[x] اغلاق
بعد مرور 22 عامًا، حان الأوان لتكون حياة العرب واليهود متساوية فعلًا.
2/10/2022 10:12
بعد مرور 22 عامًا، حان الأوان لتكون حياة العرب واليهود متساوية فعلًا. هذه هي السنة الثانية والعشرون التي نحيي فيها ذكرى أحداث هبّة أكتوبر (تشرين الأوّل)، والتي راح ضحيتها 14 مواطنًا - 13 مواطنًا عربيًا ويهوديًّا واحدًا. ما زلت أذكر حتى اليوم الألم والغضب الذي رافقنا في ذلك الوقت، والجرح الذي أصاب قلب المجتمع الإسرائيلي. لم يندمل هذا الجرح بعد، ولا يزال ينزف حتى اليوم لسبب عدم محاكمة أيّ شرطيّ. للأسف والألم الشّديدين، تُظهر أحداث أم الحيران، أيضًا، والتي جرت في السّنوات الأخيرة، أنّ شيئًا يُذكر لم يتغيّر بعد. لا تزال القيادة العُليا للشّرطة تتواطىء مع رجال الشّرطة الذين يتلحّفون بثقافة وسياسة التستّر والأكاذيب، والتي أشار إليها أعضاء لجنة أور بعد أحداث هبّة أكتوبر (تشرين الأوّل) عام 2000. وحتى هذه اللحظة، لا تزال سهولة الضّغط على الزناد واردة، طالما يتعلّق الأمر بالعرب والبدو. هذا ليس سوى غيض من فيض. يتعامل كبار المسؤولين في الشرطة مع الأسلحة المنتشرة في المجتمع العربي بتهاون وعدم المبالاة، ويفشلون مرّة تلوَ أخرى في منع عمليّات القتل وفي الوصول إلى الجناة – يستغيث أعضاء الكنيست العرب ويطالبون بإيجاد حل لهذه الآفة منذ أكثر من عقد. لكنّني أود أن أقول بأنّ شيئًا ما لا بدّ أن يتغيّر هذا العام. نجد أنفسنا في نقطة حسم: وضع الخارطة السياسيّة يمكّننا من رؤية شراكة حقيقيّة للأحزاب العربيّة في الائتلاف الحكومي بشكل فعلي. من غير الممكن أن نتخيّل ذلك فحسب، بل علينا أيضًا تعزيز الوضع الذي تتحوّل فيه الشّرطة من جهة أمنيّة توجه السّلاح في وجه المواطنين العرب، إلى جهة تقدّم خدمة عامّة وتوفّر الأمن والحماية الشخصيّة - لكل مواطن ومواطنة. من خلال المساواة الحقيقيّة بين اليهود والعرب. هناك أمر واحد، فقط، يمكنه تعزيز هذه المساواة - المساواة في التأثير، أيضًا. بلغت نسبة التصويت في المجتمع العربي في الانتخابات الأخيرة 44.6%؛ بينما بلغت النسبة العامّة، 67%. عدم المساواة في التصويت، ناتج عن الإهمال الإجرامي والمتعمّد، والتحريض المناهض للديمقراطيّة من جانب رئيس الحكومة السّابق والمتّهم الحالي بنيامين نتنياهو. فلو بادر جميعنا إلى العمل وأخذنا مصيرنا بأيدينا سننجح في هذه المَهمّة الكبرى - وهي الوصول إلى نسبة تصويت متساوية بين اليهود والعرب – حيث ستتغيّر حياة كل فرد منّا في هذه البلاد، بشكل يصعب التعرّف عليها. وضع كهذا لن يضمن فقط نجاح 61 عضوًا لدى انضمام ميرتس، بل سيسمح للمعسكر الديمقراطي بتشكيل حكومة في البلاد – سيمكّننا هذا الوضع من تغيير ترتيب الأولويّات بشكل جذري، وتعيين قائد عام عربي وإجراء تغييرات جذريّة في الشرطة تحوّلها إلى بوصلة موجهة للمجتمع. ستحوّلها من جهة تعمل بعدم المبالاة والاستهتار بحياة المواطنين العرب، إلى جهة تعمل على حمايتهم، استنادًا إلى قيم المساواة والحفاظ على حياة البشر. في غضون شهر، أمامنا فرصة لجعل هذه الرؤية حقيقة واقعيّة. في حال يخرج فيها كل من يؤمن بالمساواة بين اليهود والعرب إلى صناديق الاقتراع لهدف التصويت، وإذا اقتربنا إلى نسبة مشاركة متساوية في التصويت بين اليهود والعرب في البلاد، فستكون لدينا القدرة على التغيير والتأثير - والبدء في درء الانقسامات وكفكفة الدموع للأحداث التي لا تزال دامية منذ 22 عامًا. ميرتس ملتزمة برؤية وتحقيق هذه المساواة. وفي الشهر القادم، أعتزم على القيام بكل ما في وسعي لجعلها حقيقة واقعيّة. مما جاء على لسان رئيسة حزب ميرتس، زهاڤا چلؤون، خلال لقاء ثقافة السبت - "شبات تربوت" في طيرة المثلث