[x] اغلاق
ستبقين جوهرةً ( كلمة رثاء لروح شهيدة الجليل جوهرة فرج خنيفس )
8/6/2022 8:42
ستبقين جوهرةً ( كلمة رثاء لروح شهيدة الجليل جوهرة فرج خنيفس ) زهير دعيم أوجعني الخبر ، قضَّ مضجعي ، سرق نومي وهزّ كياني ؛ خبر مقتل النّاشطة الاجتماعية الشّفاعمرية والمحاربة للعنف المرحومة : جوهرة فرج خنيفس ابنة نائب رئيس بلدية شفاعمرو والتي راحت وهي في ميعة الصّبا ، ضحية تفجير آثِم وتصرّف همجيّ لا ترضاه لا الأرض ولا تُحبّه السّماء . وللحقيقة أقول بأنّني لا أعرف هذه الجوهرة ، وإن كنت أعرف أباها بعض المعرفة ، ولكنّ الخبر وقع علينا وعلى الجميع كالصّاعقة . تأبى الحروف أن تطيعني ، وترفض الكلمات أن تنصاع لقلمي ، فالحادث جَلَلٌ وأكثر ، وكيف لا ؟!!! وهناك من البشر !!!! من يقتل الحياة ، ويقطف زهرات الوجود بقلوب من حجر وبسكّين الحقد والضغينة واللاانسانيّة. ما جنت يدا هذه الصّبية الجميلة حتّى تلقى مثل هذه النهاية المأساوية ؟ مَن ذاك الحَيَوان - وأعتذر من الكثير من الحيوانات – الذي سوّلت له نفسه أن يقطف روحًا تنبض حياة وفرحًا وشبابًا. أتُرى في صدره قلب يخفق ؟ أتُرى في حناياه ضمير أو شبه ضمير ؟ لا أظن ... صرختُ وصرخنا مرّات ومرّات ، حان الوقت أن نضع حدًّا للعنف الذي " يأكل" مجتمعنا ويزرع حياتنا حزنًا وخوفًا ورُعبًا وألمًا ودماءً .. حان الوقت أن نضع حدًّا لمثل هؤلاء " البَّشَر" الذين يستعذبون عذاب الآخَرين ويتمتعون بمشاهد الجنازات وبدموع الآباء والأمهات الثكالى وبصراخ الأطفال اليتامى ! حان الوقت ان نقول كفى ومليون كفى... نريد أن نعيش كما البشر ، ونريد أن نحيا في مجتمع يُقدّر الحياة ويعشقها ويمقت الموت والعنف والإرهاب . لروحك الطّاهرة جوهرة الجليل ألف سلام لروحك طمأنينة ووئام ونعدك بأنك ستبقين جوهرة في حياتنا كلّما برعمت المحبّة في ربوع جليلنا ، وكلّما أزهر لوْز الأماني فوق روابينا وتلالنا ، وكلّما اندكّ حصن الآثمين والقتلة شرّ اندكاك.. مرّة أخرى وألف مرّة : لروحك سلام الله.