[x] اغلاق
وقفة على شاطئ البحر اثناء الغروب
14/3/2010 20:08

وقفة على شاطئ البحر اثناء الغروب

 


سلام يا عشيق العيون ,سلام يا وتيرة تنسج باصابعها الرقيقة احلام المستقبل وذكريات الماضي , كانه حلقات مدورة يدخل بها العقل متشوقا لان يعيد الاوقات السعيدة .ابعث لي باحر السلامات لمن لا تمل من خدمة البشر لمن ترسمك وراء الجبال ووراء البحار. اعدك  باني ببعدك ساتذكرك وبمجيئك ساعشقك يا معجزة تسلب ذوق البشر.

لا و لن امل من النظر لك ,فكان لمن يراك يرى فيك حورية او فتاة تتموج بكل الالوان الساحرة فتغدو الطبيعة تسجد لها ,انت يا ايها الغروب  ليس بوردة جميلة وتفنى ولا خاتما ساحرا ويختفي بريقه انت يا ايها الغروب جمال يسحر       القلوب ويجذب العيون ويعيدالذكريات ... .

 

لا اعلم ابدا ما هو ذاك الشيئ الذي شدني للخروج من ذاك الكوخ الخشبي الذي اقطن به على شاطئ البحر , لا اعلم كيف لذاك الشيئ ان يثير بنفسي ذاك الشعور الذي خطى بي  لاخرج من كوخي الصغير . وفجاة لم يعد البحر ازرق كما كان ولا الامواج  متشامخة كالعادة, رايتها هادئة وكانها تسجد لشيئ قد قتل غرورها وفرغ من قوتها ولا ادرك ابدا كيف ولبرهة شدتني سدائل نور ذهبية جعلت عيني تقطن بين انسجتها .

رايت الغروب , نعم رايت الشمس تحني رقبتها وراء البحر وتمتص كل شعاع اكرمت به في لحظات الشروق , رايته ولعلي كل يوم كنت اراه ولكن لعل الهموم والاشغال يجعلان منّا سواحا يحجبون اعينهم عن ما يبحثون عنه . لكن لا يهمني كل هذا , كل مايهمني ان لا يتوارى ولو ليوم عن نظري تلك الصورة لتي يرسمها الله كل يوم من وراء جبال البحار .

 

قبل ان يخطو بي ذاك الشعور الغريب كنت متشتت الافكار حزينا يبحث عن شراب سحري يجعله فرحا وعند خروجي من الكوخ كنت قد تركت افكاري واحزاني بداخله ولم يهمني  شيىء سوى ان اعلم ما طبيعة هذا الشعور ولماذا غزى عقلي وقلبي وجعلني اخرج وانا لا اريد الخروج فنظرت الى السماء واذ بي اغوص مجددا في محيطات التفكير ورايت على امتداد نظري طيور النورس تحلق عالية حتى توقفت عن التحليق الى الامام واخذت تدور وتدور بحلاقات وكانها تبحث عن شيىء ما .

لم اكن اعلم بتلك اللحظة باني كنت كطيور النورس ابحث عن شيىء ما لا اعلم ما هو ومن ثم وجدته وخالجني الابتهاج فشعرت بان بصري  فراشة تطير وتطير من فوق    البساتين والورود ومن ثم شعرت بان نظري يحمل قيثارة على نغماتها والحانها يتراقص بصري باجمل الرقصات وهذه النغمات اثارت واشعلت لهيب الذكريات التي جعلت مني سائحا يقفز من موجة الى غيمة ومن غيمة الى موجة ويريد ان يجعل من صورة الغروب المرتسمة وراء جبال البحار وطنا له ........... وبعد لحظات شعرت بانها اطول من ساعات اليوم كله , عادت الامواج شامخة نفسها , تموج بقوة جاعلة مني اسد يزار لمجهول طالب منه بان يجد فريسته.

وها انا الان بعد ان كنت كطير النورس التي وجدت ما تريد اصبح كامواج البحر تفكيري المتشتت يتضارب مع بعضه يحاول التاقلم او بالاحرى المشي على درب واحدة لكن هذا الدرب ابعد من حدوده ....استغربت وتعجبت فكيف لصورة قد رسمتها الشمس بريشتها السحرية ان تجعل فكري الثائر متجمدا ولو لبضعة دقائق , وتلقائيا ارتميت ارضا وتلحفت برمال الشاطئ غالقا عيني راسما وراء اجفاني شروق الغروب الذي انقضى قبل لحظات فاركبني النوم مركبة احلامه وصار بي موجة تحاول بتضاربها الطيران وحينا غيمة تائهة بالسماء حزينة تبحث عن ما لا تعرفه .... وبعد النوم العميق ايقظني دفئ الرمال التي تكاد تصبح نار فرفعني ضياء الشمس من على سريري الرملي فما كان من تفكيري ان يصفعني مجددا جاعلا مني ثائرا لا يتحكم به احد ...

 

كل ما علمته بعدما ان ايقظني لهيب الرمال باني كنت احلم وكل ما تاكدت منه هو غربتي حتى في نومي ,لا اعلم ان كنت انا الغريب او ان كثيرين مثلي يبقى تفكيرهم ثائر حتى في ايام الراحة ثائر حتى في نومي منماتي واحلامي وما تاكدت منه اكثر من ذلك اذ ان استغرابي الشديد بعد الاستيقاظ زادني غربة اذ اني تاكدت بان هناك امور غريبة كالغروب تحمل من الاسرار والتفكير ما احمله انا وادركت بان هناك غرباء مثلي ثائرين في داخلهم ولا يستحوذون على انتباه احد وايضا تاكدت بان الغرباء يفهمون بعضهم وبشدة وبان الله قد انعم علينا بامور تخرجنا من غربتنا ومن انحصارنا في اجسادنا الذي ارغب انا شخصيا بالتحرر منه .