابل 65% في أوساط الطلاب اليهود، وغالبيتهم موجودين في درجتيّ السلم الأضعف، 87% مقابل 17% في أوساط الطلاب اليهود. ويشار إلى أنّه بالرغم من أن تحصيل الطلاب اليهود أفضل، فعند المقارنة بحسب درجات مؤشر الرعاية، تتضائل هذه الفروقات، وحتى أنّها تنقلب لصالح الطلاب العرب في قسم منها.  

وتنعكس الفجوات أيضًا في حجم الساعات التعليميّة المخصّصة للصف في المدارس الابتدائيّة والإعداديّة، بحيث أنّها أكبر في أوساط الطلاب اليهود، سواء بالمعدّل أو بالمقارنة بحسب كل درجة في سلم الرعاية. 

إلى جانب عدد الساعات وحجم التمويل، تختلف موارد التعليم أيضًا من حيث الجودة. وتشير الأبحاث إلى وجود ارتباط عالٍ بين مستوى المعلمين وبين تحصيل الطلاب. ونرى أنّ مستوى المعلمين العرب بالرياضيات أعلى من مستوى المعلمين اليهود بفارق 0.26 انحراف معياري بالمعدّل. هذه الفجوة قائمة في كل درجات سلم الرعاية، علمًا أنّها تتضاءل كلّما نزلنا بدرجات السلم. بالمقابل فانّ مستوى المعلمين اليهود في موضوع اللغة أعلى بنحو 0.1 انحراف معياري بالمعدّل، رغم ذلك اذا ما قارنا كل درجة من درجات سلم الرعاية على حدة، باستثناء الدرجة الأضعف، يتبيّن أنّ مستوى المعلمين العرب بموضوع اللغة أفضل. 

هذه الفجوات في جودة المعلمين تنعكس أيضًا بمكانة المعلم والرغبة في الاندماج في سلك التعليم. تحليل معطيات PISA أظهر أنّ نسبة الطلاب اليهود المعنيّين بأن يكونوا معلمين تبلغ نحو 1%، في حين أنّ النسبة في أوساط الطلاب العرب تصل إلى نحو 10%.  

على الرغم من أن الميزانية وحجم الساعات التعليميّة لكل طالب في كل درجة من درجات سلم الرعاية في جهاز التعليم العربي أقل مما هي عليه في جهاز التعليم اليهودي، إلا أن الفجوات بين إنجازات الطلاب العرب والطلاب اليهود الذين ينتمون لذات الدرجة في سلم الرعاية هي صغيرة. ومن هنا يتضح أنّ مستوى الكفاءات الذهنيّة للمعلمين العرب، والتي تعتبر أعلى، تساهم على ما يبدو في تحسين تحصيل الطلاب العرب وتساعد في التخفيف من تأثير فجوات الميزانية. ومع ذلك، فإن هذا لا يعوض عن الفجوات الكبيرة في نقطة البداية للطلاب، وبالتالي فإن تحصيل الطلاب العرب بالمعدّل ​​لا يزال أقل بكثير من تحصيل الطلاب اليهود.

ومن الجدير بالذكر أنّ الخطط الاصلاحيّة المختلفة خلال العقد الأخير أدّت إلى تغيير الصورة قليلاً. إذ تشير الاتجاهات الأخيرة إلى انخفاض في جودة المعلمين الشباب والجدد في كلا جهازيّ التعليم، ولكن بشكل أكبر في جهاز التعليم العربي. وينعكس تراجع مكانة مهنة التدريس في المجتمع العربي من خلال استطلاعات PISA، حيث تبين أن الرغبة في الاندماج في سلك التعليم في أوساط الطلاب العرب انخفضت في السنوات 2015-2018 من 10.9٪ إلى 8.7٪، بينما في المجتمع اليهودي بقيت النسبة تقريبًا ذات الشيء. وهناك قلق في أن يؤدي الانخفاض في مستوى الكفاءات الذهنيّة للمعلمين العرب إلى زيادة الفجوات في التعليم بين الطلاب العرب واليهود، على الرغم من تقليص الفجوات في حجم ساعات التعليم للطالب وتقليص الفجوات في الميزانية. 

ويذكر أنّ اليوم، رواتب المعلمين في إسرائيل، وخاصةً المعلمين المبتدئين، منخفضة بمقارنة دولية، ومستواهم في القراءة والرياضيات، وفقًا لاختبارات الكفاءة الدولية، منخفض. وبالتالي، من الممكن أن تؤدي زيادة رواتب المعلمين في إسرائيل، وخاصة المبتدئين، إلى تعزيز مكانة المعلم وجذب معلمين ذوي كفاءات عالية إلى مجال التدريس.