[x] اغلاق
100 عام من العطاء والتقوى...الله يزيدها تألق وصحة وسعاده ...
25/5/2022 11:40
100 عام من العطاء والتقوى...الله يزيدها تألق وصحة وسعاده ... زوجة الخال السيدة بهية فرح حدّاد "ام جورج" هذا الأسبوع بعيد ميلادها الـ 100 وسط فرحة الأبناء والأحفاد السبعة وأبناء الأحفاد الثلاثة. بيتي الصغير بكندا ما بيعرف طريقة حدا أغنية غنّتها العظيمة فيروز وتحاكي واقع تعيشه عائلات كثيرة من عائلاتنا الفلسطينيّة والتي اختار لها القدر أن تغادر بلدها ووطنها وتسكن في كندا البعيدة ما وراء المحيط. احدى هذه العائلات هي عائلة المرحوم اميل حدّاد والمكوّنة اليوم من زوجته بهية فرح وأولاده جورج وكميل وبناته مها ونجاة. تمركزت العائلة في كندا وأما البنات فتسكن إحداهنّ في امريكا والثانية في إسكتلندا. احتفلت السيدة بهية فرح حدّاد "ام جورج" هذا الأسبوع بعيد ميلادها الـ 100 وسط فرحة الأبناء والأحفاد السبعة وأبناء الأحفاد الثلاثة. وهي تسكن في بيت ابنها كميل في كندا. لمن يذكر بهية أم جورج فهي لكثيرين من الماضي الجميل كانت خيّاطة ماهرة وقد وصلت الى عتبة بيتها نساء كثيرات ممن رغبن بخياطة الفساتين وغيرهن ممن تدرّبن على يدها على فنّ الخياطة. امرأة قوية ومتجذّرة من جذور فلسطينيّة عريقة. أم جورج لمن يعرفها من أهل "السوق القديم" فهي شخصيّة محترمة جدًا كانت تزور كل الحوانيت وتشتري أغراضها لوحدها بالرغم من كبر سنّها. فأم جورج هي صاحبة واجب وشأن وكانت لا تفوّت أية مناسبة أو أي برنامج وكانت أول الحاضرين الدائمين وعلى الخصوص في البرامج الدينيّة في كنيسة مار بولس الانجيلية. في حديثي مؤخرًا معها وبواسطة استعمال التقنيّات الحديثة من تطبيق الزوم والذي تتقن أم جورج استعماله. تحدثنا طويلًا وبكينا وضحكنا وعادت بنا الذكريات يوم كنت أزور بيتهم لكي اتدرّب على عزف البيانو إذ أنه من أوائل البيوت في شفاعمرو الذي كانت تتواجد به آلة البيانو. قالت لي ام جورج بطيبتها وبساطتها "ينعن الساعة اللي اجيت عكندا" وقد شعرت كم هي مشتاقة للجيران ولبيتها ولشفاعمرو. حدثتني أم جورج عن الأحفاد وعن وضعها الصحّي وفي حديث مطوّل شاركتني بمشاعر الاشتياق ومشاعر الحب التي تعود بها دائمًا الى شفاعمرو وأزقّة السوق القديم. وإلى أهلها الطيبين وإلى كنيستها. فقالت لي أنا أتابع من خلال الفيسبوك كافّة الفعاليات الكنسية. وفي كل أسبوع أصلي مع القس فؤاد داغر وأتابع الصلاة يوم الأحد وأتذكر كل شخص يأتي ويشارك في الكنيسة وعندما لا أرى شخصًا ما لأسبوع معيّن أقلق عليه وأنتظر بفارغ الصبر لأراه في الاسبوع الذي يليه في الكنيسة. تعجبت جدًا من ذاكرتها القوية والتي برغم العمر المديد وأطال الله بعمرها فهي ما زالت تتذكر أدقّ التفاصيل وتتابع وتواكب كل ما يحدث في شفاعمرو. تنهي السيدة فيروز أغنيتها بيتي الصغير في كندا وكأنها تحكي حال أم جورج وتقول: بيتي الصغير بكندا وحده صوتي والصدا لا في صحاب ولا جيران… القمر سهران بفكر فيك وبشتقلك بحزن وبستفقدلك على باب بيتي الصغير بكندا