[x] اغلاق
حبيبتي... عروس الربيع
24/3/2022 11:09
حبيبتي... عروس الربيع

بقلم: مارون سامي عزّام

ارتشف فجر الربيع آخر رشفةٍ من ليالي الشتاء، بعد توقّف غارة المَطَر العنيفة، استيقظت وارتديت ملابسي، استعدادًا للذهاب إلى العمل، فخَرَجْتُ من منزلي، وفوجئت بأشعة الشمس تغازل قطرات المطر، التي سطعت كالدرر في عيَنَي. نظرتُ إلى السّاعة التي تلفّ معصم يدي، عرفتُ أن تاريخ اليوم يصادف الحادي والعشرين من شهر آذار، الذي يُنعِش دورة الحياة في جسد الطبيعة المنهك من تنكيل الشتاء بترابه وتضاريسه، فإنّي على موعد مؤثّر مع حبيبتي، لأتوّجها عروس الرّبيع، تحت رعاية دفء الشمس، لنُجدّد العهد الذي قطعناه على أنفسنا.

سئم جفناكِ لون الكُحل الرمادي القاتم، أتعرفين أنه يذكّرني بأجواء الشتاء العابسة، فهيّا بدّليه بألوان مُفرحة، متفائلة... أكثر ما يزيدني حنقًا، أحمر الشفاه الذي تَطْلين به شفتيك الورديّتين، آن الآن الأوان لكي أشعِل موقد اشتياقي، الذي أخمده رماد بعادك عني، فمُنيتي أن أرى جمالك، الآتي من شرقنا الأصيل، لتكوني في حضرة الربيع، عروس الموسم الناصعة براءةً.

لا تمنعيني أن أتوّجكِ مليحة العِطر، تتعطّر منكِ البرايا، هدّئي أعصابك المتوترة، اطمئنّي لن أتركك لوحدكِ بين رفوف الظّنون، بل أريدكِ أن تخرُجي من بيتكِ المسكون بالبَرد، أتنتظرين دخول أشعة الشّمس إلى فناء بيتك؟!، كيف ستدخله، ونوافذ بيتك ما زالت مغلقة؟!، شَرّعيها حالاً، واستقبلي الضيف الرّبيعيّ المحبّب عند الخلق، هيّا قومي حالاً، كفاكِ خمولاً، واعتني بالأزهار، التي بدأت كؤوسها تتفتّح، لتستنشق الهواء، وداعبي بأناملك أوراق الشجر التي تتبرّعم مجدّدًا على أغصانها.

أنتِ العروس التي انتظرتها طويلاً، جهَّزَتُ لكِ وليمة السّعادة، لتُمَتّعي نَظرك بباقات الآمال، الموضوعة على موائد مستقبلنا الآتي... هيّا راقصيني مع فراشات لحظاتنا الملوّنة بالوفاء، وأنا أيضًا سأراقصكِ برومانسيّة، لحين تتوقّف الموسيقى عن العزف... سألفك بذراع الحب المشرق... سأرفعكِ برِقّة كغصن الزّيتون إلى حِجري الآمن... سأضمّك إلى مأواي، نلملم قبلاتنا، لنخبّئها خلف ستار لهفتنا.

ضعي على رأسك طرحة الفرح، فهذا عُرس الاشتياق، والبلابل تناديكِ، كي تتجلي بنعومتك، تحملين بيديك شمعَتَي الوفاق، تدُورين حول ابتسامات المحبّين، فزيّنتِ هامتي بتاج السعادة، ونثرتِ حولي عطر شوقكِ إلي... بشَّرَتني إطلالة وجهكِ بقدوم الخيرات، فإنّ الربيع قادر على تحريك عجلة الحياة، لذا تعالي لنتحرّك معه على درب النّشاط، ومن فوقنا تحلِّق عصافير الحريّة، تزقزق فرحةً بنا.