زايد خنيفس
في عملية قلب مُرَكَّبة، نجح الدكتور نادر خضر، قبل نحو أسبوع، وبمشاركة طاقم طبي مُتخصص في مستشفى "الكرمل" في حيفا، بزرع صمام قلب دون الحاجة إلى عملية جراحية، إنما عبر عملية قَسْطَرة (فتح شرايين) شكَّلت بديلاً لإجراء عملية قلب تقليدية في مثل هذه الحالات، وهي المرة الأولى التي يجري خلالها تنفيذ مثل هذه العملية وبنجاح، في مستشفى "الكرمل"، ومن المرات الأولى والنادرة في البلاد..
فقد احتاجت السيدة مريم كوهين، البالغة من العمر 82 عاماً، إلى إجراء عملية قلب مفتوح لزرع صمام بديل في القلب، لكن حالتها الجسدية والصحية لم تحتمل إجراء مثل هذه العملية وما يترتب عليها من تَبِعات، مما دفع الطاقم الطبي في مستشفى الكرمل، إلى البحث عن بدائل ممكنة وأقلّ صعوبة على المريضة، فقام الطاقم برئاسة وتنفيذ د. خضر، وبحضور وإشراف عدد من الأطباء المختصين في المستشفى، بزرع صمام بديل في القلب عَبْر عملية قسطرة، وبطريقة علمية جديدة تسمى "تافي".
وقد تَجسَّد النجاح الباهر لهذه العملية بتمكُّن المريضة من الحركة والقيام على أرجلها في اليوم التالي مُباشرة بعد إجراء هذه العملية، والتي شَكَّلت بنجاحها بديلاً لعملية القلب المفتوح في مثل هذه الحالات، وفتحت فَضاءات علمية وطبية وعلاجية جديدة في مواجهة أمراض القلب..
وقالت المريضة مريم، بعد قيامها في اليوم التالي، إنها تشعر وكأنها ولدت من جديد وإن حالتها الصحية أفضل بكثير مما كانت عليه قبل العملية..
وقد أثنَتْ إدارة مستشفى الكرمل بنجاح د. نادر خضر، والطاقم الطبي المرافق، بتنفيذ هذه العملية الطبية المركبة، والتي وضعت مُستشفى الكرمل نفسه ضمن المستشفيات المتقدمة في معالجة أمراض القلب، ليس فقط على المستوى المحليّ..
يذكر ان الدكتور نادر خضر، والمُتخصص بأمراض القلب، من مواطني مدينة شفاعمرو في الجليل، ويعمل مُنذ سنوات في قسم القلب بمستشفى الكرمل في حيفا، وقد شارك في العديد من المؤتمرات الدولية، في معظم أنحاء العالم، حول أمراض القلب والمستجدات المتعلقة بهذا المرض وتجلّياته، كأحد أخطر الأمراض الإنسانية المعاصرة، وقام بإجراء آلاف عمليات القسطرة، التي حالت دون حاجة الكثير من المرضى لإجراء عمليات قلب مفتوح..
ويمتاز خضر بنظرة علمية دائمة البحث والتطوّر، خصوصاً في الطب وامراض القلب، وهو من أبرز الأطباء العرب في البلاد ويمتاز ايضاً بتواضع ومهنية بلا حدود...