نظّمت عيادة مئوحيدت في شفاعمرو، يوم الثلاثاء الماضي، محاضرة قيّمة وهامّة جدًّا، بخصوص التطعيم ضد سرطان عنق الرحم، لرفع الوعي لدى النساء العربيات من أجل التوجه للحصول على هذا التطعيم، الذي يمنع الإصابة بأحد أخطر الأمراض.
وشاركت في المحاضرة عشرات النساء العربيات من مدينة شفاعمرو والمدن والقرى المحيطة بها، الأمر الذي يدل على الأهمية التي توليها النساء لموضوع صحتهن بشكل عام، ولموضوع الوقاية من مرض سرطان عنق الرحم على وجه الخصوص.
وافتتحت المحاضرة مسؤولة التثقيف الصحي في مئوحيدت شفاعمرو، سلفيا سليمان، التي نظمت هذه المحاضرة بالتعاون مع الممرضة المسؤولة ميرفت حداد، وطاقم الممرضات في العيادة. ورحّبت سليمان بالحاضرات وأكّدت على أهمية المحاضرة لما في موضوعها من معلومات قيّمة قد تنقذ الحياة.
وتحدث نائب مدير لواء الشمال في مئوحيدت أنطون جرّوس، مشيرًا إلى الخدمات التي تقدّمها مئوحيدت وإلى التأمينات التي تعرضها على جمهور مؤمّنيها، وحث النساء المشاركات في المحاضرة على الانضمام إلى التأمينات التي تعرضها مئوحيدت، لضمان العناية الصحية الأمثل.
وقدّم المحاضرة الدكتور منذر عزّام، أخصائي الأمراض والجراحة النسائية والمختص في العقم والإخصاب بالأنابيب، في مستشفى رمبام، فأشار إلى أهميّة لقي التطعيم ضد فيروس HPV المسبب لمرض سرطان عنق الرحم، ولأمراض أخرى كثيرة.
وقال د. عزام إنّ هذا الفيروس ينتقل في السنوات الأولى من ممارسة الجنس، وهو المسؤول عن قرابة 100% من حالات سرطان عنق الرحم، إضافة إلى أنّه السبب الرئيسي لتشكيل التواليل الكبيرة (كونديلوما) في عدة مواقع من الجهاز التناسلي أو فتحة الشرج لدى النساء أو الرجال.
وأشار د. عزام إلى أنّه بسبب كون المجتمع العربي مجتمعًا محافظًا، فإنّ القليل من النساء يمارسن الجنس قبل الزواج، الأمر الذي يؤدي إلى أن يصاب الرجال الذين يمارسون الجنس قبل الزواج بهذا الفيروس، ونقله للنساء بعد الزواج، مما يزيد احتمالات إصابتهن بسرطان عنق الرحم وبعدة أمراض أخرى يسببها الفيروس.
وشدّد د. عزام على أنّه لأول مرة في تاريخ الطب يكتشف تطعيم يمنع أحد أنواع السرطان.
وحثّ النساء على ضرورة تلقي التطعيم قبل ممارسة الجنس لأول مرة، وتحديدًا من سن 9 سنوات، وحتى سن 26 سنة.
إلا أنّه أضاف أنّه ممكن للنساء أن يتلقوا التطعيم بعد سن 26 وبعد ممارسة الجنس لأول مرة، لأنه يساعد أيضًا على منع الإصابة بأمراض أخرى تسبّبها أشكال الفيروس المختلفة.