[x] اغلاق
بعيداً عن السياسة...تكنولوجيا الحمير
20/7/2022 8:43

بعيداً عن السياسة...تكنولوجيا الحمير

الإعلامي/ أحمد حازم

تعتبر الصين من أقوى الدول اقتصادياً وصناعيا ولا سيما في مجال التكنولوجيا والطب الشعبي، الذي غزا العالم مثلما غزته الألبسة والصناعات الإلكترونية أيضاً.

الحمار دخل الصناعة الطبية الشعبية   الصينية وأصبح يحتل مركزاً مهما في هذه الصناعة ولا سيما في الطب الشعبي.

ولذلك فإن الصين وكما تقول المعلومات المتوفرة بحاجة إلى خمسة ملايين حمار سنويا.

وبما أنه ليس سهلاً الحصول على هذا العدد من خلال السوق الرسمية فإن التجارة بالحمير مع الصين نشطة في السوق السوداء، وأصبح الحمار عملة صعبة.

فماذا تفعل الصين بالحمير؟ 

يوجد في الصين دواء عجيب غريب يسمى ايجياو (ejiao)، أُنتج اعتماداً على الطب الصيني التقليدي وهو مصنوع من جلد الحمير، ويعتبر هذا الدواء علاجاً سحرياً في الصين، ويتهافت الماس على شرائه.

وهذا الدواء الذي يعود تاريخه إلى آلاف السنين يصنع من كميات كبيرة من جلود الحمير، إذ يتم غلي الجلود للحصول على الجيلاتين الداكن اللون، والذي يتم تشكيله بعد ذلك في قوالب تشبه كتل الشوكولاتة.

ويعتقد كثيرون أن لهذا المنتج خصائص طبية وتجميلية.

وبالرغم من الفائدة الكبيرة للإنسان من هذا العقار الطبي، إلا أن الجمعية العالمية لحماية الحيوانات، ترى عكس ذلك.

فهي ترى أن الحمار يتعرض لمعاناة لا توصف ولطرق قاسية.

ويقول  سايمون بوب، الذي يعمل في مؤسسة "ملاذ الحمير -" Donkey Sanctuary البريطانية الخيرية، حسب موقع صحيفة "فرانكفورتر ألغمانيه" الألمانية إن الطلب على العقار قد نما بشكل كبير والمشكلة أن الصين لا تمتلك ما يكفي من الحمير لتلبية الطلب المتزايد على العقار"

وللوفاء بهذا القدر المتزايد من الطلب على العقار، بدأ اللجوء لاستيراد الحمير من دول إفريقية مثل زيمبابوي ومالي وتنزانيا.

لكن الأمر لم يكن بهذه السهولة، إذ يرفض السكان المحليون بيع حيواناتهم، لتبدأ عمليات سرقة واسعة النطاق لهذه الحيوانات.

ولذلك بدأت عدة دول إفريقية في مواجهة مشكلة تناقص أعداد الحمير لديها والتي تتم سرقتها بهدف تصدير جلودها إلى الصين.

وتقول المعلومات المتوفرة، ان تنزانيا حظرت ذبح الحمير بهدف الحصول على جلودها، وقالت إن تعداد الحمير لديها تناقص بشكل جعلها مهددة بالانقراض. وفرضت دول إفريقية أخرى، بما في ذلك نيجيريا وكينيا ، حظراً على ذبح الحمير وتصدير الحيوانات. وقد أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة جنوب إفريقيا أن عدد الحمير قد تقلص من 210 ألاف في عام 1996 إلى حوالي 146 ألف في عام 2019.

وتصدر جنوب إفريقيا بشكل قانوني حوالي 105 ألاف جلد حمار إلى الصين كل عام، ولكن من المحتمل أن تكون الكمية الفعلية أعلى من ذلك بكثير، خاصة مع دخول المهربين هذا السوق.

والذين  يستخدمون مملكة ليسوتو الجبلية لنقل البضائع من هناك إلى خارج القارة.

وحسب المعلومات، فقد أدت السرقات الجماعية والضجيج المحيط بـالعقار الصيني إلى ارتفاع أسعار الحمير في كل من إفريقيا والصين. ويقال  أن حماراً في جنوب إفريقيا بيع بالمزاد بمبلغ 30 دولاراً قبل خمس سنوات. واليوم  يقال إن قيمة الحمار تزيد عن 1000 دولار في الصين التي تشهد سوقاً يتضخم يومياً ويتزايد فيه الطلب على الحمير بمعدل يصل إلى حوالي خمسة ملايين حمار سنوياً، ويقال إن مليوني حمار منها يأتي من داخل الصين فيما تأتي البقية من الخارج.