[x] اغلاق
رثاء جوهرة فرج خنيفس .....ألقاها زايد خنيفس، عم المغدورة
8/6/2022 17:19

بسم الله الرّحمن الرّحيم

وبَشِّر الصّابرين الّذين إذا أصابتهم مُصيبةً، قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون. صدق الله العظيم

يستحضرني في هذه اللحظات الدّامية، كلام الأمير السَّيد، قدّس اللهُ سرُّه، حين قال: "ما بين رمشة عين واستكانتها، يُغيّر الله من حال إلى حال"، وفي رثاء ابنه قال الأمير: "عليكم بقَبول أمر الله طاعةً وصبرًا، والإثابة إلى رحمته سرًّا وجهرًا، فطوبى من قبِل أوامر الله بالطّاعة، والصّبر العظيم مطية من اتقى، والرّضى والتسليم منارة من ارتقى". وجوهرةٌ وإن سُمِّيَت عند ولادتها على اسم عمَّتها الفاضلة، فقد كان يتماوج بمعانٍ سامية، تألّق في صيانة أمانةٍ لدار حملت هموم النّاس لسنوات مضت وما زال ثقَل الأمانة على أكتافِنا، وجوهرة لم تكُن تتميّز ببريقها فقط، بل تجلَّت بسُمُو معانيها، فكانت مدلّلة البيت، تحلُمُ بيومٍ جميلٍ آخر، وجامعةٍ، وعملٍ، وما الحياة إلّا أملٍ. وقعَ الخبرُ علينا كالصّاعقةِ، وحاولنا ألّا نصدّقه، فقبل دقائق غادرت المغدورة بيتها، كانت في أوج فرحها، تُحلّق سعادةً، وفي لحظةٍ التهمت ألسنة النيران جسدًا غضًّا، ووجهًا لم تفارق الابتسامة محيّاه، فلم يكن المشهد بعيدًا عن مشاهدِ، ما زالت ترسم شيطان الموت على جدران حياتنا، وتخطف من حدائق الدّنيا أزاهير، فاحت بعِطر الأمل، كي تزهِّر مستقبلاً. تسقطُ تفاصيلُ الموت في مرحلةٍ يبحث الإنسانُ عمّا وصلت إليه وحشيّة أنواع شاذّة من البشر، وعن بَشَرٍ هرَبوا نحو الزّوايا المظلمة، لانتزاع أرواح ملك الله، وأسأل هؤلاء بأعلى صوت: "من الذي منحكم صلاحيّة انتزاع الحياة، ومن أعطاكم صكّ إنهاء صلاحيّة الفرح، وظننتم بأن الله غافلٌ عن خلقه، فهو يُمهِلُ ولا يُهمِلُ، والحساب قادم لا محالة. في المصاب الجلل تظهر المواقف، وفي مَصابنا شعرنا بأن ابنتنا ابنتكم، بل ابنة مجتمع برمّته، يبحث في السّراج عن حياة أفضل، فبوقفتكم منذ اللحظة الأولى إلى جانب العائلة، أزاح عن صدورنا جبالٌ من الحزن والأسى، واسمحوا لي باسم عائلتي أنّ أرفع لكم جزيل عرفاننا وتقديرنا، وعظيم محبّتنا، ولا أراكم الله مكروهًا بعزيز، وأن تكون هذه الحادثة عبرة نعتبر منها، والسير في سبيل الخير والطّريق إلى الله، هو طريقنا للفوز بالنَّفس، والوصول إلى راحة الضّمير. في هذا الموقف نرفع تقديرنا للرّئاسة الرّوحيّة، ممثلةً برئيسها الشَّيخ، أبو حسن موفق طريف، وأعضاء لجنة الصلح القطرية، وأعضاء الكنيست ورؤساء المجالس، والشكر للوزير حمد عمّار على مساعيه في تعجيل مراسِم الدّفن... ... نشكر رئيس البلدية السيد عرسان ياسين، والموظّفين على وقفتهم الاحتجاجيّة ضد العنف، والشكر والتقدير لكل من شاركنا في مَصابنا، متحمّلين مشاق السّفر، ونشكُر كل من اتصل وقدّم التّعازي، وسجّل موقفًا عبر وسائل التّواصل الاجتماعي، كما أشكر وسائل الإعلام على نقل هذا الحدث الأليم، ونستنكر بعض البيانات المشبوهة التي لا ترتقي لمستوى المسئوليّة. ... وإنّا لله وإنّا إليه راجعون نَص الكلمة التي ألقاها زايد خنيفس، عم المغدورة جوهرة فرج خنيفس