[x] اغلاق
أبحث عن مكان حبيبتي بقلم: مارُون سَامي عَزّام
7/4/2022 7:00

أبحث عن مكان حبيبتي

بقلم: مارُون سَامي عَزّام

تجلس حبيبتي لوحدها في ديوان الضّياع العامر بالهواجس، لا تعرف أن خنجر افتقادي لها، قد سبَّب لي جرحًا يسيل شوقًا إليها، أعتني به يوميًا في غرفة ذاكرتي لئلاّ أهمله... فليتها ترى كيف أتعذّب من قسوة فراقها الذي عزَلني عن مكانها... عندما أعثر عليها، ستثير عودتها ضجّة فرح في أحاسيسي، كأنها نجمة سينمائيّة غابت عن الشّاشة الفضيّة لسنوات طويلة وعادت مجدّدًا... أعرف أنّها لم تتخلّ عني، بل تريد فقط تلقيني درسًا في حسن التصرّف، وذلك عندما رأت إحدى المعجبات تجاملني وأنا بادلتها بالمثل... تريد إعادة ترتيب أوراق تفكيرها، ففرضت عليّ ضريبة بعادها، معلنةً يوم الغفران غير المبرر في مرافق حبّنا، فتعطّلت فيها الحركة، ولا أستبعد أبدًا أنها الآن تحاول مداواة إلتهاب الغيرة في تفكيرها المتهوّر. لقد ذُهلت من قذائف الشّائعات التي أطلَقَتها مَدافع المغرضين بها، كادت أن تقتل نصيبي، حتّى أرّقت جثّة شقائي الهامدة، ولكنّي اختبأت خلف جدار احتمالي. عند عودتها إليّ، ستتحوّل دموع أسفها إلى مياه صابونيّة، لتُغسل الأسى الذي سبّبته لي. صرتُ مثل راهبٍ يعيش في دير الخلاص من عذابي القسري، فبدأت تسيل دموع نسياني لها رويدًا رويدًا من شمعة وفائي لها، فلسعتني لتوقظني من وهمي هذا. لو كانت قطّة أليفة وطردتها منه، لعرفت طريق العودة، لكنّها هربت ريثما يخمد ثوران بركان غضبها منّي، لا تريدني حاليًّا أن أراها بهذه الحالة العصيبة، لأنها قد تدفعها إلى ارتكاب جناية الانفصال عنّي، بدون وعي منها. سأصادر قطاعات المجهول التي أحاطتني بغيابها، وللأسف ما زالت حياتي تعاني من سطوة كوابيس ليليّة فاجرة، تريد تقييد عزيمتي وإحباط إرادتي، كلّما هممت بالبحث عنها. تمنّيت أن أكون محققًا سريًّا مع الفتيات اللواتي يعرفن مكانها، فأستجوبهن بطريقة أدبيّة، حتّى أجمع بعض المعلومات عن مكانها السّري، أو أنشر صورتها التي أهدتني إياها يوم عيد ميلادها في مواقع الإنترنت. تمنّيت أن أكون عرّافًا، لأرى من خلال الكرة السّحرية مكان تواجدها، هل هي في أصقاع الجفاء؟! أم تأرجحها أرجوحة الأيّام المعلّقة على حبال الأشهر القاسية، ما بين حزني وجزعي، تلوّح بها أعاصير اغترابها عنّي.